قال الدكتور سامح مهران، رئيس أكاديمية الفنون، إننا نرى اليوم آلة القمع تتحرك لغلق مفاتيح الإبداع للتخلص منه، والنيل من حريته، مما يكشف عن انحياز مخطط من قبل، مطالبًا رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل، بتغيير وزير الثقافة الجديد الدكتور علاء عبد العزيز، مؤكدًا على أنه إذا كان الهدف هو تصفية قيادات الوزارة الثقافية، فليعم الجاهل بطبيعة الأمور أن المثقف المصرى الحقيقى هو مؤسسة بذاته. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد عصر اليوم، لبحث أزمة المثقفين مع وزارة الثقافة بعد اختيار الدكتور علاء عبد العزيز، وزيرًا للثقافة، وهو ما رفضه العديد من المثقفين، وتحدث فى المؤتمر كل من سامح مهران، و الكاتب الصحفى عبد الجليل الشرنوبى عضو جبهة الإبداع، والفنان الكبير حسين فهمى، وجوزيف يسن، وذلك بقاعة سيد درويش بأكاديمية الفنون. وقال عبد الجليل الشرنوبى، عضو جبهة الإبداع، إن الهجمة على مصر وثقافتها شرسة فى وطن يتجاوز الأحلام الضيقة، وإن جبهة الإبداع انطلاقاً من دورها وضمير المبدعين، أصدرت بياناً أدانت فيه هذه الهجمة الشرسة ضد الثقافة، كما رفضت تعيين الوزير الجديد. وأوضح "الشرنوبى" أن البيان يؤكد على عدة نقاط، أولها عدم الاعتراف بممارسات الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، لأنه حنث بما أقسم عليه أمام الله والوطن، وأخلف بما وعد به النخبة السياسية، وانحيازه لأجندة سياسية على حساب الوطن، وثانيها أن الجبهة بكل مكوناتها وأعضائها تؤكد أن اختيار وزير الثقافة الحالى لا يرقى لمستوى التعليق ولا يستحق، لأن تعيينه يؤكد أننا أمام جماعة فى الحكم لا تدرك حجم الثقافة المصرية، وحجم الوطن، ولا يدل اختيارها إلا على أنها تسعى لوأد الثقافة المصرية من جذورها. وأشار "الشرنوبى" إلى أن الجبهة أعلنت عن تدشين حملة بعنوان "مصر مصرية" لمواجهة مشوهى الثقافة والعقول المصرية التى تسعى لشق وحدة الصف، داعيًا جموع المثقفين فى القاهرة والأقاليم لوقفة احتجاجية ومسيرة تنطلق من مركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية إلى وزارة الثقافة غدا، الثلاثاء، الساعة الواحدة ظهراً، وبدء الإعداد لمؤتمر مستقبل الثقافة والإبداع فى مصر ليبدأ أعماله منتصف شهر يوليو القادم، ودعوة جميع المثقفين للمشاركة فيه، وناشدت الجبهة كل المهتمين بالثقافة والإبداع فى مصر، لمواجهة الحملة الشرسة ضد المثقفين، وتهميش الثقافة وأعلنت تضامنها مع كافة الفعاليات الثقافية والفنية. ومن ناحية أخرى اختلف جوزيف ياسين، نائب حزب الجبهة الديمقراطية، مع الفنان حسين فهمى، وقال إنه لا يتعجب من وجود مثل هذا الوزير المسمى علاء، لأن تدمير الوطن لا يبدأ من الجيش، لكن من الفن والثقافة، فإذا تم تدمير القوة الناعمة، دمرت قواتنا الثقيلة. وأكد أن المثقفين هم خط الدفاع الأول لحماية هذا الوطن، وهويته، وفكره، وقوته الناعمة، لأن الشعب المصرى لديه أزمة فى المعايير والتفكير، وأن المؤامرة هى محاولة تحويل مصر من دولة لها ثقلها الفنى والإبداعى إلى دولة متخلفة، موضحاً أن هذا لن يحدث، وأكد أن الحزب يدعم الفنانين، ويعتبرهم جنود هذا الوطن، فإذا استطاعوا إقناع المصريين بالخطأ الذى يحدث، وأن يتحدوا، فلن يوجد لهذا الكيان السرطانى المسمى الإخوان، لأنهم يعتمدون على تشويش الأفكار.