قد تصعب المقارنة بين لقب بطولة كأس العالم ولقب بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) ، ولكن النسخة الرابعة والأربعين لبطولة كوباأمريكا التي انطلقت فعالياتها الخميس في تشيلي ستكون بمثابة فرصة لتضميد جراح المنتخب الأرجنتيني بعد عام واحد من خسارة النهائي في المونديال البرازيلي. ومع خسارة المباراة النهائية للمونديال البرازيلي أمام المنتخب الألماني ، تزايدت ديون "جيل ميسي" تجاه جماهير التانجو الأرجنتيني حيث يحتاج هذا الجيل بقيادة النجم الشهير ليونيل ميسي إلى تقديم اللقب الأول لجماهير المنتخب الأرجنتيني. وسبق لميسي أن قاد منتخب بلاده إلى الفوز بلقب كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) والميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية ولكن سجله ما زال خاليا من أي لقب مع المنتخب الأول. ومرت سنوات طويلة على هذا الجيل الذي يضم إلى جوار ميسي العديد من اللاعبين المتميزين مثل خافيير ماسكيرانو وسيرخيو أجويرو وجونزالو هيجوين وآنخل دي ماريا لكن ظل الفريق بلا أي تتويج لتتضاعف الضغوط على اللاعبين ويصبح الفريق بحاجة ماسة إلى مصالحة جماهيره بلقب كبير. واقترب الفريق كثيرا من هذا اللقب الكبير في المونديال البرازيلي ولكنه تبخر من بين يدي ميسي ورفاقه وذهب أدراج الرياح. وقال ميسي نجم برشلونة الأسباني وقائد المنتخب الأرجنتيني "جراح المونديال ستظل موجودة لأن الاقتراب كثيرا من الهدف كان أمرا صعبا للغاية". وتوج ميسي مع برشلونة في الموسم المنقضي 2014 / 2015 بالثلاثية (دوري وكأس أسبانيا ودوري أبطال أوروبا) لكن تركيزه ينصب حاليا على كوباأمريكا لإحراز اللقب الأول له وللجيل الحالي مع منتخب راقصي التانجو. وقال ميسي "بطولة كوباأمريكا في غاية الأهمية للمنتخب الأرجنتيني ولنا وذلك لتحقيق الإنجاز الذي طال انتظاره. أخفق المنتخب الأرجنتيني على مدار سنوات طويلة في رفع أي كأس ، ولهذا ستكون بطولة مهمة للغاية بالنسبة لنا". ويستهل المنتخب الأرجنتيني مسيرته في البطولة غدا السبت بلقاء منتخب باراجواي ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تضم معهما منتخبي أوروجواي حامل اللقب وجامايكا. ويعتمد المنتخب الأرجنتيني على مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين أحرزوا مع أنديتهم العديد من الألقاب والأرقام القياسية ونالوا الكبرياء والمجد إضافة لملايين الدولارات. ولكن جميع لاعبي الفريق يعترفون بمدى مرارة الهزيمة أمام المنتخب الألماني في نهائي المونديال البرازيلي والتي تضاعف رغبة الفريق حاليا في الفوز بلقب كوباأمريكا ليكون اللقب الأول للفريق منذ 22 عاما وبالتحديد منذ فوزه بلقب كوباأمريكا 1993 . وقال أجويرو "إذا فزنا بلقب كوباأمريكا ، قد ننسى بعض ما حدث في المونديال. مرارة الهزيمة في نهائي المونديال تكون لاذعة دائما ولكن الفوز بكوباأمريكا سيمنحنا بعض السعادة". وأوضح "عندما نعتزل اللعب سنقول : انظروا ، لم نفز بأي شيء. نعلم أننا نرغب في الفوز بأي لقب. معظم اللاعبين الآن في السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من عمرهم وبعضهم في الثلاثين من عمره كما نرى الكثير من العناصر الشابة. إذا لم يفز هذا الجيب بأي شيء ، سنشعر بالندم للأبد. أعتقد أننا نستطيع تحقيق هذه الرغبة". وقال جونزالو هيجوين "انتهى الألم ، والشيء الجيد في كرة القدم أنها تمنحك فرصة الثأر.. سنحاول تضميد جراحنا بهذه الكأس التي لم نحرزها منذ فترة طويلة". ويرغب سيرخيو روميرو حارس مرمى المنتخب الأرجنتيني أيضا في بلوغ نهائي البطولة و"الابتسامة على وجهه" . وقال روميرو "هذا ما افتقدناه في المونديال البرازيلي. قدمنا هناك عملا رائعا وخسرنا في النهائي". وأوضح روميرو أن إخفاق الفريق في الفوز بأي لقب حتى الآن يمثل دينا على الفريق تجاه جماهيره ولكنه لا يشكل عبئا وإنما يمكن اعتباره كدافع إضافي للفريق. وأضاف "لقب كوباأمريكا سيكون جائزة لإمكانيات اللاعبين والصفات الانسانية التي نجدها في هذه المجموعة من اللاعبين.. فريقنا رائع. مجموعة اللاعبين متميزة وتعمل على تحقيق الهدف المنشود وهو الوصول للنهائي وإحراز الكأس". وقد يكون فوز ميسي وزميله لاعب الوسط خافيير ماسكيرانو مع برشلونة بالثلاثية في الموسم المنقضي حافزا إضافيا لهما على قيادة المنتخب الأرجنتيني للتتويج بلقبه الخامس عشر في كوباأمريكا. وفوجئ ميسي بإدراجه ضمن اللاعبين في المؤتمر الصحفي لفريقه بعد ساعات قليلة من وصوله الأرجنتين ولكنه ظهر في المؤتمر واثقا ومتفائلا من أداء فريقه في البطولة المرتقبة وأعرب عن أمله في استغلال سعادته بالثلاثية مع برشلونة في قيادة المنتخب الأرجنتيني للنصر هذه المرة.