رغم بلوغه افضل مستوياته كلاعب خط وسط الهم زملائه وسجل العديد من الاهداف قرر ستيفن جيرارد الاثنين اعتزال اللعب دوليا مع منتخب انجلترا لكرة القدم بعد ان أصبح ثالث أكثر لاعب يخوض مباريات مع المنتخب الانجليزي منهيا مسيرته الدولية التي وعدت بأكثر مما قدمت. وعكست حصيلة أهدافه المحبطة نسبيا والتي شملت 21 هدفا في 114 مباراة دولية من بينها العديد من الأهداف المهمة والرائعة حقيقة واحدة عن قائد ليفربول وهي...انه ومع كل سماته المميزة فانه بات في النهاية قائد منتخب انجلترا الذي لم يحقق انجازا على الرغم من موهبته والاحترام الذي يحظى به. وكان جيراد ومعجبوه يأملون ان يصمد هدفه الاول الرائع في المباراة التي فازت فيها انجلترا على المانيا 5-1 في ميونيخ في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2002 في الذاكرة الجمعية أكثر من ضربة الرأس التي أساء تقديرها وأدت لتسجيل لويس سواريز هدفه الثاني في المباراة التي فازت بها اوروجواي 2-1 على انجلترا في نهائيات كأس العالم بالبرازيل عام 2014. وربما شكل هذا الخطأ عاملا حاسما في قرار إنهائه لمسيرته الدولية وهو في سن 34 عاما حتى لا يخاطر بحدوث تراجع اكبر في مستواه في تصفيات بطولة اوروبا 2016. وبات جيرارد - الذي لم يعد اللاعب صاحب القوة الكبيرة مثلما كان الحال في فترة شبابه - صانع لعب لا يتحرك كثيرا في منطقة خط الوسط مع المعاناة التي يواجهها للوصول للسرعة المطلوبة ولخلق المساحات التي يحتاجها لاستغلال مهاراته في التمرير أو التسديد بالقدم اليمنى. وباعتباره واحدا من مجموعة من اللاعبين الواعدين الذين وصفتهم وسائل الاعلام البريطانية بانهم "الجيل الذهبي" كانت هناك الكثير من التوقعات الملقاة على كاهل اللاعب الذي ولد في 30 مايو ايار 1980. ومزج اللاعب فارع الطول وصاحب البنية القوية بين القوة والاداء الفني وموهبة تسعى لتحقيق المزيد. ويمكن لجيرارد ان يلعب في اي مكان في الناحية اليمنى من الملعب بدءا من مركز الظهير وحتى المهاجم. وكانت تسديداته بيمينه وتمريراته تجذب الانظار بشكل يفوق قدراته على التمركز وهي النزعة التي تحسنت بشكل كبير لديه مع تقدمه في العمر. وبعد ان اصبح في الثلاثينات من عمره بات جيرارد لاعبا أكثر ميلا لاداء الادوار الدفاعية. وبعد ان رسخ مكانته كقوة مسيطرة في خط الوسط مع ليفربول النادي الوحيد الذي لعب له استطاع جيرارد ان يلعب لاول مرة مع منتخب انجلترا عقب احتفاله بعيد ميلاده العشرين. واختاره كيفن كيجان احد رموز ليفربول السابقين ليخوض مباراة انجلترا امام اوكرانيا في 31 مايو 2000. وفازت انجلترا 2-صفر وقام جيرارد بكل ما يمكن لضمان مشاركته في نهائيات بطولة اوروبا 2000 حتى خاض اول مباراة له في بطولة كبيرة عندما شارك كبديل لمايكل اوين في المباراة التي فازت فيها انجلترا 1-صفر بصعوبة على المانيا في شارلروا وهو اول انتصار لانجلترا على منافستها الكبيرة منذ نهائي كأس العالم 1966. وشكل هذا اختبارا لقدرات جيرارد والتي ظهرت بكل وضوح في الانتصار الذي بدا اكثر روعة على المانيا في ميونيخ بعدها بعام عندما سجل اوين ثلاثة اهداف. وادت قدراته وحماسه في الانطلاق من منطقة جزاء فريقه حتى منطقة جزاء المنافس اضافة لالتزامه الى تألقه خلال نهائيات بطولة اوروبا 2004 بالبرتغال حيث بلغت انجلترا دور الثمانية تحت قيادة المدرب سفين جوران اريكسون الذي منحه شارة القيادة لأول مرة في مباراة ودية في السويد. وتألق جيرارد ثانية في نهائيات كأس العالم بالمانيا عام 2006 وسجل مرتين في خمس مباريات قبل ان تخرج انجلترا من دور الثمانية بخسارتها 3-1 امام البرتغال بركلات الترجيح. وكان جيرارد واحدا من ثلاثة لاعبين انجليز فشلوا في التسجيل خلال ركلات الترجيح. وبحلول عام 2010 وتحت قيادة فابيو كابيلو بات جيرارد القائد في بطولة كأس العالم بجنوب افريقيا وهي الشارة التي حملها في 38 مباراة ليحتل المركز الخامس في قائمة اللاعبين الاكثر حملا لشارة قيادة منتخب انجلترا على مر العصور. وقام جيرارد بالامر ذاته مع روي هودجسون في بطولة اوروبا 2012 ثم في كأس العالم بالبرازيل وهو ما يعني انه قاد منتخب انجلترا في ثلاث من بين ست بطولات دولية شارك فيها. ولسوء الحظ بالنسبة له ولانجلترا فان اخر مباراة له جاءت في بيلو هوريزونتي في لقاء لا قيمة له في دور المجموعات عندما حل كبديل في المباراة التي تعادلت فيها انجلترا سلبيا مع كوستاريكا في 24 يونيو حزيران الماضي. وسافر المنتخب الانجليزي في نفس اليوم وسط شائعات عن ان القائد جيرارد يفكر في مستقبله مع الفريق. وبعدها بشهر قرر جيرارد الاعتزال بكبرياء شاكرا هودجسون الذي منحه شارة القيادة بشكل دائم وهي الخطوة التي جعلت من جيرارد على حد وصفه "أكثر شخص يشعر بالفخر في البلاد بعد ان سمح لي بتحقيق حلم الطفولة.