هو عاشق من عشاق الصحراء الغربية وأحد سمارها الدائمين، وهبته الطبيعة الصحراوية موهبة تضاهى مواهب كبار التشكيلين، حتى لتكاد تقفز عيناك من مكانها ويرقص قلبك فرحاً عند زيارة متحفه الصغير فى واحة الفرافرة، لتشاهد عبر طابقيه وغرفة مبنية من الطين، أعماله التشكيلية المتنوعة، ما بين النحت والفخار واللوحات المائية، وكلها بخامات طبيعية مستمدة من البيئة حتى الألوان، إنه الفنان الفطرى بدر عبد المغنى. ظهر فى الدنيا عام 1958 وعاش سنى طفولته وشبابه فى واحة الفرافرة التى أحبها حباً شديداً، كان يرسم طوال عمره حلماً وأمنية، فأما الأمنية فهى أن تظل واحته بعيدة عن مظاهر المدنية فى كل شىء، البناء، حميمية العلاقات الإنسانية، وطرائق الحياة هناك وفولكلورها الشعبى، وحتى الآن وهذه الأمنية قائمة بدرجة كبيرة مع زحف المدنية النسبى. أما الحلم، فقد تجسد فى ثلاثة مواقع: الأول كان فى متحفه الصغير الذى يجسد كل شىء فى البيئة هناك، ويعرض فيه أعماله التشكيلية المختلفة، خاصة لوحاته الرملية الطبيعية بألوانها التى تربو على العشرة ألوان، كلها من رمال الواحة. الثانى كان فى فضاء المتحف الخلفى، وهو عبارة عن جبل صغير عليه بعض الأعمال ذات الموضوعات الإنسانية، خاصة ذلك الوجه الأفريقى المنحوت على جزء من شجرة، والذى يعبر عن الجوع والفقر. أما حلمه الثالث فكان المضيفة، مجموعة غرف لاستضافة الفنانين من محبى الطبيعة الصحراوية والتأمل. بدر عبد المغنى حقق أحلامه الثلاث بخامات طبيعية، فى حياة طبيعية بسيطة ولكنها غاية فى الرقى والذوق الرفيع. وكانت أول زيارة لى للصحراء البيضاء معه عبر سيارته الجيب، لأرى الجمال الآسر لصحراء غمرتها المياه من آلاف السنين وبها شواهد الإنسان الأول ورسوماته، عند سماع الفنان بدر عبد المغنى وهو يتحدث عن حنينه الدائم إلى واحته كلما سافر أو عرض عليه العيش فى أية دولة غربية يتمناها كثير من شباب اليوم، ستصل إلى معنى جديد من معانى الصحراء والفن والوطن عنده وعند أهالى واحة الفرافرة.