تقرير.. إعادة هوية الكتلان.. ماذا ينتظر كومان مع برشلونة؟

صحيح أن إقليم برشلونة يعتبر جزءًا من إسبانيا لكن المواطن الكتالوني يرى نفسه أنه الأفضل نظرًا لاعتبار هذا الأقليم متميزًا من حيث الثراء الفاحش وتواجد كبار رجال المال والأعمال.
برشلونة ليست متفوقة فقط من حيث القوة المالية بين مواطنيها لكن بوجود فريق يعتبر لديه هوية عن أي فريق إسباني آخر بل في أوروبا بعدما وضع حجر الأساس الراحل يوهان كرويف واستمر على نفس النهج المخضرم بيب جوارديولا.
وفي الفترة الماضية، الوضع في برشلونة ليس على ما يرام صحيح أن جوسيب ماريا بارتوميو أعلن خلال تواجده في المؤتمر الصحفي أمس الثلاثاء، أن الأزمة تتثمل في الفريق فقط وليست إدارية لكن في الحقيقة الأزمات تلاحق الكتلان في مختلف الأصعدة.
وفي هذا التقرير سنسلط الضوء على أزمات برشلونة الرياضية حيث قامت الإدارة عقب كارثة ميونيخ بإقالة المدرب كيكي سيتين وألحق به المدير الرياضي إريك أبيدال في محاولة لإعادة هوية الفريق مرة أخرى بعد موسم كارثي على حد الكلمة نظرًا للفشل على كافية المستويات سواء كانت محلية ثم جاءت الفاجعة الكبرى بالخسارة من بايرن ميونيخ بثمانية أهداف مقابل هدفين ليودع البرسا مسابقة دوري الأبطال من دور الثمانية.
إدارة برشلونة قامت بالتغيير على الفور والقرار جاء بتعيين رونالد كومان في منصب المدير الفني خاصة أنه يعرف كل كبيرة وصغيرة داخل النادي، لكن صاحب ال57 عامًا سيكون أمام تحديات كبيرة وصعبة هذا ما سوف نوضحه في التقرير التالي:
- الالتزام أولاً:
إذا أردت البطولات والنجاح في أي فريق عليك أولاً بفرض السيطرة في غرفة الملابس، هذا ما افتقده برشلونة خلال الفترة الماضية وتحديدًا في لقاء سيلتا فيجو بعدما انتهت المباراة بنتيجة التعادل الإيجابي (2-2) لكل فريق على ملعب "بالايدوس"، فعقب هذه النتيجة خرج لويس سواريز ليوجه عدة انتقادات للمدرب كيكي سيتين حول أسباب فشل الفريق في الفوز خارج ملعب "كامب نو".
تصريحات سواريز ليست الأزمة الأولى عقب اللقاء لكن ألحقه بتصرف آخر من نجم الفريق ليونيل ميسي والذي تجاهل إيدر سرابيا، مساعد المدرب كيكي سيتيين في إِشارة إلى وجود أزمة حقيقية داخل برشلونة.
كومان لديه الميزة التي افتقدها برشلونة وهو الصرامة التي ما تميزه دائمًا وهذا ما ظهر مع المنتخب الهولندي خلال مهمته الأخيرة، بعدما نجح المدرب المخضرم في إعادة "الطواحين" إلى هويتها مرة أخرى خلال العامين الآخيرين.
النتائج خير دليل حيث قاد منتخب "الطواحين" في 20 مناسبة ليحقق الفوز في 11 مقابل خمس تعادلات وأربع هزائم مسجلاً 43 هدفًا.
وكانت أبرز اسهامات كومان هيّ قيادة هولندا لبلوغ نهائي بطولة دوري الأمم الأوروبية قبل خسارة الموقعة النهائية من البرتغال بهدف دون رد.
- إعادة ميسي:
مهمة أخرى كبيرة في انتظار كومان وهو إقناع ميسي بالمشروع الجديد لبرشلونة خاصة أن صحيفة "Esporte Interativo"، خرجت لتعلن أن النجم الأرجنتيني هدد بالرحيل في حال عدم وجود مشروع للفريق من أجل استعادة البطولات من جديد، لافتة إلى أن اللاعب لا يفكر في المال فقط.
كومان بالطبع عليه إقناع ميسي بالمشروع الذي جاء من أجله في ظل ارتباط اللاعب بالرحيل لصفوف إنتر والعمل مع المدرب أنتونيو كونتي أو الرحيل لصفوف مانشستر سيتي والعمل مع مدربه السابق بيب جوارديولا.
بارتوميو رئيس نادي برشلونة كان له تصريح في الساعات القليلة الماضية تحدث فيها عن مستقبل النجم صاحب ال33 عامًا مؤكدًا أن مشورع النادي والفريق مرتبط بميسي في لافتة إلى أن اللاعب لن يرحل على الرغم من تقارير ارتباط اللاعب بالمغادرة.
- أزمة مالية:
يعيش برشلونة فترة حرجة على الصعيد الاقتصادي بعد إعلان بارتوميو أن النادي خسر ما يقرب من 200 مليون يورو بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) رغم تخفيض اللاعبين رواتبها واستكمال الموسم.
وبالطبع الأزمة الاقتصادية التي يمر بها برشلونة ستؤثر بعض الشيء على خطط كومان من حيث الصفقات حيث كان يسعى النادي الكتالوني إلى الحصول على خدمات النجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز قبل أن تفشل المفاوضات مع إنتر لأسباب مادية.
الفرصة أمام برشلونة حول تدعيم الفريق بصفقات جديدة ستتمثل في بيع بعض اللاعبين خاصة أن بارتوميو أعلن عن استمرار سبعة لاعبين فقط بالموسم المقبل فاتحًا الباب لرحيل الباقي.
وقال رئيس برشلونة في تصريحات نقلتها صحيفة "ماركا" الإسبانية:"ليونيل ميسي، مارك أندريه تير شتيجن، نيلسون سيميمدو، فرانكي دي يونج، كليمنت لينجليه، عثمان ديمبيلي وأنطوان جريزمان أيضا لن يرحلوا".
وبالطبع سيكون كومان في صراع مع الوقت من أجل إعادة ترتيب الفريق من جديد خاصة أن بداية الموسم المقبل في إسبانيا ستنطلق بعد أقل من خمسة أسابيع.
ويسعى كومان بالطبع إلى إعادة برشلونة لطريق البطولات بعد فقدان لقب الدوري الإسباني لصالح الغريم ريال مدريد، إلى جانب محاولة الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا والغائب عن خزائن النادي منذ موسم (2014 - 2015).