في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. صرخة مدوية أنطلقت في فندق كورنثيا البرتغالي في وتحديدا في غرفة دييجو سيميوني قبيل ساعات من النهائي الأوربي أو الحلم .. لم يفلح سيميوني في أن يسيطر علي أحلامه خاصة وهو يواجه صائد الألقاب الأوربية ( بعيدا عن الدوريات ) أنشيلوتي . دقائق أسترجع فيها سيميوني تفاصيل الحلم الذي جمعه بأنشيلوتي والأخير يواسيه ويبشره بالهزيمة.. - فالإيطالي العجوز تحدث لسيميوني قائلا : تهنئتي لك يا سيميوني على الفوز بالليجا ولكن لا تحلم أكثر من ذلك فدوري الأبطال ملكي.. - سيميوني: إنما يفزعك أن تراني أحمل كأس الأذنين .. - رد أنشيلوتي بإقتضاب : ليس الكأس من أبحث عنه ولكن الكأس هو من يبحث عن الريال.. - سيميوني: ولكنك لا تعرف يا انشيلوتي ..خوان كارلوس في المدرجات ..وكل الحطابين ( يقصد اللاعبين ) المغمورين في الأندية الصغيرة .. - أنشيلوتي مقاطعا: سيميوني ... - سيميوني مكملا: والمدربين الكادحين الذين يبحثون عن فرصة ملامسة الكأس .. - أنشيلوتي يصرخ قليلا: سيميوني .. - سيميوني وكأنه لا يسمعه: آلاف وآلاف المصورين ينتظرون عودة سيميوني بالكأس - أنشيلوتي بإنفعال: سيميوني أنت تغامر حول حلم كاذب ..انت لا تدافع عن المدربين والأندية الصغيرة ..إنما تحارب من أجل مجدك الشخصي .. مجد سيميوني .. تدفع بكوستا الغير لائق بدنيا ..تغامر بمستقبل اللاعبين لتكون انت ملكا على أوربا ..تبحث عن ميدالية التتويج ..تحاول أن تقصي أحلام المدريدين ليقال أن سيميوني هزم برشلونة والريال .. أنت تريدها معركة ..إذن هي المعركة.. سيناريو اللقاء: بدأ أنشيلوتي معتمدا علي 4-3-3 .. كاربخال وفاران وراموس وكوينتراو في الدفاع امامهم الثلاثي خضيرة ومورديتش ودي ماريا ثم الثلاثي رونالدو وبنزيمة وبيل. في المقابل لعب سيميوني 4-4-2 ..خوانفران وميراندا وجودين وفيلبي لويس في الدفاع أمامهم تياجو وجابي وعلي الاطراف راؤول جارسيا وكوكي خلف كوستا وفيا. أبراج ريتشارد قلب الأسد التي يختبىء خلفها الجنود صنعها سيميوني علي مدار الموسم .. يهاجم أتليتكو فلا تري مساحات في الدفاع يدافع أتليتكو تري الخطورة أكثر علي مرمي كاسياس من مرمي كورتوا. إشراك خضيرة كان جريمة في حق مدريد وفي حق أنشيلوتي كمدرب فاللاعب لا يجيد أبدا كإرتكاز متأخر وموقعه يجبره علي ان يقطع الكرة لا أن يضغط مبكرا وهو لا يقطع الكرة بل يتراجع كثيرا وهو ما صعب مهمة مورديتش خاصة ودي ماريا. ثماني دقائق لكوستا ..إعتقادي أن سيميوني حاول إشراكه لأجل هدف مبكر ربما في الربع ساعة الاولي ولكن ثماني دقائق فقط جعلت دييجو يضحي بتغييره الاول مبكرا جدا. النصف ساعة الاولي مرت بحذر علي الفريقين ومع مرور الوقت بدأ الريال أولا في فقد الطاقة الذهنية للاعبيه في وقت كان أتليتكو متحررا من أية ضغوط ( بدنية ) في وسط الملعب في الربع ساعة الأخير من الشوط الأول .. أدريانو لوبيز تياجو جابي وحتي جودين يلعب بحرية خلف خضيرة وأستمر الوضع حتي خروج سامي ..شاهد الفيديو التالي : أبراج ريتشارد حطمتها كرات اللهب ..وكرة اللهب هنا كانت مارسيللو وإيسكو ..فمع دخول النصف ساعة الاخير من المباراة فقد اتليتكو سلاحا هاما ( الطاقة البدنية ) فأضطر للتراجع اكثر وأكثر مع ان وسط الملعب بات سهل الإختراق مع تولي مودريتش مركز الإرتكاز المتأخر بجوار .. ليس بجواره أحد فإيسكو تقدم كلاعب وسط ودي ماريا تحول لجناح صريح ومارسيللو هو من عاون مودرتش في الخلف وأنضم رونالدو لبنزيمة. سوسا كان الرسالة الهامة التي وجهها سيميوني للاعبيه في أرض الملعب ..لا أشك لحظة في أن كل لاعبي أتليتكو داخل وخارج الملعب تعجبوا من إشراك سوسا علي حساب جارسيا والكل كان ينظر لدكة الإحتياط ليتأكدوا أن ماريو سواريز ورودريجيز بالخارج أم أن صاعقة جاءت علي ملعب النور فأختطفتهم. النتيجة أن خوانفران أنهار بدنيا امام دي ماريا ولم يجد معاونة من سوسا ولم يستطع الاخير دفع الفريق للأمام واللعب خلف مارسيللو وبات يفكر أكثر لماذا لا يساعده سوسا بدلا من ان يفكر في إيقاف دي ماريا فانهار ذهنيا. مع خروج فيليبي لويس تذكرت مأساة كأس أسبانيا وهزيمة اتليتكو القاسية في البرنابيو .. الريال سيطر بكرات اللهب المندفعة داخل وسط أتليتكو ..مارسيللو تحول للاعب وسط صريح بجوار إيسكو وخلفهم مودرتش ودي ماريا أستمر في الإنفراد بشبح ( خوانفران ) ..جابي وتياجو أستنفذا فكرة إعاقة الخصوم بعد الحصول علي الكروت الصفراء فبات وسط ملعب أتليتكو مستباحا من العمق والأطراف. الحظ الذي يصاحب انشيلوتي في بطولة دوري الأبطال ..كان هذا حديث ثنائي علي موعد في ملعب النور ولكنهما في هذه المرة كانا في المدرجات كلاهما كان يتمني ألا يفوز الريال بالذات بالبطولة فالأول الريال هو من أقصاه عن حلم التتويج الأوربي مع فريقه الجديد والثاني هو من أقصاه كتيبة ال Expendables عن الإستمرار ليخرج للموسم الأول بدون ألقاب ثم أستمرت لعنة الميرنجي عليه في موسمه الثاني . ما رأيك في ملعب النور ؟ هكذا قال مورينيو لبيبي ..فأجابه جوارديولا أعتقد ان مقاعد الإحتياطيين في برلين ستكون أفضل كثيرا الموسم القادم ولكننا سنواجه المعلم ( فان خال ) وأنضم صديقنا القديم ( أنريكي ) لصراع الحلبة الموسم القادم ..أستطرد مورينيو نعم ولكني سأواجه فان خال كثيرا في البريمرليج ..لم أعد خائفا إلا من الصغار ونظر شذرا لسيميوني الذي كان ينفعل علي فاران في أرض الملعب قبل إسدال ستار النهاية .. في المقابل كانت ضحكة كلوب الصفراء ترتسم امام أعين جوارديولا. للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك