عقل المباراة : هل عرف يول ما وراء تصريحه ضد إكرامي ؟

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
المشكلة ليست في خسارة الأهلي أمس ولا في المباراة الأولي أمام زيسكو ..المشكلة الأكبر أن الأهلي بنفس تلك الطريقة غير قادر علي إحياء آماله في الصعود للدور قبل النهائي حتي مع عودة الغيابات فأزمة الفريق ( الدفاعية ) باتت واضحة لأعين الجميع .. ولكن من خلال رؤيتي لأراء البعض أراهم يتحدثون عن التشكيل ووضع اللاعبين في الجزء الهجومي ولم يتطرق أحد لعلاج المشكلة الدفاعية.
أي تسديدة تذهب لمرمي إكرامي تتحول لهدف (تصريح لمارتن يول ) الأمر يبدو صحيحا ولكن في نفس الوقت هذا يعني خللا واضحا في وسط الملعب وفي الدفاع.
هناك شقان لعلاج الجانب الدفاعي أولهما تغيير التكتيك والثاني تغيير العناصر ..هل تذكر معاناة ريال مدريد في أول الموسم.
ماذا تفعل عندما تمتلك ظهير هجومي ؟ تطالب نظيره في الجهة المقابلة بالإنتظار دفاعيا ..الأمر أشبه بمارسيللو في ريال مدريد وعلي الجانب الأخر كاربخال.
لا أحد ينتقد مارسيللو بشكل كبير نظرا لمشاركته الهجومية الفعالة ونظرا لإن تلك هي طبيعة لعبه ( هجومي ) أكثر ..ما المانع من الإستفادة القصوي لكل العناصر المتاحة الموجودة عندك بتطويع أكثر من عنصر ..ما المانع من إبقاء فتحي في الدفاع بجوار حجازي وربيعة.
لديك إهتزاز واضح في مستوي رامي ربيعة ( الأمر ليس له علاقة بمباراة الأمس فقط ..فربيعة يرتكب أخطاء كارثية في التقدم وترك خط الدفاع وفي أوقات أخري عندما تتواجد زيادة دفاعية علي الأطراف يبقي ساكنا في منطقة الجزاء تاركا الفرصة لإعادة الكرة لعمق الملعب ثم التسديد ) .. سعد سمير رغم أخطائه أحيانا لم يصل لهذا المستوي المتدني لربيعة في أخر ستة مباريات.
كروس ومورديتش ( يعاونهما إيسكو ) ..لم تفلح تلك التركيبة مع الريال لذلك كان إدخال كاسميرو ضروريا وإعطائه دورا متأخرا في الوسط .. نفس الأمر يجب أن يقال في الأهلي أنت تحتاج لأن يكون هناك لاعبا متأخرا في وسط الملعب يعاونه إثنين ( لاحظ يعاونه ولا يتركاه) إعتمادا أن الاهلي يلعب بثلاثي في وسط الملعب ..بالطبع أنت تفكر في أن يكون اللاعب المتأخر هو عاشور ..إنسي هذا.
عمرو السولية الأقدر علي لعب هذا الدور لسبب بسيط أنك ستطلب من عاشور التحول ل( كانتي ) أخر .. لو تابعت مباريات ليستر الموسم الماضي ومباريات فرنسا في اليورو لوجدت ان كانتي ليستر أعلي بكثير من نظيره مع منتخب الديوك ..السبب أن كانتي كان يطارد الكرة مبكرا ويبقي درينك ووتر في الخلف أحيانا والعكس.
إبقاء السولية في الخلف كإرتكاز متأخر سيمنح الأهلي بعدين ..أولهما أنك ستظل تمتلك لاعبا قادرا علي إخراج الكرات من الخلف بمهارة ( دون إنتظار هفوات غالي المتكررة في الفترة الأخيرة ) وثانيها أنك ستجعل عاشور يركض كثيرا في حالة قطع الكرات من هجوم الأهلي وهو يشعر بالأمان في تواجد لاعب أخر خلفه .
اللاعب الثالث في خط الوسط سيكون صالح جمعة ( رغم أنه تقريبا فقد 90% من مستواه ) وهو مسئول بنسبة مثلما كان الجهاز الفني مسئول بنسبة ..لإن السولية تقريبا مر بنفس الظروف في عدم المشاركة ولكنه كان جيدا جدا في مباراة الإسماعيلي.
الحل الأخر هو تواجد زكريا كلاعب ثالث في خط الوسط مع تواجد الثلاثي سليمان وعمرو جمال وأنتوي ..هنا من يتحرك للخارج سيكون أنتوي وليس جمال لإن رأس الحربة المصري أقدر علي التصرف بالكرة داخل المنطقة من أنتوي والسبب الثاني هو أن ( جمال تكتيكيا ) يمكن بناء اللعب معه وتبادل الكرات ..وهذا الحل ما أفضله شخصيا.
