«المونديال».. المنصة التي قفز منها رودريجيز إلى ريال مدريد

أصبح مونديال 2014 بالبرازيل محطة لا تنسى بالنسبة لصانع ألعاب المنتخب الكولومبي جيمس رودريجز الذي اجتاز كل التوقعات بحصوله على لقب هداف المونديال، ليمثل بالنسبة له منصة للقفز إلى داخل جدران نادي ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا.
وقد اعترف جيمس الذي أعرب عن إعجابه سابقا بالميرينجي وخاصة بمهاجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، بأنه في حال عرض عليه الانتقال للريال، سيذهب دون تفكير وبأعين مغلقة.
واليوم تحقق حلم اللاعب بفضل تألقه وأدائه المتميز بالمونديال الأخير في البرازيل مع منتخب بلاده الذي استطاع الوصول معه إلى ربع نهائي البطولة، لتقوده أهداف الستة وفوزه بجائزة الحذاء الذهبي كهداف للبطولة إلى بطل أوروبا.
ولم يسطع نجم رودريجز في ظل وجود قلب هجوم لوس كافيتيروس، راداميل فالكاو، خلال التصفيات المؤهلة للمونديال، لكن إصابة زميله السابق بموناكو ونجم المنتخب، فالكاو، التي حالت دون مشاركته بالمونديال، سمحت لرودريجز بالظهور بشكل لافت للنظر، ليساهم في وصول الفريق الكولومبي لربع نهائي البطولة لأول مرة في تاريخه.
وفضلا عن أدائه الكبير خلال المباراة التي ودعت كولومبيا فيها المونديال بعد خسارتها أمام البرازيل (1-2)، حصل رودريجز على تعاطف 47 مليون كولومبي بعد بكائه واحساسه المرهف لخروج بلاده من البطولة.
وكانت حفاوة استقبال المشجعين له وراء تخفيف أثر الخسارة التي مني بها المنتخب رغم ادائه الأفضل على الإطلاق في تاريخ مشاركاته الخمس في بطولة كأس العالم لكرة القدم.
وداخل منزله وبصحبة زوجته دانييلا، شقيقة حارس المنتخب الكولومبي ديفيد أوسبينا، وابنته الصغيرة سالوميه، انتظر جيمس بصبر المباريات الأخيرة من كأس العالم ليحظى بلقب هداف البطولة متجاوزا الارجنتيني ليونيل ميسي والألماني توماس مولر.
وكتب اللاعب على حسابه بشبكة (تويتر) الاجتماعية فور انتهاء البطولة ردا على آلاف التهاني التي انهالت عليه "بفضل الرب، وبفضل وقوفكم معنا، وبفضل زملائي بالمنتخب، أصبحت هدافا للمونديال".
وبات جيمس روريجيز ثاني أصغر لاعب في التاريخ يسجل ستة أهداف في نسخة واحدة من المونديال بعد الأسطورة البرازيلي بيليه.
وأحرز رودريجيز أهدافه الستة في خمس مباريات، حيث سجل هدفا في مرمى اليونان وآخر في مرمى كوت ديفوار، وثالث في اليابان، وهدفين في أوروجواي، وأخيرا هدف من ركلة جزاء في شباك البرازيل.
كما اختير الهدف الذي سجله في مرمى المنتخب الأوروجوائي بدور ال16 من مونديال البرازيل، كأفضل هدف تم إحرازه خلال البطولة التي توجت بها ألمانيا، بعد أن صوت أكثر من 75% من أربعة ملايين مستخدم على موقع الفيفا شاركوا في التصويت على أفضل الأهداف، لصالح هدف رودريجيز كأفضل هدف في المونديال من أصل 171 هدفا تم تسجيلها خلال البطولة.
وولد لاعب خط الوسط الكولومبي الذي اكمل عامه ال23 في 12 يوليو/تموز الماضي، في كوكوتا، المدينة الحدودية مع فنزويلا، حيث عاش هناك ثلاث سنوات فقط ومن ثم انتقل مع عائلته إلى إباجوي عاصمة اقليم توليما، بوسط البلاد، حيث بدأ هناك مشواره مع كرة القدم في سن مبكرة في أكاديمية توليمينسي لكرة القدم.
وفي الرابعة عشرة من عمره، انضم إلى فريق ميديين الذي برزت معه قدراته على المراوغة وعلى التهديف رغم عدم شغله موقع المهاجم.
كما لمع نجمه أيضا مع المنتخب الوطني الكولومبي في كأس العالم تحت 17 سنة بكوريا عام 2007 ، حيث كان أدائه بالبطولة وراء انتقاله إلى بانفيلد الارجنتيني في 2008 والذي توج معه لاحقا بلقب الدوري المحلي في عام 2009 قبل انتقاله صيف 2010 إلى بورتو البرتغالي الذي توج معه بكأس السوبر البرتغالي والدوري والكأس المحليين والدوري الأوروبي في عام واحد.
وفي 24 ديسمبر/كانون أول من نفس العام، قرر رودريجز الزواج من دانييلا أوسبينا.
وفي عام 2013 انضم رودريجز لصفوف موناكو الفرنسي لمدة خمسة مواسم، لكن أدائه الرائع بالمونديال الأخير كان وراء انتقاله لريال مدريد لست مواسم مقبلة.
وعقب الإعلان رسميا عن اتمام صفقة انتقاله للملكي، كتب رودريجز على حسابه بشبكة (تويتر) الاجتماعية اليوم "الحلم أصبح حقيقة، سعيد بالانضمام لأفضل ناد في العالم، فليحيا ريال مدريد".
ومن المقرر أن يتم تقديم اللاعب مساء اليوم في احتفالية الساعة 18.00 بتوقيت جرينتش في ملعب سانتياجو برنابيو.
وتقول وسائل اعلام أن قيمة الصفقة تقترب من 80 مليون يورو.