نعم ويلز من قديم الازل تقع تحت وطأه التاج البريطاني و بالتحديد من قصر باكينجام في انجلترا ، الامر الذي خلق نوعا من الحقد و العداء بين الشعبين لدرجه ان الويلزيين ارادو محاكاه السير ويليام والاس لكنهم فشلوا ، فقط نجحو في الاستقلال بالنشيد الوطني الذي يعتبر الاقدم في العالم .. ويلز لا تعترف بنشيد انجلترا بل لها نشيد تعتز به منذ اكثر مائة سنة و هو نشيد " ارض ابائي '' كنوع من الاستقلالية عن التبعية الانجليزية .. الامر الذي اراد ان يأكده ناشئ ساوثهامبتون جاريث بيل ! ربما تناسي جاريث بيل فضل الانجليز عليه و ربما تناسي ان جدته انجليزية و ربما لم يكن يدرك ان تسعه لاعبين في قائمة ويلز ولدوا في انجلترا فصال و جال في التصريحات العدائيه قبيل مباراه منتخب بلاده ضد منتخب الاسود الثلاثه .. بيل افتتح الحرب الكلامية مع الانجليز دون مقدمات بقوله " الانجليز يضخمون انفسهم كثيرا ثم لا يحققوا اي شئ فنحن نملك عاطفة وولاء اكثر منهم حتي في الرجبي ، بالتأكيد لن نخسر امام هذا العدو ، لم اكن لألعب ابدا لانجلترا ". تصريحات جاءت كاللهب علي صدور لاعبي المنتخب الانجليزي و علي الصحافة فرد روي هودجسون علي الفور بأن هذه التصريحات غير محترمه و لا تناسب لاعب محترف ، تصريح هودجسون تبعه آخر لواين روني تضمن ما يلي " من حق بيل ان يفخر بتمثيل ويلز بلاده و نحن كإنجليز نفخر ايضا بتمثيلنا لانجلترا " ، ربما قول القائد لم يكن بالحده المتوقعه ليردف ويشلير ان ويلز هو العدو الابدي للانجليز " هل نحب ويلز ؟ بالتأكيد لا .. هم ايضا يكرهوننا " مناوشات بالطبع جعلت من المباراه اشبه بنهائي كأس العالم و اضافت لها مزيدا من الاثارة و الحساسية لدرجة جعلت توني باريت يصفها بمباراه تكسير العظام .. بالطبع الكل انتظر المباراه بشغف كبير ! هي المباراه رقم 102 بين المنتخبين و هي الاولي في اي بطوله كبري علي الاطلاق مع العلم أن أخر فوز حققته ويلز يرجع للعام 1984 بهدف مدرب البوتيرز الحالي "مارك هيوز " . بدأ هودجسون المباراه بطريقه 433 و هي التي لم تؤت ثمارها في مباراة روسيا الافتتاحية فظهرت الثغرات في وسط الميدان خصوصا مع عدم اجادة روني للادوار الدفاعية مما سمح لهدف التقدم للانجليز عبر ضربة بيل الثابتة .. كولمان مدرب الويلز احكم السيطره علي وسط الميدان و امتلك زمام الامور معظم فترات الشوط الاول بفضل التطبيق المحكم باللعب بثلاثة مدافعين امامهم اربعة في وسط الميدان ثم ثلاثي هجومي .. مع انتهاء الشوط الاول سرعان ما ادرك هودجسون انه لامفر من اللعب باثنين مهاجمين فأقحم فاردي و ستوريدج امام صانع الالعاب دايلي آلي ، و احكم القبضه علي وسط الميدان بثلاثه محاور ، تغير الامر تماما لصالح الانجليز الذين استغلوا سوء التغطية من جونتر و تايلور الذين خلقو الفجوات ليأتي هدفين لفاردي و ستوريدج الذي عاود الرقص من جديد لتظفر انجلترا ليست بالثلاث نقاط فقط بل بالحرب بأكملها . لن تمر هذه المباراه مرور الكرام دون ان ندون المفارقات التاريخية .. فيبدو ان انتصارات انجلترا لم تكن علي مستوي المباراه و الجانب النفسي بل امتدت لكسر الارقام ، فالانجليز عادو بالنتيجة و حققوا الفوز لاول مرة في تاريخهم في اليورو بعد ان تأخرو في الشوط الاول ، كذلك الحال روني هو اول لاعب يصنع 6 فرص محققه منذ دارين اندرتون ضد المانيا في نسخة 1996 .. و ان كان روني قد كسر رقما فإن راشفورد الصغير قد تمكن من كسر رقم اخر لروني و هو اصغر لاعب يمثل المنتخب الانجليزي فقط باربعة ايام عن القائد . ويلز لم تخرج خالية الوفاض وان كانت قد هزمت شر هزيمة ، بيل دخل التاريخ مجددا فبعد ان سجل اولي اهداف ويلز في اليورو علي الاطلاق و اضحي اول بريطاني يسجل هدفا من ركلة حرة في تاريخ اليورو بعد هدفه ضد سلوفاكيا .. هاهو يعاود الكرٌه من جديد ليصبح اللاعب الثالث الذي يسجل علي انجلترا من ركلة حرة في بطولات كبري بعد رونالدينيو في مونديال 2002 و زيدان في يورو 2004 .. بيل لم يتوقف عند ذلك بل انضم للثنائي ميشيل بلاتيني و هاسلير كونهم الوحيدان اللذان سجلا هدفان في نسخة واحدة من اليورو ! بالتأكيد هي مباراه الانتصار للانجليز و دخول التاريخ لبيل