سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"قيادات عمالية" تهاجم وزير القوى العاملة بعد تصريحاته أن الحكومة تسير على نهج الرسول.. أبو عيطة: "الأزهرى" يعمل على نهج مُسيلمة الكذاب.. والتحالف الشعبى: سياسة الحكومة ضد العمال سبب تشويه سمعتها
استنكرت قيادات عمالية تصريحات خالد الأزهرى، وزير القوى العاملة والهجرة، خلال لقائه بعمال شركة وبريات سمنود بمحافظة الغربية، بأن سمعة العامل المصرى فى الداخل والخارج بدأت تهتز بسب الإضرابات والاحتجاجات، مؤكدين أن السبب الرئيسى فى اهتزاز سمعة العامل هو الحكومة وحملاتها المنظمة لتشويه صورة العمال. وأكدت القيادات العمالية، أن مطالب العمال بسيطة وتقتصر على المطالبة بإجر عادل يكفى لحياة كريمة، والتثبيت، وتوافر التأمين اللازم لهم، مشددين على أن تلك المطالب ليست زيادة عن حقوقهم كما ادعى وزير القوى العاملة، لافتين إلى أن المستثمرين يستغلون العمال أسوأ استغلال، ثم يغلقون المصانع ولا يعبئون بمشاكل العمال، وهو الأمر الذى يؤكد أن المستثمر هو الذى يترك العامل مشردا ويغلق المصنع، وليست الإضرابات هى السبب فى هروب الاستثمار فى مصر، كما قال الوزير. واستاءت القيادات العمالية من تصريحات الوزير، بأن الحكومة تسير على نهج الرسول عليه الصلاة السلام فى العمل، مؤكدين أن الحكومة والوزير يسيران على نهج مسيلمة الكذاب مدعى النبوة، مطالبين الأزهرى بالبعد عن دغدغة مشاعر الناس، وعدم اللجوء إلى إكساب حديثهم غطاء دينى. وقال القيادى العمالى كمال أبو عيطة، رئيس الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة، عضو مجلس أمناء التيار الشعبى، إن الحكومة ووزارة القوى العاملة، تسيران فى عملها على نهج مسيلمة الكذاب مدعى النبوة، وليس على نهج الرسول. وأكد رئيس الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة، فى تصريحات خاصة ل "اليوم السابع"، أن وزارة القوى العاملة، لا تقوم بشىء يحل الأزمات المزمنة، فإذا كان الوزير يسير على نهج الرسول حقاً، فإننا نقول له أعمل بقول رسول الله "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه"، لافتاً إلى أن هناك مئات العمال لم يحصلوا على مرتباتهم المتأخرة، بالإضافة إلى تسريح زملائهم. وأضاف عضو مجلس أمناء التيار الشعبى، أن العمال أصبحوا مشردين على المقاهى والأرصفة، بسبب عدم حصولهم على حقوقهم ومرتباتهم، بالإضافة إلى المعاشات التى لا يكفى الحد الأدنى لها متطلبات الحياة للعمال المحالين للمعاش. وأشار أبو عيطة، إلى أن الذى أثر على سمعة العمال فى الداخل والخارج ليس كثرة الإضرابات والاعتصامات، ولكن بسبب ضعف الأجور، وترك العمال للنهب من رجال الأعمال، وعدم قيام مراكز التدريب المنتشرة على مستوى الجمهورية بدورها المنوط بها فى تدريب العمال بالشكل الأمثل. وأكد محمد جبرى، المتحدث الإعلامى لمكتب العمال بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أن الحكومة هى السبب الرئيسى فى هروب المستثمرين وليس العمال، لافتاً إلى أن المستثمر هو الذى يستغل العامل وليس العكس، مستشهداً فى ذلك بواقعة وهى تأجير مستثمر سويدى ل"مصنع" إيديال بمنطقة طناش، حيث قام بتأجير المبانى والعمال، مستنكراً أن يعامل العامل المصرى بهذا الشكل المهين، وأن يكون للإيجار. وقال المتحدث الإعلامى لمكتب العمال بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، إن مطالبة العمال بالتثبيت وزيادة مرتباتهم التى لا يتجاوز متوسطها ال500 جنيه لضمان حياة كريمة، ليس مطالب زيادة عن حقوقهم، كما ادعى وزير القوى العاملة. وأضاف عضو