أصبحت دول مثل إيران أو الجابون أو الإمارات على رأس الوجهات التي يذهب إليها مدربو كرة القدم البرتغاليون مؤخرا، بحثا عن النجاح على بعد آلاف الكيلومترات من الديار. فقد دفعت قلة الفرص والحوافز المالية في البرتغال، 20 مدربا محليا على الأقل، أغلبهم تجاوز ال60 من العمر بالفعل، إلى خوض تجارب جديدة في دول غير معتادة بالنسبة إليهم. ورغم أن هؤلاء لم يبلغوا شهرة مثل تلك التي حققها كل من جوزيه مورينيو أو أندريه فيلاش بواش على المستوى الأوروبي، فإنهم حققوا إنجازات مع كبرى الفرق والمنتخبات في أفريقيا وآسيا. وكان آخر من حزم أمتعته إلى أفريقيا هو جيسوالدو فيريرا المعروف بلقب (البروفيسور)، والذي نال شهرته في إسبانيا بعد توليه زمام الأمور في فريق مالاجا، حيث تولى تدريب فريق الزمالك المصري وعمره 68 عاما. لكن هذه ليست المرة الأولى التي يتواجد فيها فيريرا بالقارة السمراء حيث سبق له تدريب منتخب أنجولا عام 1991 ، ثم عاد مجددا إلى أفريقيا لتدريب فريق الجيش الملكي المغربي في الفترة بين عامي 1995-1996. إلا أنه بعد يومين فقط من توقيع تعاقده مع الزمالك، تصدر الفريق المصري الصفحات الأولى في الصحف العالمية بعد وقوع أحداث دامية بين جانب من الجمهور وقوات الأمن المصرية أسفرت عن مقتل 20 شخصا. ويعتبر فيريرا هو ثالث مدرب برتغالي يتولى زمام الأمور في الفريق المصري، حيث يحل بدلا من مواطنه جايمي باتشيكو (56 عاما) الذي ترك الفريق بسبب خلافات مع رئيس النادي. أما باتشيكو، الذي اشتهر في إسبانيا بعد تدريبه فريق مايوركا عام 2003 ، فقد حظى بفرصة تدريبية جديدة مع فريق الشباب السعودي والذي سبق له قيادته قبل خمسة أعوام. بالمثل، تعاقد الزمالك المصري مع المدرب البرتغالي مانويل كاجودا (63 عاما) الذي وصل إلى مصر في 2006 بعد مسيرة طويلة في البرتغال، كي يصقل خبرته بمزيد من التجارب الدولية. فقد تولى كاجودا لاحقا تدريب فريق الشارقة الإماراتي (2009-2011) وفريق تشونكجينج الصيني (2012-2013) وتيانجين سونجيانج الصيني أيضا (2013-2014) قبل أن يعود مجددا إلى الإمارات لكن مع فريق عجمان هذه المرة. بيد أن مانويل جوزيه يعد أبرز مدرب برتغالي جاء إلى مصر حيث تولى تدريب فريق الأهلي القاهري على مدار ثلاث فترات مختلفة 2001-2002 ثم 2003-2009 وأخيرا 2011-2012 ، فقد قاد الثعلب البرتغالي الفريق المصري إلى رفع درع الدوري المحلي أربع مرات والحصول على لقب بطل دوري أبطال أفريقيا أربع مرات أيضا. وقد كان على وشك أن يصبح أحد ضحايا (أحداث بورسعيد) التي أسفرت عن مقتل 74 من مشجعي فريقه داخل ملعب فريق المصري البورسعيدي عام 2012. أما كارلوس كيروش، مدرب ريال مدريد الإسباني السابق ومنتخب بلاده بين عامي 1991 و1993 ثم بين عامي 2008 و2010 ، فيعد أبرز المدربين البرتغاليين في الخارج. فقد استهل كيروش (61 عاما) مسيرته التدريبية في الولاياتالمتحدة عام 1996 حيث درب فريق نيويورك ريد بولز، ثم انتقل بعدها بأشهر إلى اليابان لتدريب ناجويا جرامبوس إيت. لاحقا، درب كيروش منتخبات مثل الإمارات في 1998 ثم جنوب أفريقيا بين عامي 2000 و2002 ، وإيران التي يتولى تدريب منتخبها منذ 2011 والآن. وفي الإمارات، استعان كيروش بمواطنه أنطونيو جوزيه أوليفيرا كمدرب مساعد، والأخير أيضا يتمتع بخبرات دولية حيث درب فريق شينيانج جيندي الصيني عام 2002 والأهلي المصري في 2003 ، وكذا الاتفاق السعودي بين عامي 2007 و2008 ثم الاتحاد السعودي بين 2010 و2011. بالمثل، يظهر فريقان سعوديان ضمن السيرة الذاتية لأرتور جورج، الذي قاد فريق بورتو البرتغالي للفوز بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه عام 1987. فقد درب جورج فريق النصر السعودي بين عامي 1999 و2000 ، ثم الهلال السعودي أيضا بين 2001 و2002 ، قبل أن يتولى تدريب منتخب الكاميرون 2004-2006 ، ويدرب حاليا فريق مولودية الجزائر. كما انضم جورج كوستا (43 عاما) لقائمة المدربين البرتغاليين في آسيا وأفريقيا، حيث يدرب منتخب الجابون منذ الصيف الماضي. ورغم أنه بلا فريق حاليا، إلا أن أحد أبرز وجوه الكرة البرتغالية في القارة الآسيوية هو هنريكي كاليستو (61 عاما) الذي أمضى عقدا كاملا في تدريب فرق كرة القدم بفيتنام إضافة للمنتخب الآسيوي الأول.