هناك لاعبون خارج مستواهم تماما لذلك إبقائهم علي دكة البدلاء ( حماية لهم ) .. لذلك عند إدخال عناصر جديدة يجب وقتها خلق تركيبة جديدة تناسب من يتواجدون في أرض الملعب ..هل تذكر تحليل الأمس عن إيطاليا وكونتي ؟
جياكريني يتواجد بجوار بارولو ودي روسي ..إنسيني أسرع وأمهر من جياكريني ولكن لا يمكن إدخاله في وسط الملعب لإنك ستضعفه لذلك إما إنسيني أو إيدير .. دي روسي وبارولو لن يحتملا الضغط منفردين ( حتي لو كان ورائهم بي بي سي الدفاع ويحمي مرماهم بوفون ).
هلا أعدت قراءة العبارة السابقة ؟ ( يحمي مرماهم بوفون ) .. بوفون حارس مبهر شخصيا بتصدياته الشخصية ولكنه أيضا محمي بدفاع رائع ومنطومة دفاعية في وسط الملعب ممتازة ..عدم وجود بوفون يجعل القلق يتسرب لإيطاليا حتي لو بقيت المنطومة كما هي ..وعدم وجود المنطومة يهز بوفون شخصيا.
قصدت بالعبارة السابقة ( شريف إكرامي ) ومنظومة الدفاع والوسط للأهلي ..هناك أخطاء يتحملها شريف بشكل مباشر وعدم الإنتباه لها يضر بالأهلي وإكرامي شخصيا .. وأيضا هناك أخطاء من المنظومة ككل ولعل هدفي أسيك هما أبرز نموذج لذلك.
كما قلنا العلاج يتطلب تغييرا في التكيتك والمنظومة ويتطلب تغييرا في الأفراد .كاسياس إحتاج للوبيز كي يجعله أفضل ليحرس مرمي الريال أوربيا ويتوج بالعاشرة ..والريال إحتاج لكاسميرو كي يتوج بالحادية عشر.
هل كاتب السطور أكثر قدرة علي فهم الفريق من المدير الفني ؟ الفيصل الحقيقي هي الأفكار التي تطرح ومدي واقعيتها وملائمتها لأرض الواقع وبين ما ينفذ بالفعل .. لكن النتيجة المؤكدة هي أن يول ( يستسهل جدا جدا ) في وضع التشكيلة وخطة اللعب وينتظر المهاجمين لإعطائه الفوز دون النظر لأية أخطاء في وسط الملعب وفي الدفاع ..وتلك هي أبرز مساوىء من ينظرون للنتيجة ولا ينظرون للأداء.
غياب عبدالله السعيد ورمضان صبحي وإيفونا ( لاشك ) أنه مؤثر وبعنف .. مع تراجع في الأداء ( جماعيا وفرديا ) لباقي العناصر يعطي تلك النتيجة الكارثية ولكن هل يستقدم الأهلي ( مدربا أجنبيا ) ليقوم بتدريب 11 لاعبا أساسيا ثم يلقي باللوم علي البدلاء عند غياب الأساسين ..أم يحاول أن يجهد نفسه قليلا ويفكر في حلول كثيرة.
بالمناسبة حتي لا أظلم الرجل ..فكرة 3-4-2 التي حاول تطبيقها في بداية الشوط الثاني بإبقاء حسين السيد بجوار حجازي وربيعة وتحويل وليد سليمان لجناح وسط أيسر يتحول للجزء الهجومي بعد صعود حسين فكرة ممتازة ولكن كان ينقصها فقط أن يصبح فتحي هو ثالث الدفاع وليس حسين ..أو أن يصبح فتحي علي الدائرة ويصبح مؤمن هو الجناح الأيمن.
أو أن يبقي عاشور ويخرج أحمد حمدي الذي لم يلعب في مركز 10 كما أراد يول ولكنه لعب علي الجناح في الشوط الثاني . ( بالطبع حمدي لم يكن له دور علي الجناح ولا في دائرة المنتصف لذلك كتبت الطريقة 3-4-2 )
المبهر أنك لم ترسل كرات طويلة إلي أجنحة الملعب بعد ذلك أي أنك إخترت طريقة لعب ولم تختار أسلوبا يلائم الطريقة ولم يكن لديك من ينفذ لا هذا ولا ذاك.
أخيرا ..هل ناقش أفراد الجهاز المعاون يول في أفكاره ؟ هل حاولوا إعطائه نصيحة أفضل ؟ أم إكتفوا كما نري علي الشاشات بإيماءة الموافقة .
رغم كل ما سبق الأهلي قادر علي الوصول للمربع الذهبي إذا أراد من خلال متابعتي للفرق الثلاثة.. تبقي مباراتي الأهلي مع الوداد واسيك خارج القاهرة والحصول منهم علي أربعة نقاط بوابة عبوره للمربع الذهبي.
للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا