عندما أخلو إلى نفسى وأتخيل لو أن الإنسان عاش فى هذه الدنيا وحيدا دون أصدقاء، أو أهل، أو أنه عاش بينهم دون الاستماع لنصائحهم، أو لرأيهم فيه يُرعبنى جدا هذا التخيل ماذا لو لم يجد الإنسان من يُرشده إن ضلّ، ومن يهديه إلى أخطاءه؟، فكرة مرعبة حقا. كلما مر الوقت والزمن أكتشف أننا جميعا نحتاج إلى النصائح طول الوقت، وفى كل خطوة، وإهمالنا للنصيحة غالبا ما يكون السبب فى فشلنا وسقوطنا، وفى حاجة إلى من ينتقدنا وحتى أننا فى حاجة إلى من يذمّنا، ويوضح لنا بقوة عيوبنا ويُظهر سلبياتنا أمام أعيننا حتى لو بشئ من القسوة، وفى حاجة إلى من يهمل مزايانا، وفى احتياج إلى أن ننحى جانبا كلمات المدح والثناء. علينا أيضا نحن أن نُراجع أنفسنا، ونكون صادقين معها ونجلد ذاتنا وندرك أخطاءنا وعيوبنا، ونصحح كل هذا كما علينا أن ننظر إلى الآخرين، ونتعلم من أخطاءهم حتى أنه من الواجب علينا أن نسمع لهؤلاء الذين نعلم تماما أنهم لا ترى عيونهم إلا كل ما هو سلبى فينا، لابد أن نرى نفسنا فى أسوأ صورها، لنبدأ ثورة فى تصحيح مساراتنا وشخصياتنا. مع مرور الأيام وتوالى الأحداث يزداد يقينى وأعترف أن كثيرين، وأنا فى مقدمتهم فى حاجة إلى النصيحة دائما، وكل يوم وفى كل لحظة، وأدركت أهميتها، وأدركت عاقبة إهمال النصيحة ونحتاج بشدة إلى من يرشدنا ويهدينا، ومن يمد إلينا يده وينتشلنا من أزماتنا، ويضعنا على طريق الصواب عثرات الحياة مرهقة حقا، وعقباتها مؤلمة وقاسية، ولكى لا نسقط فيها ونغرق بها يجب أن نفتح عقولنا وقلوبنا لكلمات ونصائح الأهل، والأصدقاء، أو حتى إنسان صادفنا به الزمن وقابلتنا به الأيام.