بينما يحمل ليونيل ميسي شارة القيادة في المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم، يمثل زميله في برشلونة الإسباني خافيير ماسكيرانو قائدا آخر للفريق بلا شارة. ويجسد ماسكيرانو لاعب خط الوسط المدافع بالمنتخب الأرجنتيني الطريق الذي عبر من خلاله راقصو التانجو، حتي وصلوا إلي المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيلي. كما يمثل ماسكيرانو الجزء المتمم في هذا الفريق للنجم الكبير ميسي، سواء داخل أو خارج الملعب. وبزغ ماسكيرانو علي مدار مسيرة التانجو في المونديال البرازيلي، كقائد بلا شارة قيادة، وكان اللاعب الذي يحفز زملاءه دائما ويشاركهم حلم الفوز باللقب العالمي. وقال ماسكيرانو، في رده علي سؤال لصحفيين عن نهائي المونديال البرازيلي، غدا الأحد أمام المنتخب الألماني: 'دعونا نستمتع بهذا بعض الشيء، هل تعلمون الوقت الذي انتظرت فيه تحقيق هذا؟ إنها المرة الأولي لي التي أخوض فيها النهائي. وقد تكون المرة الوحيدة'. ويمتلك ماسكيرانو - 30 عاما - مهارات فطرية للقيادة، وأظهرها مجددا في مباراة الفريق الأربعاء الماضي، أمام المنتخب الهولندي في المربع الذهبي للبطولة، التي انتهت بفوز الأرجنتين بركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. وقال ماسكيرانو لزميله حارس المرمي سيرخيو روميرو، قبل تسديد ركلات الترجيح: 'اليوم - اليوم ! ستصبح بطلا. هل يتحقق هذا؟'. ورد روميرو علي زميله بالتصدي لركلتي ترجيح، وقيادة الفريق إلي المباراة النهائية للمونديال. وقال ماسكيرانو إنه سئم الإخفاق والتعرض للانتقادات، حيث تحمل اللاعب إخفاقات الفريق الأرجنتيني في السنوات الأخيرة. ولم يتردد اللاعب في الإفصاح عن هذا لزملائه، يوم السبت الماضي، قبل المباراة التي تغلب فيها الفريق علي نظيره البلجيكي 1/صفر في دور الثمانية للمونديال البرازيلي. ويكمل ماسكيرانو وميسي بعضهما البعض، حيث يمنح ميسي المنتخب الأرجنتيني البريق علي أرض الملعب، بينما يمنح ماسكيرانو الفريق الحافز الذي يحتاجه، ولهذا يطلق علي ماسكيرانو لقب 'الرئيس الصغير'. وعندما تولي أسطورة الكرة الأرجنتيني دييجو مارادونا تدريب المنتخب الأرجنتيني في 2008، منح شارة القيادة إلي ماسكيرانو، وأعلن أن المنتخب الأرجنتيني تحت قيادته سيكون 'ماسكيرانو وعشرة لاعبين آخرين'. وفي منتصف 2011، تولي أليخاندرو سابيلا تدريب الفريق، واختار ميسي لحمل شارة القائد بناء علي فوز ميسي وقتها بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم مرتين، قبل أن يضيف ميسي لرصيده الجائزة مرتين أخريين. والحقيقة أن ماسكيرانو، الذي فاز مع المنتخب الأرجنتيني بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم في دورتين أولمبيتين، بدأ مشاركاته مع المنتخب الأرجنتيني حتي قبل أن يلعب في صفوف الفريق الأول بناديه السابق ريفر بليت الأرجنتيني، وكان هذا وهو في التاسعة عشرة من عمره. وأظهر ماسكيرانو إصراره علي الفوز بلقب المونديال، من خلال الأداء القوي في مواجهة هولندا بالمربع الذهبي في المونديال الحالي، حيث ركض في اتجاه كل كرة، محاولا الاستفادة منها. وصرح ماسكيرانو، للصحفيين بعدها، بأنه عاني من الإجهاد الشديد ولا يستطيع التحدث، وهذا لا يعتبر وقاحة منه، ولكنه عدم قدرة علي الحديث. وأشاد المشجعون بأداء ماسكيرانو، من خلال تعليقاتهم علي وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت. وقال أحد المشجعين مازحا إن ماسكيرانو لا يستطيع فقط المطالبة بأحقية الأرجنتين في جزر فوكلاند، ولكنه يستطيع غزو إنجلترا، في إشارة إلي جزر فوكلاند في جنوب المحيط الأطلسي المتنازع عليها بين الأرجنتينوإنجلترا. وقال آخر إن ماسكيرانو قادر علي التفاوض بشأن ديون الأرجنتين بل وجلب مبالغ باقية للبلاد. وشارك ماسكيرانو مع المنتخب الأرجنتيني في بطولتي كأس العالم الماضيتين، في 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا، ولكن الفريق خرج في كليهما من دور الثمانية، مما يجعله حريصا بشدة علي التمسك بالفرصة الحالية، لتحقيق المجد مع منتخب التانجو. وقال ماسكيرانو: 'هذا النهائي سيكون المباراة الأهم في مسيرتي الكروية، نخوض المباراة النهائية ونرغب في ألا نهدر الفرصة، يمكننا الفوز بها وباللقب لأن هذا الفريق برهن علي قدرته علي تحقيق هذا، واللقب يستحق المحاولة'.