تغيير نظام كأس أفريقيا يرسخ "سيطرة" إنفانتينو على كاف

أعاد قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بتغيير نظام بطولة كأس الأمم الأفريقية، وإقامتها كل 4 أعوام، بدلًا من إقامتها كل عامين كما هو معتاد، إلى الأذهان، سطوة جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم على الكرة الأفريقية.
وأعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم اليوم، السبت، اتخاذ قرار بإقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية كل 4 أعوام، بدلًا من عامين، مع تدشين بطولة جديدة، تحت مسمى دوري الأمم الأفريقية، تُقام سنويًا، وستشبه كثيرًا بطولة دوري الأمم الأوروبية.
تحقيق مطالب إنفانتينو المتكررة
ويأتي قرار تغيير الفترات الزمنية بين كل نسخة من كأس الأمم الأفريقية، تنفيذًا لمطالبات جياني إنفانتينو المتكررة خلال الفترات الماضية بضرورة اتخاذ ذلك القرار.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن إنفانتينو خلال حديثه أمام اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم في الرباط، في فبراير 2020، قد وصف بطولة كأس أفريقيا التي تُقام كل عامين بأنها "عديمة الفائدة" وأوصى بإقامتها كل أربع سنوات، مثل بطولة أوروبا.
وقال إنفانتينو في ذلك الوقت: "مثل تلك المسابقات لا تقدم لنا ما ينبغي أن تقدمه لنا"، مشيرًا إلى أن كل نسخة من بطولة كأس الأمم الأفريقية قد تقام في يناير أو يونيو، حسب الظروف الجوية للبلد المستضيف.
وفي مناسبة أخرى قبل عدة أعوام، قال رئيس فيفا: "إذا استطعنا تبسيط الجدول الزمني والتأكد من إمكانية إقامة كأس الأمم الأفريقية ضمن فترة توقف دولية أطول في الخريف، فأعتقد أننا سنكون قد حققنا إنجازًا هامًا للغاية".
وردت صحيفة الجارديان على تصريحات إنفانتينو المتكررة بشأن نظام بطولة كأس الأمم الأفريقية، أنه من الواضح أنه لم يكن يعلم - أو تجاهل - أمرين: الأول أن تلك البطولة هي مصدر الدخل الرئيسي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم بطريقة لا تمثلها بطولة أوروبا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي يعتبر دوري أبطال أوروبا مصدر دخله الرئيسي؛ والثاني أن الظروف المناخية المتباينة بشدة في جميع أنحاء أفريقيا تجعل تحديد موعد ثابت ومحدد للبطولة أمرًا صعبًا للغاية، إن لم يكن مستحيلًا.
ورغم ذلك، لبى موتسيبي تعليمات رئيس فيفا، وأعلن إقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية كل 4 أعوام، بل وأكد خلال المؤتمر الصحفي، اليوم السبت، أن ذلك القرار تم اتخاذه بالتنسيق مع إنفانتينو نفسه، وماتياس جرافستروم، الأمين العام للهيئة الإدارية العالمية.
ورد موتسيبي على ذلك، قائلًا: "لطالما كانت بطولة كأس الأمم الأفريقية المصدر الرئيسي لمواردنا المالية، لكننا الآن سنحصل على موارد مالية كل عام، إنه هيكل جديد ومثير سيساهم في تحقيق استقلال مالي مستدام ويضمن مزيدًا من التوافق مع روزنامة الفيفا".
دور إنفانتينو في مسيرة موتسيبي
ويعيد ذلك القرار إلى الأذهان، سطوة فيفا المستمرة على قرارات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، منذ تواجد إنفانتينو على رأس قيادة الهيئة الأكبر في عالم الكرة، وانتخاب موتسيبي رئيسًا للكاف.
وفي الأساس، جاء موتسيبي على رأس قيادة الكاف بدعم مطلق من إنفانتينو، الذي كان له دورًا بارزًا في انتخاب رجل الأعمال الجنوب أفريقي، بعدما انسحب المرشحون الآخرون من المنافسة، حيث أشار شبكة دويتش فيلة الألمانية أن إنفانتينو وعد هؤلاء المرشحين بمناصب أخرى.
وقال إنفانتينو بعد إتمام انتخاب موتسيبي رئيسًا للكاف: "أنا سعيد لأن فيفا استطاعت أن تساهم، ولو قليلًا، في هذه اللحظة الحاسمة لكرة القدم في هذه القارة العظيمة"، بعدما جعل الانتخابات في الرباط مجرد إجراء شكلي.
وأكملت الشبكة الألمانية: "يتهم منتقدون في أفريقيا إنفانتينو بإعادة استعمار غير مباشرة، حيث أصبح موتسيبي الآن مدينًا لإنفانتينو، ومن المفترض أن يسدد له دينه في وقت ما".
الدوري الأفريقي الممتاز
كانت بطولة الدوري الأفريقي الممتاز، التي رفضت الجماهير الأوروبية تطبيقها في القارة العجوز، واحدة من أكبر الأمثلة على تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم في الشئون الأفريقية، حيث تم تدشين نسخة واحدة من تلك البطولة، بنظام مختلف عن دوري أبطال أفريقيا.
بطولة الدوري الأفريقي الممتاز التي أُقيمت تحت رعاية فيفا، بمشاركة 8 أندية، من بينها الأهلي، والوداد المغربي، والترجي التونسي، لم تلقَ نفس النجاح الذي تشهده بطولة دوري الأبطال في القارة، إلا أن جياني إنفانتينو قد أكد حينها أن تلك البطولة هي طريقة رائعة وفعالة للارتقاء بكرة القدم الأفريقية.
وذكر بيان الاتحاد الدولي لكرة القدم عن تلك البطولة: "يُعد دوري كرة القدم الأفريقة أحدث ثمار الشراكة المثمرة بين الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والاتحاد الدولي، وسيجمع شكله الأول 8 من أشهر وأنجح الفرق الأفريقية بهدف تسليط الضوء على جودة اللعبة في القارة".
وقال إنفانتينو في رسالة فيديو مسجلة: "في فيفا، مهمتنا هي جعل كرة القدم عالمية بحق، ولطالما آمنا بتطوير كرة القدم الأفريقية، وهو ما ساهم برنامجنا فيفا فورورد في تعزيزه".
وتابع: "لم يسبق أن وصل إلى نهائي كأس العالم للأندية سوى فريقين أفريقيين فقط، ولكن هذه البطولة ستساعد هذين الفريقين على تطوير قدراتهما الكروية والمالية باستمرار من أجل منافسة أفضل الفرق في العالم، وربما حتى التغلب عليها".
ولم تتحقق نبوءة إنفانتينو بمساعدة الرجاء المغربي ومازيمبي على تكرار إنجاز الوصول لنهائي كأس العالم للأندية، بل ولم يستطع الفريقان الوصول لنهائي دوري أبطال أفريقيا في أخر موسمين، كما لم ينجح أي فريق أفريقي في التأهل من دور المجموعات في كأس العالم للأندية 2025، التي أُقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية.
بطولة الدوري الأفريقي الممتاز التي أُقيمت مباراتها الافتتاحية قبل أكثر من عام في تنزانيا، لم تتكرر أي نسخة منها مُجددًا، وهو ما قد يجعل الغموض يحوم حول مستقبل البطولة الجديدة التي قرر كاف تدشينها، وتجمع منتخبات القارة، تحت مسمى بطولة "دوري الأمم الأفريقية".