فاض الكيل بمحبي مانشستر يونايتد من سياسة الهولندي لويس فان خال المدير الفني للشياطين الحمر، فبعد صبر امتد لشهور على مستوى فني متواضع وتخبط واضح في قيادة الفريق الأشهر في الأراضي الإنجليزية في العقدين الأخيرين أملاً في تحسن النتائج، جاءت أحداث الأسبوع الأخير لتدق مسماراً جديداً في نعش علاقة الهولندي مع جماهير ناديه والتي أصبحت لا ترى بديلاً عن رحيله في أقرب وقت ممكن. وودع مانشستر يونايتد بطولة دوري أبطال أوروبا بعد الخسارة في الجولة الأخيرة لدور المجموعات بثلاثة أهداف مقابل هدفين أمام فولفسبورج الألماني ليخرج العملاق الإنجليزي من مجموعة اعتبرها المتابعون إحدى أسهل مجموعات البطولة في الموسم الحالي، وزادت معاناة الشياطين بالخسارة محلياً على يد الصاعد بورنموث بعد ثلاثة أيام فقط من الخروج الأوروبي. وكانت إدارة مانشستر يونايتد قد أنفقت مبالغ مهولة تجاوزت 275 مليون جنيه استرليني للتعاقد مع 16 لاعباً جديداً في الموسمين الماضي والحالي فقط لمساعدة فان خال على النهوض بالفريق عقب أزمة رحيل السير أليكس فيرجسون والتي أعقبها موسم هزيل تحت قيادة ديفيد مويس، إلا أن الهولندي لم يكن أفضل حالاً من سابقه الذي نجح في الوصول بالفريق للدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا رغم التراجع محلياً. ورغم امتلاك فان خال لمشوار لم تغب عنه الإنجازات في أكثر من محطة , إلا أن ذكريات مريرة شوهت مسيرة الهولندي المخضرم الذي تسبب في معاناة واضحة للعديد من الأندية والمنتخبات التي دربها من قبل. وبدأ فان خال مسيرته التدريبية في التسعينيات بشكل مثالي بعدما حقق نجاحات رائعة مع فريقي أياكس أمستردام الهولندي وبرشلونة الإسباني وهي الفترة التي صعدت بإسمه لمصاف المدربين الكبار عالمياً قبل أن يتخبط المدير الفني الهولندي بشكل غريب في أكثر من تجربة. وتولى فان خال تدريب المنتخب الهولندي عام 2000 بعد آداء مبهر للمنتخب البرتقالي في بطولتي كأس العالم 1998 ويورو 2000، ليقود أحد أفضل أجيال الطواحين في التاريخ بطموحات كبيرة لتعويض سوء الحظ الذي لازم الهولنديين حيث خرج المنتخب البرتقالي من البطولتين بركلات الترجيح , إلا أن صدمة حقيقية كانت في انتظار الجمهور الهولندي بعدما فشل المنتخب المدجج بالنجوم في التأهل لكأس العالم 2002 ليرحل فان خال سريعاً. تعاقد نادي برشلونة مجدداً مع فان خال عام 2002 لمحاولة تصحيح مسار الفريق الذي لم يكن يمر بأفضل حالاته , إلا أن الهولندي قاد برشلونة لبداية كارثية سقط فيها الفريق الكاتالوني للمركز الثاني عشر بجدول ترتيب الدوري الإسباني ليرحل فان خال قبل منتصف الموسم ويتعاقد النادي الكاتالوني مع الصربي رادومير أنتيتش بدلاً منه. بعد تجربتين فاشلتين ابتعد فان خال عن مقعد المدرب وتولى الإشراف الفني على نادي أياكس عام 2004 لكنه رحل سريعاً عن منصبه بعد صدام مع رونالد كومان المدير الفني للفريق في ذلك الوقت. عاد فان خال عام 2005 لمقعد المدير الفني مع نادي ألكمار الهولندي والذي حقق معه نتائج طيبة خلال موسمين قبل سقوط غريب في موسمه الثالث حيث احتل ألكمار المركز الحادي عشر بجدول ترتيب الدوري الهولندي، إلا أن إدارة الفريق حصدت ثمار الاستقرار بعدما قررت الإبقاء على فان خال ليفاجي الجميع في الموسم التالي بالتتويج بلقب الدوري المحلي وهو ما أهله للعودة لقيادة الكبار بالانتقال لتدريب بايرن ميونيخ الألماني مطلع موسم 2009/2010. نجح فان خال في موسمه الأول مع بايرن ميونيخ بعدما توج بالثنائية المحلية وقاد الفريق لنهائي دوري أبطال أوروبا الذي خسره أمام إنترناسيونالي الإيطالي قبل الانهيار في موسمه الثاني مع الفريق والذي ابتعد فيه بايرن ميونيخ عن المنافسة محلياً وودع دوري أبطال أوروبا من دور الستة عشر لتعلن إدارة بايرن ميونيخ عن إقالة فان خال قبل نهاية الموسم لإنقاذ الوضع بعد فقدان الفريق للمركز الثالث المؤهل لدوري أبطال أوروبا. عاد فان خال لقيادة المنتخب الهولندي مجدداً في تجربة كانت ناجحة هذه المرة وتوجت باقتناص المركز الثالث في مونديال 2014 , ليتولى تدريب مانشستر يونايتد عقب مونديال البرازيل.