تحليل.. ملامح مجموعة مصر بعد الوديات.. فلسفة واضحة ومهام متنوعة تنتظر صلاح

لن يعاني الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب المصري لدراسة منافسيه في المجموعة الأولى بكأس العالم 2018، حيث اتضحت صورة الثلاثي روسيا، أوروجواي والسعودية بشكل كبير خلال مواجهات مارس الودية.
ثبات واضح في التشكيل، وفلسفة لم تختلف كثيرًا، هذا ما ظهر جليًا خلال المواجهتين الوديتين للمنتخبات الثلاثة، حيث فاز منتخب أوروجواي ببطولة الصين الودية الدولية عقب الفوز على التشيك وويلز، بينما خسر المنتخب الروسي وسط جماهيره بثلاثية نظيفة أمام البرازيل وبثلاثية مقابل هدف أمام فرنسا، وتعادل المنتخب السعودي بهدف لمثله أمام أوكرانيا قبل السقوط برباعية نظيفة أمام بلجيكا.
روسيا.. الصراع البدني قبل الفنييات
اعتمد ستانيسلاف تشيرتشيسوف المدير الفني للمنتخب الروسي على خطته المفضلة ( 3-5-2 ) خلال مواجهتيه أمام البرازيل وروسيا، وبدا واضحًا أنه يراهن على الصراع البدني، حيث ينتهج أسلوب الضغط العالي وإرهاق الخصم بكثافة عددية واضحة في خط الوسط، بغض النظر عن الفوارق الفنية بين منافسيه.
لكن الدفاع الروسي المتقدم بدا سلاحًا ذو حدين، بعدما نجح لاعبو المنتخبين البرازيلي والفرنسي في ضربه في أكثر من مناسبة، خاصة مع السرعات الكبيرة التي يمتلكها مهاجمو المنتخبين، كما بدا الدفاع الروسي مرتبكًا بشدة أمام الضغط من العمق، وارتكب مدافعوه العديد من الأخطاء الساذجة خلال المواجهتين.
وحاول المدرب الروسي إجبار خصومه على التوجه نحو العمق، بغلق كافة المنافذ عبر جانبي الملعب، حيث يحاصر جناحي الخصوم بثلاثة لاعبين في الجبهتين اليمنى واليسرى، وهو ما أتى بثماره بالفعل، خاصة خلال الشوط الأول لمواجهته أمام المنتخب البرازيل، والذي نجح لاعبوه خلالها في الحد من خطورة ويليان ودوجلاس كوستا.
ولعب تشيرتشيسوف بتشكيل لم يتغير كثيرًا خلال المواجهتين، وجاء تشكيله لمواجهة البرازيل كالتالي:
حراسة المرمى: أكينفيف
خد الدفاع: كودرياشوف – كوتيبوف – جرانات
خط الوسط: كومباروف – جولوفين – جلوشاكوف – زوبنين – ساميدوف
خط الهجوم: ميرانتشوك – سمولوف
وأجرى المدير الفني الروسي أربعة تغييرات على تشكيلته خلال المواجهة الثانية أمام المنتخب الفرنسي، بإشراك نيوشتادر بدلًا من كوتيبوف، جيركوف بدلًا من كومباروف، دزاجوييف بدلًا من جلوشاكوف وإيروكين بدلًا من زوبنين.
أوروجواي.. الكرات العرضية الخطر الأكبر
لن يواجه المنتخب المصري خصمًا أسوأ من ذلك الذي يتميز في تنفيذ الكرات العرضية، حيث استقبل الدفاع المصري معظم الأهداف خلال مشواره بالمواجهات الرسمية والودية من كرات عرضية، وآخرها ثلاثة أهداف خلال مواجهتي البرتغال واليونان الوديتين جاءت جميعها من كرات عرضية ثابتة أو متحركة.
في وجود الثنائي المرعب "لويس سواريز وإدينسون كافاني" لا يحتاج المخضرم أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروجواي لتغيير طريقة 4-4-2، والتي يمنح من خلالها تاباريز أدوارًا كبيرة للغاية للظهيرين، والأجنحة بخط الوسط.
أشرك تاباريز اللاعب دييجو لاكسالت في مركز الظهير الأيسر خلال مواجهتي التشيك وويلز، رغم أنه يلعب في خط الوسط مع فريق جنوى الإيطالي، في رسالة تبدو واضحة بالمهام الهجومية للاعبي مركز الظهير، وهو ما أتى بثماره حيث أربك الدفاع التشيكي بكرات عرضية متقنة للغاية على مدار اللقاء.
كما يتميز منتخب أوروجواي بخط وسط قوي بوجود ثنائي الارتكاز المميز ماتياس فيتشينو لاعب إنترناسيونالي والصاعد بينتانكور لاعب يوفنتوس، بينما يبدو التجانس الكبير بين الثنائي جودين وخيمينيز الذي أصيب مبكرًا في المواجهة الثانية أحد أبرز عوامل قوة منتخب أوروجواي.
