آسف سيادة الرئيس

يحاول كل من ينتمى للإخوان أن يثبت بكل الطرق أن المشكلة وأزمة مصر المحروسة تتلخص فى جبهة الإنقاذ، ومن ورائها إعلام يصفه الإخوان أنه إعلام مضلل كاذب منافق ويزيد على هؤلاء فلول وبلطجية الفلول، ثم رغبة بعض الدول الخارجية فى عدم نهضة مصر المحروسة لأهمية واستراتجية موقعها التاريخى، ونحن نتفق معهم فى كل هذه الأمور والصعاب التى تواجه البلاد.
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه، هل كان السيد الرئيس.. ينتظر أن يتولى الحكم ويجد تأييدا شعبيا جارفا ومعارضة مستأنسة وإعلاما ينفذ أجندة إخوانية وفلولا ترحب بهم... ونقول للسيد الرئيس وجماعته.
لا يا سيادة الرئيس لن يكون الحكم وتولى أمور البلاد بهذه السهولة البسيطة فإذا كنا نتفق كل الاتفاق أن جبهة الإنقاذ هى جبهة خراب والإعلام المأجور هم مضللون .. كاذبون، ، منافقون.
إلا أننا نختلف معكم أنهم ليسوا المشكلة التى تواجه البلاد، وإنما المشكلة الحقيقية فيمن يرغب فى تولى المسئولية ويتقدم لها ولا يحمل أفكارا أو قرارات تنقذ البلاد من هذا المأزق من يتولى الحكم ويبقى دائما فى موقف رد الفعل وليس الفعل.
من يترك جماعته تنتشر فى وسائل الإعلام تصدر قرارات وتصرح بقرارات مستفزة وتعلن وكأنها هى التى تحكم.
المشكلة فيمن لا يستعين بأصحاب الخبرة والحنكة السياسية ويختار مساعدين ومستشارين ما أنزل الله بهم من سلطان.
على الرغم من أننا نتفق معكم يا جماعة الإخوان أن جبهة الإنقاذ والإعلام والفلول هم مشكلة هذه البلاد، ولكن تبقى المشكلة الأكبر.. أنتم من تقدم لهذه المسئولية وإن كنتم لا تحملون الأفكار والحلول فأنتم المشكلة الأكبر لهذا البلد، وليس الإعلام.
أنتم من تفرغ للرد عليهم فى وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعى (الفيس بوك) بدلا من العمل والنهوض بالبلاد، أنتم من تحمل المسئولية وليس لديه الحنكة السياسية لمواجهة الأزمات والمشاكل أنتم من رغب فى الحكم ولا يحمل أفكارا أو رؤية وسياسة واضحة واكتفى بالخطاب والتصريحات المستفزة.
أنتم من تولى الحكم ولا توجد لديه الكوادر التى تحمل الأفكار والإبداعات للنهوض بالبلاد ولم نر سوى كوادر مستفزة (العريان والبلتاجى).
أنتم من تولى الحكم وترك البلاد للجبهة والإعلام الفاسد... فأين أنت يا سيادة الرئيس من كل هذا.
سيادة الرئيس... أنا آسف جدا أنت مشكلة هذا البلد قد تكون رجلا صالحا تقيا تخاف الله وتصلح للبلاد كرئيس، ولكن ليس فى هذا الوقت الحكم فى وقت الأزمات يحتاج لرجال من نوع مختلف المشكلة ليست فى الجبهة أو الإعلام المشكلة فيمن ليس لديه الرؤية والخبرة
وأخيرا أقول لك يا سياده الرئيس.
أنت مشكلة هذا البلد بمفردك لأن لكل زمان رجالا... فقد يصلح شخص عادى كرئيس للبلاد إلا أن البلاد قد تحتاج لرجل من طراز آخر، فى أوقات تمثل نقطة فارقة فى مصير البلاد والشعوب .
عندما تولى الرئيس محمد أنور السادات الحكم كان يسيطر على الحكم ومقاليد الأمور فى مصر المحروسة قيادات الاتحاد الاشتراكى ( مراكز القوى) ولهم تأييد شعبى جارف إلا أن خبرة وحنكة الزعيم أنور السادات وما تمتع به من ذكاء سياسى استطاع السيطرة على مقاليد الأمور بمصر المحروسة والقضاء نهائيا على مراكز القوى )قيادات الاتحاد الاشتراكى) على الرغم من التأييد الشعبى لهم، وللاتحاد الاشتراكى الذى كان يمثل فكر الزعيم عبد الناصر وما له من حب فى قلوب الشعب المصرى.
على العكس من ذلك توالى أمر البلاد الرئيس محمد مرسى بتأييد شعبى له ولجماعته وعلى الرغم من هذا التأييد لم يستطع التغلب على جبهة الإنقاذ التى لم يكن لها فى البداية أى تأييد شعبى إلا أن الأخطاء المستمرة والمتكررة وعدم وجود حنكة سياسية جعلت شعبية مرسى وجماعته تتراجع أمام جبهة لا تواجد لها تواجد أو تأييد فى الشارع المصرى.
لذلك أقولها للمرة الأخيرة ليست مشكلة مصر المحروسة فى جبهة الإنقاذ (الخراب) ولا فى الإعلام المضلل ولا فى الفلول وبلطجية رجال الأعمال، المشكلة فيمن تقدم للمسئولية وهو لا يحمل أفكارا للنهوض بهذا البلد لا يملك المؤهلات والخبرة والحنكة لإدارة البلاد. لا تحكم البلاد والشعوب والأمم يا سيادة الرئيس بالنية الطيبة لا تحكم البلاد بأجندة لا شئ فيها إلا مصلحة جماعة بعينها.
سيادة الرئيس أنا آسف جدا إنى انتخبتك فأنا نادم أشد الندم.