حزب التحالف الشعبى، أن حملات التشويه المنظمة من الوزارات المختلفة، ورجال الأعمال ضد العمال واتهامهم بتعطيل العمل وسرقة المنتجات، هى التى تؤدى إلى تشويه صورتهم، وليس الإضرابات والاعتصامات المشروعة التى ينادون من خلالها بحقوقهم. وأشار جبرى، إلى أن تصريحا بأن الحكومة تسير على نهج الرسول عليه الصلاة السلام فى العمل، لا يخرج عن إطار أسلوب الإخوان فى المتاجرة بالدين، للتأثير على فكر البسطاء من الشعب، لافتاً إلى أن كلمات الوزير ما هى إلا مسكنات للعمال. وفى السياق ذاته، شدد محمد الباقر أمين اللجان النوعية بحزب مصر القوية، على ضرورة ابتعاد وزراء الحكومة الحالية عن استخدام الغطاء الإسلامى خلال حديثهم، مضيفاً: "يجب الابتعاد عن التلاعب بالألفاظ والأقوال ودغدغة المشاعر بالحديث عن الاسلام". وأضاف: "كل أحد ينسب الإسلام لنفسه، ولقد هرمنا من استخدام تلك الطريقة فى الحديث"، مشيرا إلى أن الحزب الحاكم فى الماضى كان يتحدث عن الشعب، والآن الحزب الحاكم يتحدث باسم الدين، لافتا إلى أنه ليس معنى نجاح الحكومة نجاح الإسلام، وفشلها فشل للإسلام. وأشار "الباقر"، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، إلى أن مصطلح مطالب فئوية يكرس مفهوم الطبقية، ومصلحة السلطة ورأس المال فوق مصلحة العامل، لافتا إلى أن العمال هى إحدى الطبقات التى تم تهميشها على مدار 30 عاما، مؤكدا أن الحكومة الحالية تسير على نفس نهج الحكومات السابقة فى تجاهل الدفاع عن حقوق العمال؛ ولذلك تسعى إلى تجريم الإضرابات والاعتصامات. وأوضح "الباقر"، أن العمال يلجئون للإضرابات والاعتصامات كوسيلة للتعبير عن رأيهم، عقب استنفادهم كافة الوسائل المتبعة من تقديم شكاوى والتفاوض مع أصحاب العمل، لافتا إلى أنه كان من الأولى أن يتحدث وزير القوى العاملة عن حرية النقابات المستقلة، وتطبيق قانون الحد الأدنى والأقصى على العاملين بالجهاز الحكومى للدولة، أو الحديث عن سوء معاملة وزارة الداخلية فى فض الإضرابات والاعتصامات خلال الفترة الأخيرة. ولفت أمين اللجان النوعية بحزب مصر القوية، أن "الأزهرى"، أكد أن الحكومة اتخذت خطوات فعلية على أرض الواقع، متسائلا: "ما هى الخطوات التى اتخذتها الحكومة لحل مشاكل عمال فرج الله وشركة مساهمة البحيرة، و"بترو تريد"، مؤكدا أنه لو تم اتخاذ خطوات على أرض الواقع كما يدعى الوزير، لشاهدنا منتجا لتلك الخطوات على أرض الواقع. يأتى هذا فيما، أكد القيادى الإخوانى صابر أبو الفتوح رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس الشعب المنحل، تضامنه مع حقوق العمال المصريين، مشيرا إلى أن مطالب العمال المصريين أقل من المستوى، وأن العامل المصرى كافة حقوقه مهدرة، لافتا فى الوقت نفسه إلى ضرورة أن يلجأ العمال إلى ثقافة العمل مثلما يلجأ إلى ثقافة الإضرابات والاعتصامات للمطالبة بحقوقه. وأشار "أبو الفتوح"، فى تصريح خاص ل"اليوم السابع"، إلى أن العامل المصرى أصبح يحتل المرتبة الأولى فى الإضرابات والاحتجاجات على مستوى العالم، وهو ما يؤدى إلى هروب المستثمرين خارج مصر، لافتا إلى أن مطالب العاملين كلها تترجم إلى مطالب مادية فقط. وأوضح رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس الشعب المنحل، أن استمرار الاحتجاجات الفئوية عقب تولى الحكومة الجديدة ونجاحها فى حل عدد كبير من الأزمات، يرجع إلى تسرع العاملين فى المطالبة بحقوقهم، وذلك بسبب سنوات الظلم التى عانوها خلال الفترة الماضية، مطالبا بضرورة التنسيق بين وزارتى القوى العاملة والاستثمار لحل مشاكل العاملين لطمأنة المستثمرين للعودة لمصر.