ولعب تاباريز مواجهة التشيك بتشكيل مكون من:
حراسة المرمى: موسليرا
خط الدفاع: فاريلا – خيمينيز – جودين - لاكسالت
خط الوسط: أراسكايتا – فيتشينو – بينتانكور – نانديز
خط الهجوم: سواريز – كافاني
ودفع تاباريز بالمخضرم العائد من الإصابة كريستيان رودريجيز خلال مواجهته الثانية أمام ويلز على حساب أراسكايتا.
السعودية.. أخطاء دفاعية ساذجة
يدرك أنتونيو بيتزي المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني جيدًا أن خط دفاعه لديه الكثير من المشكلات، وهو ما دفعه للعب بطريقة 4-3-3 لمحاولة تشكيل كثافة عددية في خط الوسط تساعد خط الدفاع أمام الضغط الهجومي للخصوم، إلا أن اللياقة البدنية للاعبي الوسط لا تخدم كثيرًا فلسفة بيتزي.
كما انهار الدفاع السعودي مبكرًا أمام المنتخب البلجيكي في مواجهته الودية الثانية، بعدما أنقذته الأجواء المناخية خلال المباراة الأولى أمام أوكرانيا من سيناريو أسوأ من ذلك الذي سارت عليه المواجهة التي انتهت بالتعادل 1-1.
رغم الإمكانيات المبهرة للاعبي الوسط والهجوم في المنتخب البلجيكي، إلا أن خط الدفاع السعودي ظهر ضعيفًا للغاية في الالتحامات مع مهاجمي الخصوم، كما ظهرت مساحات كبيرة بين الظهيرين وقلبي الدفاع نجم عنها أكثر من هدف بلجيكي.
ولعب بيتزي بتشكيل شبه ثابت خلال المواجهتين، حيث استعان في مواجهة أوكرانيا بكل من:
حراسة المرمى: ياسر المسيليم
خط الدفاع: ياسر الشهراني – أسامة هوساوي – عمر هوساوي – منصور الحربي
خط الوسط: يحيى الشهري – عبد الله عطيف – تيسير الجاسم
خط الهجوم: سالم الدوسري – محمد السهلاوي – فهد المولد
واستعان بيتزي في المواجهة الثانية بكل من فواز القرني على حساب المسيليم، حسن معاذ على حساب الشهراني وحسين المقهوي على حساب الشهري.
ومن المواجهات الستة للخصوم الذين عانوا من عدد محدود من الغيابات بسبب الإصابة، يتضح أن الأرجنتيني كوبر عليه أن يتعامل بفلسفة مختلفة في كل مواجهة من المواجهات الثلاثي في كأس العالم، وإعطاء مهام مختلفة لنجم المنتخب المصري الأبرز ومصدر خطورته الرئيسية محمد صلاح.
الدفع بمحمد صلاح في قلب الهجوم أو كمهاجم متأخر أمام المنتخب الروسي سيكون الخيار الأفضل للمنتخب المصري، حيث سيريح كوبر نظيره تشيرتشيسوف كثيرًا في حالة الدفع بصلاح في مركز الظهير الأيمن ليعاني وسط الحصار الروسي المنتظر.
كما سيتعين على كوبر أن يقدم دعمًا أكبر لخط الوسط، في ظل كثافة عددية واضحة للروس الذين ينتشرون في خط الوسط بخمسة لاعبين يدعمهم المهاجم المتأخر، وقوة بدنية كبيرة لا تخفى على أحد.
وعلى عكس المواجهة الروسية، ربما سيكون إشراك صلاح في الجبهة اليمنى خلال مواجهتي أوروجواي والسعودية هو الحل الأفضل، لكن بأهداف مختلفة تمامًا في اللقائين.
فمهمة صلاح أمام أوروجواي ستكون تشكيل ضغط كبير على الجبهة اليسرى للمنتخب اللاتيني، تحد من تقدم الظهير، وتشغل كذلك لاعب الجبهة اليسرى بخط الوسط، مع القيمة الكبيرة للنجم المصري، والذي سيكون إيقافه الشغل الشاغل لمدرب أوروجواي.
بينما أمام السعودية سيمثل تواجد صلاح في الجبهة اليمنى استغلالًا للحالة المتواضعة التي ظهرت عليها الجبهة اليسرى السعودية، وإن كان تواجد صلاح بالعمق قد يكون مجديًا أيضًا في ظل الحالة التي ظهر عليها قلب الدفاع السعودي.
تجارب جديدة ونهائية سينتظرها الجميع خلال نهاية مايو ومطلع يونيو، ستتضح الصورة بعدها تمامًا قبل انطلاق النهائيات التي ينتظرها العالم أجمع في الرابع عشر من يونيو.