سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زياد الرحبانى: لدى "عرق" مصرى وشغف خاص بزكريا أحمد.. تمنيت أن يغنى الشيخ إمام "أنا مش كافر".. وفيروز فى الحياة لا تشبه صورتها على المسرح وكنت مثل ال"شاويش" بينها وبين والدى..وشيرين أخلفت مواعيدها معى فى حوار بصحبة البيانو فى برنامج "جملة مفيدة"..
فى حلقة مختلفة وغنية بالانفرادات الإعلامية نجح برنامج "جملة مفيدة" الذى تقدّمه الإعلامية منى الشاذلى على "MBC مصر" فى أن يغوص فى قلب وعقل الموسيقار الكبير زياد الرحبانى، والموسيقار اللبنانى الكبير زياد الرحبانى قليل الظهور الإعلامى، لديه الكثير من الأسرار ليس لأنه فنان فيلسوف، ولكن أيضا لأنه ابن للسيدة فيروز والفنان الراحل عاصى الرحبانى، وهما من أبرز عمالقة الفن فى العالم العربى. وللمرة الأولى يظهر الرحبانى فى برنامج تليفزيونى بمصاحبة آلة البيانو، حيث قدم عدة مقطوعات موسيقية حديثة وقديمة لسيد درويش ووالدته السيدة فيروز ومقاطع أخرى من آخر أعماله، فى الحلقة رقم 100 من برنامج"جملة مفيدة". وكشف الرحبانى عن سبب قيامه بإعادة توزيع أغنية سيد درويش "أهو دا اللى صار" التى غنتها السيدة فيروز أول مرة بالقاهرة عام 1989، معلنا أنه بادر بتوزيع الأغنية لتقدمها فيروز فى آخر حفل فى القاهرة عام 1989كهدية للجمهور المصرى الذى أطلت عليه بعد غياب وقال "ظروف الحرب الأهلية منعتنى من مرافقة الفرقة آنذاك". كما كشف عن شغفه الشديد بزكريا أحمد الذى اعتبره رائدا لمدرسة "المناقيش"، بينما عبر عن إعجابه الشديد بأداء السيدة أم كلثوم، معتبرا أن رياض السنباطى موسيقى من الوزن الثقيل، لكنه ليس قريبا لمزاجه الموسيقى، كما تحدث عن رغبته القديمة فى التعاون مع الشيخ إمام. وفتح الرحبانى خزينة أسراره العائلية، كاشفا عن بعض تفاصيل الحياة اليومية للسيدة فيروز ووالده عاصى الرحبانى، مشددا على أنهما وقفا بجانبه فى بداياته. وقال الموسيقار اللبنانى – خلال استضافته فى برنامج "جملة مفيدة": "فيروز فى الحياة لا تشبه صورتها على المسرح، فهى على المسرح تصاب بعارض المجد والعنفوان". مشيرا إلى أنها كانت تميل أكثر إلى الأغنيات التى كان يكتبها، لأنها تخلو من شعارات الوطنية. وقال: "الرحبانية لو عاشوا حتى اليوم لغيروا صورة الوطن المثالى الذى رسموه فى أعمالهم المسرحية، وكانوا قدموا صورة مختلفة عن الوطن، أنا أسمع موسيقى الرحبانية بمعزل عن خطاب تلك الأغنيات الممتلئة بشعارات الرومانسية". وأضاف، "هم كانوا يتكلمون عن الجبال الشامخة طوال الوقت، كانوا يتمنون أن يكون هناك وطن، ولكن الوطن "طلع مش موجود"، وأنا لا أفعل شيئا آخر غير أنى أظل أسمعهم، كتركيبة مسرح غنائى، ولكن فى لحظات واقعية، أرى أن الذى طغى عليهم هى الشعارات وتحليق متواصل". وقال الرحبانى، إنه من عشاق المدرسة الفنية التى تسمى "المناقيش، وهذه المدرسة هى التى تستخدم الكلمات والألحان البسيطة القريبة إلى الناس، مشيرا إلى أنه يفضلها عن تلك التى تغلب عليها الثقافة، والتى غالبا يستمع إليها النخبة، لافتا إلى أن رائد هذه المدرسة هو الشيخ زكريا أحمد. وأضاف: "أنا مولع بالموسيقى المصرية، ومعجب بشدة بموسيقى الشيخ زكريا أحمد، وفى صالون بيتى فى لبنان أعلق صورة واحدة للشيخ زكريا حتى أن كثيراً من الزوار اعتبروه أحد أفراد عائلتى". وعبر الرحبانى عن إعجابه الشديد بأداء السيدة أم كلثوم، وتمنى لو أن الظروف تسمح له بإعادة توزيع بعض أغنياتها خاصة أغنية "القلب يعشق كل جميل"، معتبرا أن رياض السنباطى موسيقى من الوزن الثقيل، لكنه ليس قريبا لمزاجه الموسيقى. وقال زياد والدى عاملنى فى سن صغير بشكل احترافى حتى أنه اشترى أغنية "هدير البوسطى" ب500 ليرة بعد أن استمع لها فى إحدى المسرحيات، وأعطاها لفيروز وغنتها الفرقة