في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. مبروك للإتحاد السكندري ومدربه حسام حسن سحق الأهلي برباعية ..ليس مطلوبا من المدير الفني للفريق الأقل فنيا سوي أن يستغل أخطاء الأقوي إن اعتبرناه أقوي ويسجل بدلا من أن يرهق نفسه بتشكيلات خزعبليه كما فعلها خوان كارلوس.
المسألة ليست في الهزيمة الساحقة برباعية ولكن في كيفية إدارة جاريدو للمباراة .. وإن كان البعض يرجع الأمر للظروف فالظروف كانت أسوأ في مباراة مثل المقاولون ومع ذلك فاز الأهلي بتسعة لاعبين .. جاريدو بالغ كثيرا في تخيل قدرات لاعبين لا يلعبون في مراكزهم.
سيناريو المباراة 4-2-3-1 أختارها مدرب الاهلي .. شريف عبدالفضيل ونجيب وحازم ولؤي وائل!.. أمامهما حسام غالي ومحمد رزق وتولي الثلاثي عبدالله السعيد ووليد سليمان وتريزيجيه خلف الغائب متعب. في المقابل لعب حسام حسن 4-3-3 .. رمزي خالد وسمير ورامي عادل وفتحي مبروك في الدفاع امامهم ثلاثي عامر صبري واسامة بوغنامي وخميس حسني وفي المقدمة لعب الثلاثي اوميد اوكراي وحمدي زكي بينهما فاروق بنزيمة. الهدف المبكر الذي أحرزه الإتحاد جاء من خطأ لؤي وائل أولا ثم سرحان وتوهان شريف عبدالفضيل فتصعبت الأمور أكثر .. ومع تراجع الإتحاد بات إختراق الحافلة مستحيلا بالتشكيلة الموجودة في الأهلي. ظهيري الجنب باتا في الخلف ولم يعد هناك سوي إرسال كرات طويلة من غالي ورزق في ظل إستقرار مدافعي الإتحاد ووسطهم علي أجناب وعمق الملعب ساعدهم في هذا إستلام الكرات في الهواء وهذا أمر يصعب في ظل تواجد كثرة عددية من الإتحاد. اللقطة الأغرب والتي تأكدت خلالها من ضياع الأهلي لنقطتين علي الأقل ..لقطة توجيه جاريدو لسعد سمير في منتصف الشوط الأول.. ظننت أن مدرب الأهلي سيقوم بتغيير مبكر يعيد تنظيم الأمور ووقتها سألت نفسي .. هل من يفكر في التعديل يدفع بمساك في ظل تواجد أربعة مساكين في الملعب !! بالتأكيد لا. أفضل أسلوب لضرب الحافلة كان أسلوب دييجو سيميوني عندما تفوق علي تشيلسي في ستامفورد بريدج والإعتماد كان أكثر علي خوانفرن في التواجد في اقصي نقاط الملعب ومع تواجد نوعية لاعبي الأهلي في مركز ظهيري الجنب كان مستحيل ضرب الإتحاد السكندري. حسام رغم لعبه بثلاثي في وسط الملعب إلا أنه لا يوجد بينهما إرتكاز عميق فكان الثلاثي عامر صبري وبوغنامي وخميس حسني يجرون خلف لاعبي الأهلي في العمق ..المشكلة عندما كانت الكرة تصل لشريف عبدالفضيل أو لؤي وائل إن وصلت الكرة إليهما بالأساس. لعب بنزيمة كرأس حربة في العمق يتراجع للخلف ولعب حمدي وأوكراي علي ظهيري الجنب الأهلي مبائرة جعل العمق يظهر بهذا السوء.. خاصة في ظل إنشغال غالي ورزق بالتمرير وخروج لؤي وائل وشريف للأمام دون تأثير هجومي مسببين ثغرة دفاعية. الأهلي كان يتناقل الكرة بسهولة في الوسط رغم كثرة اللاعبين في نصف ملعب الإتحاد ولكن الهدف من تمرير الكرة كان إيجاد ثغرة لظهيري الجنب كي يرسلا عرضية لرأس الحربة ولكن الكرة كانت تتنتهي دوما بدون خطورة بإستثناء مرة وحيدة.. شاهد الفيديو: بالعودة لمباراة أتليتكو مدريد وتشيلسي علي ملعب الأخير نجد أن الأسلوب الناجح في ضرب أي تكتل دفاعي يكون بنفس الطريقة ولكن الفارق كان في تواجد ظهير جنب يستطيع الإندفاع الهجومي.. شاهد الفيديو: خروج شريف ونجيب كان افضل عقاب لجاريدو الذي أخطأ في إشراكهما ..طبعا أفتقد الأهلي تواجد محمد هاني كلاعب يحل مشكلة الجبهة اليمني وكان الحل أن يتسلم تريزيجيه و سليمان او صبحي الكرة حتي يفقدها طواعية أو يرسلها لدفاع الإتحاد. دخول صلاح الدين سعيد بديلا لشريف حازم كان طبيعيا بعد إصابة الأخير .. ولكن توظيف غالي كمساك وإستمرار لؤي وائل كظهير أيسر كان كارثيا ..الحل كان في إعادة لؤي كقلب دفاع وإستمرار غالي بينه وبين سعد سمير .. وتثبيت تريزيجيه وسليمان في طرفي الملعب ورزق كإرتكاز أمامه مساعدي وسط عبدالله وصبحي ..وتواجد صلاح ومتعب كرأسي حربة ..3-5-2. خميس حسني و رمزي خالد لاعبين شباب أجادا حسام حسن توظيفهما بشدة ..اللاعب في مركزه يؤدي أفضل من لاعب خبرة لا يلعب في غير مركزه ومع إستمرار أخطاء جاريدو في توظيف لاعبيه داخل الملعب بدأ من التشكيل الخاطيء ..باتت المساحات ومخزون الطاقة عاملين هامين في ضرب دفاع الأهلي الغير موجود. هناك لاعبون كبار في الأهلي قدموا الكثير وأخرهم الكونفيدرالية وكان أفضل لهم بأن يسدلوا الستار علي تاريخهم لإن إختيار اللحظة المناسبة هي أخر ما يتبقي في ذهن الناس الأهلي مع كل ما سبق يحتاج لرأس حربة بل لرأسي حربة ..جمال سيغيب حتي إبريل.. وعبدالظاهر ومتعب لا يناسبا فريق الأهلي الأن حتي من ناحية سرعة الفكر هناك فارقا كبيرا بين لاعبي الوسط والهجوم في إرسال وإستقبال الهجمة ولا علاقة للأمر بعدم وصول كرات ..والدليل عمرو جمال ذاته الذي كان يبحث عن الكرة بطاقته وتماثل سرعته الفكرية مع أقرانه. أكررها ثانية ..متعة كرة القدم في أن تتعلم دوما من أخطائك في أن تصل لك الهزيمة بكل مرارتها حتي تتذكر دائما أن كرة القدم رغم سهولتها تحتاج الكثير من العمل والجهد والحياد حتي تتذوق حلاوة النصر والبطولة ..ولا طعم للبطولة دون أن تفوز وتخسر. للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك.. أضغط هنا