موسم استثنائي يقدمه الأرجنتيني جونزالو هيجواين بتسجيل 20 هدفاً في 20 جولة من عمر دوري الدرجة الأولى الإيطالي , قاد بهم فريق نابولي لصدارة الترتيب والترشح لاقتناص اللقب بعد غياب 26 عاماً . وفي حالة نجاح هيجواين في قيادة نابولي للتتويج باللقب المحلي للمرة الثالثة في تاريخه , سيؤكد المهاجم الأرجنتيني قاعدة تاريخية تمثلت في بصمة أرجنتينية لم تغب عن كل الإنجازات الكبرى للنادي الإيطالي عبر تاريخه . وكان الأرجنتيني برونو بيزاولا هو بطل الفصل الأول من حكاية العشق الكروي التي جمعت راقصي التانجو وفريق نابولي , حيث قدم مسيرة تاريخية كلاعب مع الفريق امتدت لثمان سنوات ( 1952 – 1960 ) وخاض خلالها 240 مباراة , إلا أن المشهد الأهم كان عند توليه تدريب الفريق عام 1962 ليقود نابولي للتتويج الأول في تاريخه بالفوز بكأس إيطاليا . مرت السنوات ولم يحقق نابولي سوى لقب إضافي وحيد في بطولة الكأس عام 1976 , قبل أن يشهد عقد الثمانينات تحولاً أسطورياً في تاريخ نابولي بانضمام النجم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا والذي قاد نابولي لإنجازات لم يتخيلها مشجعي نابولي في أكثر أحلامهم تفاؤلاً . لعب مارادونا لمدة سبع سنوات بالقميص السماوي ( 1984 – 1991 ) أصبح خلالها الإسم الأهم في تاريخ نابولي بعدما لعب 259 مباراة سجل خلالها 115 هدفاً ليصبح الهداف التاريخي للفريق , وقاد الأسطورة الأرجنتينية فريق نابولي لتحقيق الثنائية المحلية في موسم 1986/1987 قبل تحقيق لقب الدوري مجدداً في موسم 1989/1990 . وعلى الصعيد القاري نجح مارادونا في قيادة نابولي للتتويج الأوروبي الوحيد في تاريخه , بالفوز بكأس الإتحاد الأوروبي عام 1989 بعد التغلب 5 – 4 بمجموع المباراتين على فريق شتوتجارت الألماني في نهائي البطولة . بعد رحيل مارادونا تراجع نابولي وابتعد تماماً عن دائرة المقدمة في الكرة الإيطالية , قبل أن يرتقي مجدداً في السنوات الأخيرة التي شهدت تحقيق لقبين جديدين في بطولة الكأس عامي 2012 و2014 , قبل تحقيق لقب كأس السوبر الإيطالي لأول مرة مطلع الموسم الحالي . ويبقى حلم التتويج بلقب الدوري الإيطالي هو الأهم لجماهير نابولي , وشاء القدر أن يبقى معلقاً أيضاً هذه المرة بأقدام أرجنتينية حيث يعد هيجواين هو الورقة الرابحة الأبرز لدعم آمال نابولي في تحقيق إنجاز تاريخي جديد في الموسم الحالي .