خلال المؤتمر الصحفي عقب الفوز الكبير على فريق حرس الحدود أمس الأربعاء، عقّب مارتن يول واصفا مؤمن زكريا باللاعب الأهم تكتيكيا بالنسبة له. ليس فقط بسبب إحرازه هدفين، ولكن ما قام به زكريا في المباراة جعله الأحق بأن يكون رجل المباراة لنسلط عليه الضوء خلال هذا التقرير. كشاف في الجول تحليل بالصور يقدمه FilGoal.com عقب كل مباراة لأبرز اللاعبين ليس على صعيد الإحصائيات الرقمية، ولكن استنادا إلى تواجد اللاعب ضمن حالات مؤثرة خلال المباراة على المستويين الدفاعي والهجومي. مؤمن لم يكن بالجناح الصريح بل كان كثيرا ما ينضم لعمق الملعب ومن ثم ينطلق لعمق الهجوم، لخلق مساحات أمام حسين السيد في الجبهة اليسرى لإرسال العرضيات ثم استغلالها. لم يقتصر الأمر هجوميا عند تلك الفكرة فقط، بل حينما يتحرك ماليك إيفونا للخلف كان مؤمن يجهز نفسه تماما لاستغلال المساحات التي ظهرت في عمق دفاع الحدود ومن ثم ينطلق بها. وفي حالة امتلاك الفريق الكرة والتحضير لنقلها من الخلف إلى الأمام وفي ظل الرقابة اللصيقة على عبد الله السعيد تحديدا، كان يهرب مؤمن من الظهير وينضم للعمق حرا ليوفر حلول التمرير لزملائه ويتسلمها وينقل اللعب للثلث الأخير. وبالفعل توّج مؤمن أداءه الهجومي بهدفين رائعين، الأول كان هو من بدأ الهجمة حينما سقط للخلف لاستلام الكرة من رامي ربيعة ونقل وجهة اللعب للجبهة اليمنى، ثم انطلق من وسط الملعب إلى منطقة الجزاء بدون رقابة ليقابل عرضية وليد سليمان برأسية رائعة. أما على المستوى الدفاعي، فقام مؤمن كثيرا بالضغط ومساندة ثنائي الارتكاز في عمق وسط الملعب. وبعد طرد حسام غالي قام يول بتوظيفه كلاعب ارتكاز بجوار عمرو السولية، حتى يستعد عاشور للدخول ويعود مؤمن لمركزه. كذلك ظهر مؤمن كثيرا ما يقوم بالتغطية خلف حسين السيد حينما يتقدم للهجوم ويفقد الكرة او تطول التمريرة المُرسلة إليه. أو حتى حينما ينضم حسين لعمق الملعب للتغطية مع جناح الخصم، شاهد مؤمن يرتد كظهير أيسر. واستمر الامر في مناطق الأهلي الدفاعية سواء داخل أو خارج منطقة الجزاء كان مؤمن عنصرا دفاعيا قويا. المُتابع الجيد لأداء الأهلي تحت ولاية مارتن يول سيجد أدوار مؤمن زكريا لم تختلف كثيرا، ولكن الذي اختلف فقط هو التوفيق الذي كان مُعاندا للاعب، ولكن إصرار يول وتمسكه به لأهميته التكتيكية داخل أرض الملعب جعلته يعود للتسجيل من جديد.