واحدة من أبرز العوامل التي تحدد هوية المنتخب وتتحكم في شخصيته خلال المواجهات هي طريقة اللعب التي يتبعها المدير الفني، سواءً كانت هجومية أو دفاعية، كما أنها تتحكم بشكل كبير في آداء اللاعبين، حيث تتغير مهام اللاعب ذاته من طريقة لعب إلى أخرى. ويستعرض "يلا كورة" عبر سلسلة حلقات أبرز خطط اللعب التي من المنتظر أن تظهر في كأس العالم 2018، وجميع المنتخبات التي سيتبع مدربوها تلك الخطط خلال مواجهاتهم المونديالية، وكذلك احتمالات تغير طرق اللعب تبعًا لقوة الخصوم الذين سيواجهونهم. 4-2-3-1 يمكن أن يُطلق عليها الطريقة "الأكثر شعبية" في نهائيات كأس العالم 2018، فهي الطريقة المفضلة بشكل أساسي ل 9 من مدربي منتخبات مونديال روسيا، كما يستخدمها أحيانًا بعض المدربين الذين يلعبون بطرق لعب متنوعة. وتتميز طريقة 4-2-3-1 بتنوعها بين الآدائين الهجومي والدفاعي، وهو ما يتوقف على المهام المكلف بها ثلاثي خط الوسط الأمامي "الجناح الأيمن، الجناح الأيسر وصانع اللعب"، بالإضافة إلى مدى أريحية أحد لاعبي الارتكاز الدفاعي في التقدم تبعًا لتعليمات المدير الفني. يعد يواكيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني أبرز المفضلين لطريقة اللعب 4-2-3-1، مستفيدًا من الإمكانيات الكبيرة للاعبي الارتكاز الدفاعي في خط الوسط، وأبرزهم توني كروس نجم ريال مدريد، إلكاي جوندوجان نجم مانشستر سيتي والمخضرم سامي خضيرة لاعب يوفنتوس، ويبدو الثنائي الأول هو الأقرب للمشاركة الأساسية في مباريات كأس العالم. كما يعد تواجد مسعود أوزيل لاعب آرسنال كصانع لعب مميز أمام ثنائي الارتكاز مثاليًا للطريقة التي يلعب عنصر الوسط الأمامي دورًا محوريًا بها لنقل الكرة إلى الثلاثي الهجومي، فيما تبدو الخيارات متعددة أمام لوف في مركزي الجناح الأيمن والأيسر. فاجأ يواكيم لوف الجميع باستبعاد ليروي سانيه الجناح الأيسر المتألق في صفوف مانشستر سيتي، إلا أن ذلك الاستبعاد أكد أن المدرب الألماني لا ينوي التخلي عن فلسفته، التي لا تمنح الفرصة لكثير من المراوغات والانطلاقات السريعة على طرفي الملعب، وتعتمد على التمريرات إلى العمق بين ثلاثي صناعة اللعب. وتبدو فرصة جوليان دراكسلر لاعب باريس سان جيرمان كبيرة في حجز مركز الجناح الأيسر تبعًا لفلسفة لوف، بينما يمتلك الصاعد جوليان براندت فرص كبيرة لمنافسة توماس مولر في مركز الجناح الأيمن، ويعد تيمو فيرنر هداف لايبزج المرشح الأبرز للعب كمهاجم وحيد، ويمتلك لوف خيارات مميزة في جميع المراكز الهجومية، أبرزها ماركو رويس والمخضرم ماريو جوميز. ويلعب الظهيران الأيمن جوشوا كيميتش والأيسر جوناس هيكتور لاعبا بايرن ميونخ وكولن الألمانيين أدوارًا هامة في خطة لوف، حيث يتقدمان في الحالات الهجومية وهو ما يمنح الفرصة للجناحين بالدخول إلى العمق. وعلى عكس المنتخب الألماني تبدو طريقة 4-2-3-1 دفاعية بشكل واضح في أسلوب لعب المنتخب المصري بقيادة مديره الفني الأرجنتيني هيكتور كوبر، والذي يحرص على التزام ثلاثي الوسط الأمامي بمهام دفاعية واضحة، كما يلتزم ثنائي الارتكاز بالمهام الدفاعية بشكل أساسي. عناصر ثابتة يعتمد عليها كوبر، أبرزها محمد صلاح نجم فريق ليفربول، والذي يشغل مركز الجناح الأيمن، بينما يفضل المدرب الأرجنتيني الاعتماد في الجبهة اليسرى على محمود حسن "تريزيجيه" لاعب قاسم باشا التركي، والذي يقوم بأدوار دفاعية واضحة لمساندة الظهير الأيسر محمد عبد