لا تخلو تصريحات قيادات وكوادر فصائل وقوى التيار الإسلامى من اتهام لقوى المعارضة بالتآمر ضد المشروع الإسلامى ومحاولة إفشاله، معتبرين أن المعارضة لا تقدم أسبابا مقنعة لرفض النظام الحاكم بقدر ما تحاول إضعاف مشروعه «الإسلامى» وفى المقابل تتهم الأحزاب المدنية نظيرتها الإسلامية بأنها تعمل على تمزيق مصر. القيادى بالجماعة الإسلامية عاصم عبدالماجد رأى بشكل صريح أن هناك فريقا يعمل على هدم الدولة؛ بعد وصول فصيل من الإسلاميين للحكم، وذلك فى تعليق منه على تصاعد التظاهرات الرافضة لنظام الرئيس، فيما اتهم القيادى بالجماعة الإسلامية أيضا طارق الزمر الليبراليين بالارتماء فى أحضان الفلول. قيادات حزب النور السلفى أيضا تبنوا نفس المنهج، ومنهم شعبان عبدالعليم الذى فسر تحركات المعارضة ضد الرئيس بأنها محاولة لإفشال تجربة الإخوان، فيما اتهم الداعية الشيخ فوزى السعيد المعارضة بتلقى أموال من أجل إضعاف المشروع الإسلامى، وقال ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية فى تصريحات سابقة إن المعركة بين المشروع الإسلامى والمشروع الغربى الليبرالى قد اختلفت، وإن محاولة إفشال مؤسسة الرئاسة فى ظل الإعلان الدستورى المكمل، هى محاولة لإسقاط المشروع الإسلامى برمته. فى المقابل، فإن جورج إسحاق الناشط السياسى والقيادى بجبهة الإنقاذ يؤكد أن ما يستخدمه النظام ومؤيدوه لتبرير جميع التصرفات باتهام معارضيهم بمحاولة إفشال المشروع الإسلامى إنما هو نفس الأسلوب الذى كان يتبعه نظام الرئيس السابق فى مواجهة معارضيه، مضيفا أنهم يستخدمون فى تصريحاتهم تعبيرات من قبيل أن هناك حربا ضد الإسلام، وأن المعارضة ما هى إلا مؤامرة ضد الإسلام من قبل العلمانيين الكفرة. مشيرا إلى أن المعارضة تهدف لانتقاد السياسات، وليس الأشخاص ولا تحيك مؤامرة ضد أحد كما يدعى النظام، ولا تعمل ضد أيديولوجية بعينها، وإنما هى فقط تنقل وجهة النظر كما هى، مشيرا إلى أن هذا يدل على ضعف النظام وعدم قدرته على مواجهة المعارضة. ويرى الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية، أن فكرة نظرية المؤامرة ضد المشروع الإسلامى واتهام المعارضة يعود لعدم وجود توافق بين القوى السياسية الموجودة، وضعف النظام وعدم قدرته على تحقيق إنجاز واضح يرد به على المعارضة، فيستخدم الكلمات والاتهامات فقط، مشيرا إلى أنه من الصعب الآن استخدام المشروع الإسلامى لحشد المواطنين خاصة لأن هذا أصبح غير مؤثر حاليا.