"شتاء فبراير والتاسعة مساء".. ثنائية تثير ذكريات المواجهة الأخيرة بين مصر والكاميرون

كان شتاء 2016/2017 الأقل برودة خلال السنوات الأخيرة في مصر، وصلت درجات الحرارة العظمى في أحد أيامه ل8 درجات مئوية، ورغم ذلك لم يكن بوسع أحد العثور على كرسي شاغر بأحد مقاهي وسط البلد، في ليلة الأحد، ال5 من فبراير، بعد أن تجاوزت الساعة ال8 مساء، فالمنتخب المصري في مواجهة مع نظيره الكاميروني في تمام التاسعة، ويأمل أصحاب ال7 ألقاب، الحصول على اللقب الثامن، بعد غياب دام سنوات، وفي ظل الترقب الكبير، والأمل الذي داعب كثيرين، خسر المنتخب المصري المباراة بهدفين مقابل هدف، تاركة ذكرى، يؤججها من جديد مباراة نصف النهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون، والمقامة مساء الغد، الخميس.
موعد مباراة مصر والكاميرون
ثمة تشابه بين ليلة الغد والبارحة. كانت مباراة 2017، آخر ما جمع المنتخبين. التوقيت واحد، هو التاسعة مساء، والشهر أيضا فبراير، وحدة برودة الشتاء ما تزال سارية، على أن الأولى كانت المباراة النهائية للبطولة، ومباراة الغد، المؤهلة لذلك النهائي، الذي سيجمع بين أحد منتخبين، مصر والكاميرون، ومنتخب آخر. تفاصيل يتذكرها محمود عيد، الشاب الذي يعمل بإحدى متاجر وسط القاهرة، وكان ضمن مئات المشجعين المنتشرين على المقاهي، والآملين في خطف الفوز، غير أن هدف نيكولا نيكولو، أعاد للمباراة تعادلها، بعد هدف محمد النني، وجاء هدف فينيسنت أبو بكر، في الدقيقة ال88، وجعلها شبه محسومة، فيما تبقى شيء من الأمل، بددته صافرة الحكم، معلنا فوز الكاميرون بالكأس.
عدد مرات فوز مصر بلقب كأس الأمم الأفريقية
لدى محمود 39 عاما، وتابع بنفسه 5 مواسم فازت فيها مصر بلقب الكأس، بداية من نسخ 1986، ثم 1998، والثلاثية المتتالية في 2006، و2008، و2010، ويعرف أن مصر فازت باللقب من قبل في نسختين سابقتين في عامي، 1957 و1959. كان الشاب آنذاك يتابع مشاهد تجمع الشباب والكبار والأطفال والعجائز، حول شاشات المقاهي بوسط البلد، لمتابعة مباراة 2017، التي أعادت الأمل للفراعنة، بعدما فقدوا فرصة التأهل للبطولة في أعوام 2012 و2013، و2015: «كانت هذه النسخة من البطولة تحمل لنا الأمل الكبير، كنا نرى أننا أسياد هذه القارة، وتحديدا هذه البطولة، لكن الهزيمة حلت ذلك اليوم».
في الطريق للمقهى، كان كثيرون يرتدون ملابس ثقيلة، شتاء هذا العام كان باردا بشكل مختلف. وكانت سنوات عدم التأهل، دافعا لانتشار الباعة بالأعلام والفوفوزيلا وفانلات المنتخب المصري، فيما كان شباب يحملون الألوان لرسم علم مصر على وجه أطفال وشباب، مقابل مبالغ محدود، ومحطات المترو تمتلأ بحاملي الدفوف. أمور تتذكرها ندى خالد، التي نزلت رفقة صديقتها لمتابعة المباراة، ولم يكن بوسعها قبل نصف ساعة من المباراة العثور على كرسي في شارع الألفي وما يحيطه من شوارع، على كثرة المقاهي هناك: «وعلى الرغم من كوني لا أهتم كثيرا بكرة القدم، إلا أنني كنت أتابع هذه النسخة، كانت لنا سنوات لم نتأهل فيها للبطولة، وكنا قد وصلنا للنهائي».
خسارة مصر أمام الكاميرون في نهائي الأمم الأفريقية
كان الوصول لنهائي 2017، مؤشرا لتحقيق مركز متقدم آخر في النسخة التي نظمتها مصر لبطولة كأس الأمم الأفريقية في 2019، غير أن العكس ما حدث، فقد خرجت مصر من البطولة في دور ال16، وسط غضب جماهيري كبير: «وبالتالي فمباراة الغد مع الكاميرون بالنسبة لي تحمل أملا كبيرا، في حالة الفوز سنكون في النهائي، ربما يمنح هذا الأمر ثقة لهذا الجيل من لاعبي المنتخب» قالها إسلام بدر، الشاب الذي يعمل في إحدى صيدليات وسط البلد، متذكرا نسخة 2017، حين ازدحمت الشوارع بالمشجعين، قبل أن ينفضوا وعلى وجههم الأسى.
يطلق على الجيل الذي فاز باللقب في أعوام 2006 وحتى 2010، الجيل الذهبي، أو جيل حسن شحاتة، نسبة لمدرب المنتخب آنذاك. لكن الجيل الذي لعب في نسخة 2017، كان قوامه ممن لم يشاركوا في تلك البطولة القارية من قبل، ما عدا عصام الحضري، وأحمد المحمدي، ومحمد عبدالشافي، والثلاثة باتوا خارج المنتخب الآن: «بعد الخروج المذل في 2019، ربما باتت الفرصة الآن أكثر أهمية للاعبي المنتخب، سيكسبهم الفوز ثقة كبيرة، في حال تأهلهم للنهائي والفوز بالبطولة».
تاريخ مواجهات منتخبي مصر والكاميرون

وخلال مواجهات عدة جمعت منتخبي مصر والكاميرون، فاز الفراعنة في 16 مباراة، مقابل 6 هزائم، و6 تعادلات، وفي كأس أمم أفريقيا، واجهت مصر الكاميرون 13 مرة، فازت فيها ب7 مباريات، غير أن النهائي لم يجمعهما إلا في 3 نسخ فقط، فازت مصر في اثنين منهم، وفازت الكاميرون في آخر نسخة جمعتهما في النهائي، عام 2017. وسيواجه الفائز في مباراة الغد، إما منتخب بوركينا فاسو، أو السنغال، بعد مواجهة الأخيرين مساء اليوم، الأربعاء.