الشافي، بينما يتحرر محمد صلاح في الجهة اليمنى في ظل المجهود الكبير الذي يبذله الظهير الأيمن أحمد فتحي. وقد يضطر كوبر لتغيير جذري في مركزي الجناحين بسبب احتمالات غياب محمد صلاح عن المواجهة المونديالية الأولى أمام أوروجواي، بتحول تريزيجيه إلى الجهة اليمنى، ودخول رمضان صبحي لاعب ستوك سيتي في مركز الجناح الأيسر، بينما يحجز محمد النني لاعب آرسنال الإنجليزي وطارق حامد لاعب الزمالك مركزي الارتكاز الدفاعي، ويلعب عبد الله السعيد دورًا بارزًا في خطة كوبر، بمساندة النني وحامد في الأدوار الدفاعية بوسط الملعب، إلى جانب المسؤولية الأبرز بنقل الكرة لنصف ملعب الخصم في ظل التزام الجناح الأيسر دفاعيًا وانشغال صلاح بمحاولة الهروب للعمق لاستلام الكرة بالقرب من المرمى. ويظل المهاجم الوحيد في القائمة المصرية مروان محسن لاعب الأهلي بدون منافس في التشكيلة الأساسية، وقد يدفع كوبر بعمرو وردة لاعب أتروميتوس اليوناني أو محمود عبد المنعم "كهربا" لاعب الزمالك المصري في مركز المهاجم الوهمي في بعض الأحيان. ويبقى دور الظهيرين دفاعيًا بشكل كامل في فلسفة كوبر على عكس نظيريهما في المنتخب الألماني، حيث يفضل المدير الفني الأرجنتيني التزامهما بالتواجد في النصف الخلفي من الملعب، لتحقيق زيادة عددية إلى جانب قلبي الدفاع أحمد حجازي وعلي جبر لاعبي ويست بروميتش الإنجليزي. وفي ظل الفلسفة الدفاعية البحتة للمنتخب المصري يعتمد كوبر على تراجع مهاجمه الأساسي إلى عمق الملعب، أملًا في شغل أحد مدافعي الخصم، وهو ما يمنح الفرصة لمحمد صلاح في الهروب مستغلًا المساحات المتاحة بخط دافع الخصوم، كما يعتمد كثيرًا على الكرات الطولية إلى صلاح الذي يعد العنصر الهجومي الأساسي في المنتخب المصري. منتخب كرواتيا أحد أبرز المنتخبات التي تعتمد بشكل واضح على خطة 4-2-3-1 بقيادة المدير الفني زلاتكو داليتش، ويلعب المنتخب الكرواتي بتوازن واضح بين الهجوم والدفاع، في ظل قدرة عناصر خط الوسط على لعب الدورين الهجومي والدفاعي بامتياز. وعلى عكس دوره في ريال مدريد كلاعب خط وسط صريح، يتقدم لوكا مودريتش كصانع لعب في المنتخب الكرواتي، أمام ثنائي ارتكاز دفاعي مكون من إيفان راكيتيتش لاعب برشلونة وميلان بادلي لاعب فيورنتينا، كما يشارك ماتيو كوفاشيتش لاعب ريال مدريد في بعض الأحيان. ويتمتع المنتخب الكرواتي بمرونة كبيرة في طريقة لعبه تحت قيادة داليتش، الذي يعيد مودريتش في بعض الأحيان لمركز لاعب الوسط الدفاعي مستغلًا أحد العناصر أصحاب النزعة الهجومية الأكبر في مركز صناعة اللعب، مثل المهاجم آندري كراماريتش الذي يتراجع من مركز رأس الحربة الصريح للعب كمهاجم متأخر، وهو ما يمنح الفرصة للدفع بالمخضرم ماندجوكيتش أو نيكولا كالينيتش لاعب ميلان في خط الهجوم. ويسيطر إيفان بيريشيتش نجم إنترناسيونالي الإيطالي على مركز الجناح الأيسر في المنتخب الكرواتي، بينما يعد زميله بروزوفيتش الأبرز للعب في مركز الجناح الأيمن، الذي يعتمد فيه داليتش على أحد المهاجمين مثل كراماريتش أو أنتي ريبتش لاعب أينتراخت فرانكفورت الألماني في حالة الرغبة في الذغط من عمق الملعب. وإلى جانب ألمانيا، مصر وكرواتيا تعتمد منتخبات كولومبيا، سويسرا، نيجيريا، تونس، إيران وبيرو على خطة 4-2-3-1 بشكل أساسي، كما ستظهر الخطة في بعض الأحيان في خيارات منتخبات عديدة أبرزها فرنسا والأرجنتين. تكتيك المونديال (1).. 4-3-3 سلاح أبرز المرشحين للقب