فى باريس لأول مرة". وأضاف: علقت الصحافة على كلمات الأغنية، وتعجبوا كيف تغنيها فيروز، واتهموها بأنها تشجع على الخيانة، ولم يعرفوا أن والدى هو صاحب القرار وليست هى". ولم تكن هذه الأغنية الوحيدة التى سببت انتقادا للسيدة فيروز، ولكن أغنية أخرى ألفها زياد، وهى "كيفك أنت"، وقال إنها ترددت بأربعة سنوات قبل أن تغنيها، لأنها خافت من أن تثير تلك الأغنية انتقادات واسعة، وهو ما حدث بالفعل لكن الأسطوانة ظلت طول عام صدورها هى الأكثر مبيعاً. ورفض الموسيقار اللبنانى زياد الرحبانى وصفه بالشخصية المتمردة، مشيرا إلى أن كل ما فى الأمر، أنه يريد أن يخرج ألحانا جيدة، وهذا سبب انتشار هذه الفكرة عنه، بينما كشف أنه هرب من المنزل لكثرة الخلافات بين والدته السيدة فيروز ووالده عاصى الرحبانى اللذين كانا يحكمانه فى فض الاشتباك. وقال الرحبانى – خلال استضافته فى برنامج "جملة مفيدة": "دائما أقرأ أنى شخصية متمردة، ولكن أنا لا أفعل شيئا مقصودا، لا أضع فى رأسى شيئا لأفعل ضده، وكل ما يحدث أننى أتصرف بطبيعتى، لكى يخرج لحنا جيدا. وأضاف، "كنت طفلا مزعجا، وشقيا، لم أكن مضبوطا، ولكنى وعيت على مجموعة مشاكل فى العائلة، ولم أركز فيها كثيرا، وكان المطلوب أن أكون مثل شاويش المخفر بين والداى فى الاجتماعات العائلية". وتابع: "أحسست بهذه المسئولية وأنا فى عمر ال14 عاما، هما كانا يرتاحان بوضعى بينهما كحكم، وموفد بينهما، إلى أن قررت أن أهرب من البيت، انسحبت فجأة، لأنى "رايق كتير، وبعدنى رايق". وكشف الموسيقار اللبنانى زياد الرحبانى أن أغنية "أنا مش كافر" كان مفترض أن يغنيها الفنان الراحل الشيخ إمام وقال "الشيخ إمام أداؤه عظيم، وتعرفت عليه أثناء الحرب الأهلية فى لبنان، وكنا وقتها نتعاون معه فى هندسة الصوت، وكان له منتج معروف ذو أصل تونسى، ولم يكن يريده أن يكلم أحدا". وأضاف – خلال استضافته فى برنامج "جملة مفيدة"-: "جربت أن أُسمع الشيخ إمام كلمات أغنية "أنا مش كافر" كنت أريده أن يغنيها، لأن فيها لمحة منه، ولكن المنتج التونسى أصر على أن يصطحب الشيخ إمام لأن لديهما موعدا آخر. وأكد الرحبانى أن هناك أصوات كثيرة، ولكن الرداءة هى المسيطرة، وأنا مقاطع الاستماع، ولكن هذا لا ينفى وجود عدد من المطربين الجيدين فى مصر، أهمهم شيرين عبد الوهاب". وأضاف: "أسمعها منذ فترة كبيرة، وكان من المفترض أن يكون بيننا مشروعا منذ عام 2005، ولكن غالبا لا "تظبط" المواعيد معى، كان هناك أكثر من موعد، ولكن لم يتم هذا المشروع فى النهاية. وقال الفنان زياد الرحبانى إن عدم زيارته لمصر فى الأعوام الثلاثة الأخيرة سببه عدم تلقيه دعوات منذ عام 2010، مؤكدا أنه يرحب بزيارتها لأن لديه "عرقا" مصريا. وأضاف الرحبانى والدى عاصى كان يقول إن لدى "شلش" مصرى، لذلك أرحب بزيارة مصر كثيرا، ولكن لم تأتى لى أى دعوة". وكان الرحبانى قد أحيا حفل ختام مهرجان القاهرة الدولى الخامس للجاز، وذلك للمرة الثانية، حيث سبق أن شارك فى نفس المهرجان قبل ثلاثة أعوام من الآن. ويقول الموسيقار الكبير لو جاءت لى دعوة من دار الأوبرا سأستجيب على الفور، فى عام 2000 وكان هناك اتفاق على أن أشارك فى حفل بدار الأوبرا، ولكن حدثت مشاكل إنتاجية وقتها، ولم نقم بالحفل. وقال الرحبانى: "كنا نسمع كلمة "هدوء نسبى" كثيرا فى الأخبار، الحرب كانت تملأ الشوارع، وفى بيروت، كان هناك معسكران، غربى وشرقى، وفى "أوقات الفراع" حينما تهدأ الحرب، تشتعل حروبا صغيرة فى داخل الأحياء، حتى صار الحصول على المياه والخبز مغامرة". وأضاف: "كنت أسكن فى منطقة قريبة من نقاط التماس بين المتحاربين، وحينما أعلنوا وقف إطلاق النار أسرعت إلى البيانو وألفت مقطوعة وقررت أن أطلق عليها "هدوءا نسبيا" وهى التى حمل الشريط اسمها ولاقت قبولا كبيرا.