قديما قالوا الصبر مفتاح الفرج، ولكن تحولت الحكمة فى عصرنا الحالى إلى الكذب مفتاح الفرج، فكل من يريد أن يخرج من ورطته يستبيح لنفسه الكذب، ليبرر فعلته وكل من يختلف مع الآخر يستطيع أن يشوه صورته بالكذب والادعاء، وكل من يريد تمرير قرار أو سياسة معينة يبررها بالأكاذيب، وتحول الكذب من عادة سيئة وخطيئة دينية إلى أسلوب حياة لدى البعض، ومن كثرة تداول الأكاذيب حولنا تحول بعضها إلى حقائق، بل وتجاوز الأمر لدى البعض أن يكذب الكذبة ويصدقها، بل ويعمل على ترويجها بشكل أوسع، فتاهت حقائق وتشوهت وجوه ووقع البعض فى ظلم جائر بسبب الأكاذيب، وتحولت بعض الوجوه المغمورة إلى نجوم تحلق فى الأفاق بسبب الأكاذيب، وانطوت صفحات شخصيات مكافحة بفعل الأكاذيب والتشويه. ولقد ذكر فى الإسلام أن المسلم قد يفعل كل شىء إلا الكذب، وهو ما يعطى الدليل على أن الكذب من أبشع الجرائم، فالكذب يؤدى إلى القتل وإلى السرقة، وإلى كل الموبقات، ولكننا حولناه بفعل العادة إلى ملح الطعام فى حياتنا اليومية، فكل يوم نشاهد أكاذيب وادعاءات بالباطل، وتشويه متعمد، وأصبح الكذب هو الوسيلة الوحيدة لتبرير كل ما نريد تمريره، من أمور تطلبها المصلحة الشخصية وللآسف نسينا، أو تناسينا أن الكذب قد ينجينا اليوم وغدا، ولكنها لن ينجيا مستقبلا، والأكبر من ذلك أنه لن ينجينا يوم العرض على رب العالمين.