يواجه فريق فولفسبورج حامل لقب كأس ألمانيا لكرة القدم، ووصيف بطل الدوري الألماني (بوندسليجا) في الموسم الماضي، مستقبلا غامضا في ظل النفقات الضخمة التي يتوقع أن تتكبدها شركة (فولكسفاجن) المالكة للفريق، وذلك على خلفية تورطها في فضيحة التلاعب في معدلات عوام السيارات. ويعتبر نادي فولفسبورج في طليعة أندية كرة القدم الألمانية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع شركة السيارات الشهيرة صاحبة العلامة التجارية ل16 ناديا في الدوري الألماني للمحترفين بدرجاته كافة، من بينها فريق بايرن ميونيخ، بطل الدوري الألماني في المواسم الثلاثة الماضية، بالإضافة لكونها أحد الرعاة الرئيسيين لبطولة كأس ألمانيا. وباتت الشكوك تحوم بقوة حول استمرار هذه الرعاية مستقبلا، لاسيما بعد التصريحات التي أدلى بها ماتياس مولر الرئيس الجديد لمجموعة شركات فولكسفاجن خلال مقابلة أجراها أمس الأربعاء مع صحيفة (ألجماينة تسايتونج) الألمانية، التي حذر خلالها "لن نترك حجرا دون أن نقلبه". وأوضح مولر أن الشركة قد تضطر للقيام بتخفيضات مؤلمة للنفقات في ظل تزايد تكاليف فضيحة التلاعب في معدلات عوادم سياراتها. وكانت الشركة قد حصلت على ملكية النادي بشكل كامل عام 2007، وأوضحت أنها تعتزم ضخ 100 مليون دولار كاستثمارات للنادي في كل موسم، مما ساهم في نجاح الفريق في إبرام مجموعة من الصفقات الضخمة في مقدمتها التعاقد مع اندريه شورله وجوليان دراكسلر. وفجر فولفسبورج مفاجأة من العيار الثقيل بتتويجه بلقب الدوري الألماني عام 2009، قبل أن يحصل على المركز الثاني في ترتيب المسابقة، ويحصد كأس ألمانيا للمرة الأولى في تاريخه الموسم الماضي. وكان من المنتظر أن يتم تعزيز الشراكة بين الطرفين خلال الفترة المقبلة، ولكن هذه الخطوة أصبحت الآن محل شك. وبدا تأثر فولفسبورج واضحا بالمشاكل التي تعاني منها الشركة حاليا، حيث يقبع حاليا في المركز التاسع في ترتيب بوندسليجا، علما بأنه لم يحقق أي انتصار في المسابقة منذ بدء الأزمة في 20 أيلول/سبتمبر الماضي. ورغم تصريحات كلاوس ألوفس مدير نادي فولفسبورج لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) التي أشار خلالها إلى أنه "لا يوجد ما يدعو للقلق" إلا أنه يدرك في الوقت نفسه أن النادي على الأرجح لن يكون بمنأى عن الإجراءات المقبلة التي سوف تتخذها الشركة. وأوضح ألوفس :"بطبيعة الحال يتعين علينا القيام بدورنا في السياق العام. ينبغي علينا منح السيد مولر بضعة أيام" قبل التعرف على التفاصيل. ومازال ألوفس مقتنعا فيما يبدو بأن شراكة فولكسفاجن لفولسفورج ساهمت في تقوية صورتها وعززت من مبيعات السيارات، كما يرى مدير فولفسبورج أن مشاركة فولكسفاجن في النادي (وأندية كرة القدم الأخرى ورعايتها للفعاليات) يبدو أمرا صغيرا للغاية بالنظر إلى النطاق العام للقضية. وشكل رحيل مارتن فينتركورن الرئيس السابق للشركة، وستيفان جروهسيم مدير الاتصالات عن فولكسفاجن في أعقاب تلك الفضيحة، ضربة موجعة لاستمرار شراكة الشركة في مجال كرة القدم، باعتبارها أكبر الداعمين لهذه الشراكة. ورغم حصول فولفسبورج على 80 مليون يورو من صفقة بيع نجمه السابق كيفن دي بروين إلى مانشستر سيتي الانجليزي، تبقى سياسة الانتقالات التي سوف ينتهجها الفريق مستقبلا تبدو غامضة في الوقت الراهن. وأكد ألوفس :"إنني مقتنع تماما بأنني سأكون أول من يعلم في حالة حدوث تغييرات في النهج الخاص بالفريق".