باختصار لهذه الاسباب لن أعطى صوتى لعمرو موسى ..فى حال تأكد ترشحه لرئاسة جمهورية مصر العربية فى الانتخابات المنتظرة، أولا: الرجل شاء أم أبى هو جزء لا يتجزأ من النظام الذى قامت عليه الثورة وقدمت الشهداء من أجل هدمه وتفتيت أركانه وإزاحة رموزه ومحاكمة قياداته ..وقد ظل عمرو يتقلب على فراش هذا النظام من منصب إلى آخر ،ومن مهمة إلى أخرى وظل يعمل جاهدا ولم يقصريوما فى تنفيذ سياسات خارجية ثبت بالقطع وبلا جدال أنها كانت سياسة فردية تخدم فى النهاية مصالح أشخاص لا مصالح وطن..وقد كان موسى وهو سياسى لا تنقصه الفطنة ولا الحنكة ولا الفهم واجهة هذا النظام ولسانه فى كل المواقف والأزمات .. ثانيا: لم ينتصر عمرو المواطن المصرى على السياسى ولم تغلبه الوطنية عندما تعارضت فى كثير من الازمات مع متطلبات منصبه كوزير خارجية يعمل لدى نظام يسير بوضوح عكس إرادة شعبه ،فكان فى كل مرة ينحاز لصالح مهام المنصب ،فلم يحدث أن لوح باستقالة مثلا أو اتخذ موقفا مخالفا لموقف حكومته تجاه قضية من القضايا الخارجية ،ولم يقرر بجسارة فى أى مرة الخروج على السرب ليغرد وحيدا مستجيبا لنداء العزة والكرامة الوطنية مكتفيا فى أحيان كثيرة ببعض الجمل والتعبيرات والتصريحات السياسية المستهلكة التى لا تثمن ولا تغنى من جوع ..وكم من قضايا وأزمات وتأزم فى علاقات مع كثير من الدول منها دول عربية ،بشأن تطاول على مصريين حدث وتكرر كثيرا ..فقد كان المصرى يقتل فى بلد ويجلد فى بلد ويسحل فى بلد ويعود فى تابوت من بلد .. وهرست كرامته بكل طريقة ممكنة ..وخاصة من اسرائيل التى عاملتنا بعجرفة ليس لها مثيل واخترقت حدودنا مرات ومرات بمبررات مختلفة ..لنكتشف أن نظامنا ميت وأن وزير خارجيتنا ينتظر الأمر كى يغضب أو لا يغضب ..والآن تنشر وسائل الإعلام تصريحاته الغاضبة ضد إسرائيل، وتتناول مطالبته باستدعاء سفيرها وإجراء تحقيق معه بعد حادثة مقتل جنودنا على الحدود ..فلماذا الآن يا عمرو ..وهل كنت ستفعل هذا فى وجود المخلوع..؟! ثالثا : كان بإمكان سيادته أن يرحل فى هدوء وبأى طريقة وكان هذا أفضل له بكثير من أن يظل داخل البرواز مع رجال مبارك وهو يعلم أن هذا الرجل لا يعمل لخيرمصر ..بل ما حدث هو العكس ظل متمسكا بمكانه كوزير خارجية حتى نقله مبارك إلى أمانة الجامعة العربية فذهب بحماس ليكمل مشواره هناك فى خدمة النظام أيضا رابعا: لن أنسى انه أرسل كمبعوث إلى الثوار فى الميدان يدعوهم إلى تهدئة الاوضاع وفض الاعتصام وقبول عرض النظام ..وهو يعلم تماما كسياسى أن استجابة الثوار تعنى نهاية الثورة وهزيمتها. خامسا: إذا كان أصغر طفل فى مصر قد فهم أن المخلوع يجهز ابنه ليهبه ملك مصر فلابد أن موسى وهو من الرجال الذين يعملون فى مطبخ السلطة كان يرى ويسمع ويفهم ما يدورمن أجل إتمام هذا المشروع فما الذى فعله موسى .. ليس كأمين عام الجامعة العربية ولكن كإنسان مصرى حر يأبى على دولته ووطنه العريق أن يسلب الحكم فيه بهذه الطريقة الحقيرة ..لم يعترض ولم يعلن رفضه القاطع والبات بل على العكس أعلن تأييده لترشح مبارك نفسه لفترة جديدة وهو الذى يعلم علم اليقين أن مبارك نفسه أصبح غير مقبول بين المصريين وأن الذى يدير البلاد بالفعل هو المحروس. سادسا: ما الذى يمكن أن يعطيه أو يقدمه عمرو موسى لمصر وقد تجاوز السبعين عاما ،ونحن هنا لا نعيب على تقدم العمر ذاته فليس للرجل يد فيه ولكن عندما تكون المهمة المنتظرة هى إعادة بناء دولة بحجم مصر تمر بظرف كالذى نمر به فيجب علينا أن نتريث وننظر فيمن نختار ،فالرجل ويسامحنى على هذا قد تجاوز سن الابداع البشرى كما تجاوزه من قبل رئيسه المخلوع ،فكل النظريات العلمية تؤكد كما يؤكد العقل والمنطق أن للإبداع الانسانى عمر ومؤشر وكلما تقدم العمر انخفضت قدرة البشر على الإبداع والإنتاج أيضا ،ناهيك عن قدرة الفرض على التحمل والسهر والسفر وربما اتخاذ قرارات حرب وخلافه مما يتطلب معها أن يتمتع الرئيس بقدر من الصحة واللياقة تجعله قادرا على التصدى لمهام عمله الجسيم .. سابعا: لست ممن يؤمنون بفكرة الخبرة السابقة وسنوات العمل الطويلة وكل مايمكن ان يقال فى هذا السياق .. لأنه وبصراحة ما خربش مصر إلا الرجال أصحاب الخبرات فقد كان 90% من مسئولى مصر من أصحاب الخبرة السيا سية الكبيرة أمثال سرور وصفوت وعزمى وعلى رأسهم المعلم مبارك وقد ضيع بخبرته وحكمته البلد كما ضيع المعلم حسن شحاته حلم مصر فى الوصول لكأس العالم عندما أصر أن يعتمد هو كمان على مجموعة اللاعبين الخبرة ..ثم أنه من البديهى أن يضم مكتب كل رئيس عدد محدد من المستشارين فى المجالات المتنوعة، فليكن هؤلاء من أصحاب الخبرات أو حتى من المعمرين فلا مشكلة فى ذلك ثامنا : الآن ينزل سيادته إلى الفقراء والبسطاء فى العشوائيات وفى المحافظات ،ويتباسط إلى أقصى درجة ويأكل بإيده مع الغلابة فى الشارع كما حدث فى إمبابه وغيرها ..وهو أمر لطيف فى حد ذاته لكن هل اكتشف سيادته الآن فقط أن مصر مليانه بسطاء ..يحتاجون أن ينزل لهم ..وهل النزول للناس مرتبط فقط بالترشح للرئاسة ..ألا يمكن فعل هذا من أى موقع ..وفى أى وقت .. تاسعا : بصراحة لست واثقا أنه يسعى لخدمة مصر الآن بقدرشعورى أنه يسعى لختام حياته كرئيس لمصر ..وربما يبحث من خلال نجاحه عن رسالة يتنمى أن يرسلها لمن حاول قديما أن يبعده عن الصورة بأى ثمن ..بعد ازدياد شعبيته فى فترة من الفترات.