على ناصية قريبة من "الدار" بدأوا فى التجمع، انتهت صلاة الجمعة واقترب موعد اللقاء الأسبوعى، فى المكان الذى اختاروه للانطلاق، ترددت عبارات الترحيب والسلامات المتطايرة وبعض إرشادات الاستعدادات التى أكدوا عليها قبل التوجه لدار "الروضة" للأيتام الذين اعتادوا التردد عليهم أسبوعياً، على باب الدار انطلقت ضحكات البهجة مرحبة بزوار كل "جمعة"، استعداداً للجلسة التى تجمعهم لفتح أبواب المناقشة واللعب والرسم وكل ما يستطيع فريق النوايا الحسنة من شباب جامعة القاهرة تقديمه لكسر رتابة الغرف الضيقة لدار الأيتام، والخروج بهم من حياتهم المنعزلة إلى نوع جديد من الأنشطة قرر فريق"النوايا الحسنة" تكراره أسبوعياً مع أطفال عزلتهم الظروف داخل جدران باردة قلما يخرجون منها للحياة. "خبط على الباب واكسب ثواب" هو عنوان جمعتهم القادمة التى اختاروا تزامنها مع يوم اليتيم خارج الجدران الضيقة للدار، والانتقال بأطفال دار "الروضة" ودار "أهالينا" إلى احتفال خارج القيود بنادى الشمس غداً، وهى الاحتفالية التى ينظمها فريق "النوايا الحسنة" من شباب جامعة القاهرة التابعين لنشاط "مويك" داخل الجامعة، ضمن اهتمامهم برعاية الأيتام أسبوعياً. "محمود هاشم" واحد من شباب "النوايا الحسنة" تحدث ل"اليوم السابع" عن هدف الفريق من الزيارات الأسبوعية للأيتام قائلاً، هدفنا فى دخول حياة هؤلاء الأطفال يتجاوز مجرد تذكرهم يوم اليتيم ونسيانهم باقى أيام السنة، فهدفنا هو دخول عالمهم الضيق والخروج بهم إلى حياة أخرى لا تعرفها جدران الدور التى يقضون بداخلها طفولتهم، ونادراً ما يتردد عليهم أحد سوى فى يوم واحد من كل عام. أما عن حملة "خبط على الباب واكسب ثواب" التى يحتفلون من خلالها بيوم اليتيم، يقول "محمود": الهدف من حملتنا ليس موجه للأيتام، بل موجه للآخرين، بهدف التوعية بأن اليتيم ليس يتيماً يوماً واحداً من أيام العام، وتوعيتهم بأن اليتيم بحاجة لرعاية أكثر من المال، وحب وتوجيه ونصح بما يفوق حاجتهم للأكل والشرب والملابس الجديدة التى تأتيهم سنوياً فى يوم اليتيم. وعن الأنشطة التى يمارسوها داخل الدور أسبوعياً، يقول "محمود"، نحاول فتح أبواب المناقشة والسماح لهم بالحديث فى موضوعات مختلفة نختارها لهم كل أسبوع، نحاول الخروج بهم من الدائرة المغلقة وإتاحة فرصة ولو بسيطة للإبداع والتفكير بصوت عالى وسط دائرة من الحب والرعاية التى يفتقدها اليتيم فى حياته.