في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارى. نتكلم كفنيين .. باختصار السبب الرئيسي لتردي أداء المنتخب المصري أمام السنغال أمس كان ( غياب المعلومة ) .. لا أتحد هنا عن المعلومات الواجب معرفتها دائما عن المنافس ونحن دائما نكتفي بأن ( نلعب لعبنا وربنا معانا ) ولكن أتحدث هنا عن غياب المعلومة عن لاعبينا. لا أريد أن أقسو علي شوقي غريب ولكن من خلال المباراة وضح جليا أن غريب كان غريبا علي المنتخب المصري فتبديل أماكن ثلاثي الدفاع علي مدار المباراة يعطينا المؤشر علي سبب إهتزاز المستوي فأنت تحتاج للوقت كي تخفي ثغراتك ثم تحاول الكشف والتفتيش عن ثغرات المنافسين سيناريو اللقاء لعب ألان جريس بطريقة أقرب إلي 4-3-2-1 نداي وديلمبوجي ومبوجي وباجي في الدفاع أمامهم باب سواري ويتقدم شايخو عمر كوياتي بجوار إدريسا جان جاي ولعب الثنائي المتحرك دامي ندوي وماني خلف رأس الحربة بيرامي ضيوف. في المقابل لعب شوقي غريب 5-4-1 تواجد غزال وأوكا وشوقي السعيد في الدفاع ولعب فتحي والمحمدي علي الأطراف وتوسط غالي والنني في الارتكاز وتقدم صلاح وأحمد حمودي خلف رأس الحربة خالد قمر. كم التبديلات الكثيرة التي لعب بها ألان جريس خاصة في الدفاع كانت فقط من أجل إيقاف صلاح .. لعب بإيباجي لاعب الوسط كظهير أيمن ولعب ديمبلوجي في الدفاع وقام بتثبيت نداي الظهير الأيسر فظهرت السنغال أوقاتا كثيرة وكأنها تلعب بثلاثي خلفي. دور باب سواري كان الأهم في وجهة نظري .. سواري كان يقوم بدور المدافع الخفي في كل كرات السنغال عندما يتحرك باجي الظهير الأيمن ليهاجم فتحي كان سواري يتراجع للخلف ويتحول ديمبولجي كظهير أيمن ( 4-1-4-1 ) وقف دامي ندوي وماني خلف حسام غالي والنني تحركا بدون أدني مشكلة .. غالي والنني كان يواجهان شيخو عمر كوياتي و إدريسا جان جاي من أمامهم ودامي ندوي وماني من خلفهم ..في ظل دور ( اللا دور ) لأحمد المحمدي. الفكرة في اللعب بثلاثي خلفي ليست فقط في إعطاء جناح الوسط الفرصة للإنطلاق للأمام ولكن لها أدوارا كثير نختصرها فقط في فكرة أن الظهير المعاكس لا بد أن يدخل لعمق الملعب لتكوين إرتكاز ثالث أثناء لعب الكرة في الجهة المقابلة ..لا أن يقف دون أية أدوار دفاعية إلا في حالة مرور لاعب ( بالصدفة ) أمامه. ثبات نداي الظهير الأيسر أمام صلاح كان مفترضا أن يعطي الفرصة لللمحمدي ولكن الظهير الأيمن كان يحاول المرور بنفسه دون أن يمتلك الإمكانيات لذلك وفي قول أخر دون أن يكون لحسام غالي خاصة أية مساعدات ( ولو رمزية ). بالطبع لا يمكن أن يلعب الفريق دون عقل مفكر ودون طاقة بدنية تمكنه من الدخول في سباقات سرعة ..المنتخب المصري أفتقد العقل المفكر في وسط الملعب وبالتالي لم يكن للسرعات أية قيمة فما فائدة السرعة إذا لم تتواجد تمريرة متقنة ... شاهد الجرافيك التالي : السنغال تضغط والمدافعين المصريون يرسلون تمريرات غير متقنة لصلاح ..النتيجة إستحواذ لاعبي الدفاع والوسط علي الكرة ولعبها بسرعة أمام خلف غالي والنني والنتيجة هدفان من إنفرادين .. حدثوني عن دور الليبرو في الإنفرادات ! أفضل ما فعله شوقي غريب في المباراة كان التبديلات وهذا هو الأمل في تغيير شكل الفريق مستقبلا .. بإختصار أن كنت تريد أن تهاجم من الأطراف لا بد من تواجد حازم إمام في الجانب الأيمن ورحيل في الأيسر علي أن ينضم فتحي لخط الوسط حتي يستعيد لاعبو الوسط عافيتهم ..أما إن كنت تريد تدعيم الدفاع فاللعب بفتحي كظهير أيمن هو خيار ممتاز ولكن هذا يحتاج إلي تواجد لاعب يمكنه ( تدوير ) الفريق بتمريرات قصيرة وطويلة حتي يمرر الكرة من ( إبرة ) المنافس . كدت أنجرف في الحماس وأطالب أبوتريكة بالعودة إلي الملاعب طالما أن أحمد حسن يريد العودة لاعبا ومدربا ولكني توقفت ..ما هو الهدف ؟.. الذهاب للمغرب أم الذهاب لروسيا ..في رأيي إن كان الهدف المغرب للجماهير وللجهاز الفني فلا يوجد مانع من إعادة تريكة والحضري وكل اللاعبين الذين حققوا بطولات أفريقيا ..ولكن عفوا نفس هؤلاء اللاعبين فشلوا مرتين في الوصول للبطولة لأسباب مختلفة لا تهمني شخصيا ما يعنيني كأس العالم 2018 لا يمكن أن أتجاوز الهائل ( عمرو جمال ) مشاغبة وقوة وسرعة لا حد لها .. لدرجة جعلته يهدي صلاح إنفرادا والوحيد علي ما أذكر الذي سدد كرة بين القائمين والعارضة من خارج المنطقة .. الفكرة في تحويل صلاح للاعب وسط متأخر خلف عمرو جمال وخالد قمر كانت أفضل تغييرات المباراة التكتيكية .. ولكن علي ما يبدو فأن اللاعبين لم يتدربوا كثيرا علي هذا التكتيك لإن الناتج النهائي كان أقل علي الرغم من ظهور أخطاء كارثية في دفاع السنغال .. وهذا يقودنا لسطورنا الأخيرة. من الأن أقولها أهم شىء في المباراة القادمة النصف ساعة الأخير من مباراة تونس .. لا بد لغريب من أن يسير المباراة طبقا لطاقة لاعبيه حتي الثلث الأخير من المباراة وقتها يكون التهديف أفضل بدلا من الإندفاع في أول المباراة دون حساب الشوط الثاني ودون حساب هجمة مرتدة قد تعصف بأمال المنتخب مبكرا جدا. المعلومة .. هل درس المنتخب منافسه جيدا ؟ ليس مهما الأن ..هل سيدرس المنتخب لاعبوا بوتسوانا قبل تونس ..هل سيعرفونهم بالأسماء والمراكز والتحركات .أم أننا كفنيين سنلجأ للخبرة والتاريخ والأسطي.. والطيب والشرس والقبيح للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك