في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. ليس في الإمكان أبدع مما كان .. ليس شرطا أن تفوز دائما ولو فزت دائما لما كان للفوز طعم ..سبب الإحساس بمرارة الهزيمة لدي جماهير الأهلي هو ان الأهلي كان قادرا علي التقدم بهدفين بعد 15 دقيقة من المباراة لو أحرز الأهلي منها هدفا لعرف كيف يحافظ علي النتيجة حتي أخر المباراة. لم يستغل الأهلي حالة الإرتباك الواضحة علي دفاع وحارس جوانزو في البداية وأدخلوهم بإرادتهم إلي المغرب بعدما ظلوا في الصين حتي نصف ساعة من اللقاء والعيب الواضح هو ان لاعبي الأهلي كانوا يفكرون في الإرتداد الدفاعي في حالة فقدانهم الكرة وهم يهاجمون فظلوا يبحثون عن اللمسة الأخيرة دون جدوي. سيناريو اللقاء - اختار يوسف اللعب بنفس الطريقة 4-2-3-1 بوجود شديد ونجيب وسعد وفتحي في الدفاع أمامهم ربيعة وعاشور في الإرتكاز ثم الثلاثي عبدالله السعيد وتريكة وسليمان خلف رأس الحربة عماد متعب. - لم يغير مارسيللو ليبي في طريقتة أيضا ولعب 4-2-3-1 بوجود سون سيانج وجون كيم وزياوفينج وزهانج لبانج في الدفاع امامه الإرتكاز زيهانج زي وبو هوانج ثم الثلاثي موريكي وكونكا وجاو لين ثم رأس الحربة إليكسون. - التوتر الذي يصاحب الأندية التي تشارك لأول مرة في المونديال (بإستثناء أندية أمريكا الجنوبية وأوربا ) ظهر مليا علي أداء الفريق الصيني وللأسف لم يستفد الأهلي من هذا التوتر خاصة علي شيانج زينج حارس المرمي. - تواجد سعد سمير في بداية المباراة كان نقطة إيجابية للغاية وأستطاع أن يدخل في سباقات السرعة مع إليكسون الذي مال كالمعتاد ناحية اليسار لتشكيل ثنائي مع مواطنه موريكي. - لعب أبوتريكة خلف زيهانج زي وبو هوانج وقدرته علي مراوغتهما أكثر من مرة جعل ثنائي الإرتكاز الصيني متراجعا شيئا ما ولو تحرك ربيعة أكثر في مساندة تريكة لأمكن الحصول علي نقطة تفوق ثانية في وسط الملعب ..لكن ثنائي الإرتكاز إلتزم تماما وكانت كل إنجازاته تمرير الكرة بالعرض ولم تشهد المباراة إنطلاقة واحدة مفاجئة لأي منهما. - علي العكس تماما تواجد بو هوانج وزيهانج زي بالقرب من مناطق الأهلي الدفاعية ساعده في هذا إهدار الأهلي للفرص وإصرار غريب من اللاعبين علي تسليم الكرات في القدم وعدم المحاولة من البعيدين عن مناطق الكرة في التحرك لخلخة دفاع التنين الصيني. - حاول جاو لين الإنضمام لإليكسون في عمق دفاعات الأهلي ولعب ( ONE –THREE) مع موريكي أو كونكا ولكن تميز الأهلي في هذه المرحلة بالتركيز في الخلف والإرتكاز في الأمام. - التركيز والإرتكاز .. كانات نقطة تفوق الأهلي في الشوط الأول ..تركيز اللاعبين في الجري مع المنافس والتحرك في نفس اللحظة بل وقبلها والتوقع أحيانا ساعدهم في هذا إرتكاز الأهلي الذي كان ينضم للدفاع ولم يسمح لكونكا بالتحرك كثيرا خلف ظهورهم. - خروج تريكة ونزول دومنيك .. حاول يوسف الحفاظ علي الشكل التكتيكي للفريق بأن جعل عبدالله السعيد صانع اللعب خلف متعب ويلعب دومنيك امام فتحي في مواجهة موريكي وسون سيانج ولم يكن خروج تريكة سببا في الهدفين ولكن كانت بسبب ضياع نقطة تفوق الأهلي في الشوط الأول ..الإرتكاز والتركيز. - الفيديو القادم يوضح كيف سبب قلة ضغط إرتكازي الأهلي مع غياب تركيز الدفاع في المتابعة للهدفين : - المشكلة الأكبر في رأيي هو أن يوسف لعب بعد الهدف الاول 4-4-2 صريحة فعاد السعيد للجانب الأيمن ودخل دومينك في العمق مع متعب .. ومع إنهيار بدني ( طبيعي ) لوسط الاهلي بات الأهلي عاجزا هجوميا ولجأ إلي ما لا يجيده ( الكرات العرضية ). - الجهد المبذول في ساعة وربع من اللعب جعل الاهلي خارج اللقاء بدنيا في النهاية بالرغم من محاولات فردية للتسديد ولو حالف التوفيق الفريق فربما سجل هدفا وصعبت الأمور أكثر بتغييرات الداهية ليبي فأقحم رونج وزيهاو زوري لغلق أطراف الملعب والعمق تماما وتفرغ كونكا لتصدير القلق مع تحركات موريكي وإليكسون في العمق. - الفريق الصيني سريع جدا ولياقته وتحركاته فعلا في منتهي الخطورة بالرغم من سوء حالة دفاعه .. والأهلي كان يحتاج إلي فترة إعداد قوية بعد مباراة غانا لرفع مستوي اللياقة ورغم كل هذا ورغم الإصابات التي لحقت بالفريق ورغم عدم وجود نشاط إلا أن الأهلي قدم ما لا يستطيع أن يقدمه أحد ..الفوز ببطولة أفريقيا ( وليس ذنبه أن فرق أفريقيا باتت متوسطة ). - ليست الجماهير فقط من ستفتقد تريكة ..فأي كاتب أو محلل يجد الكثير ليقوله عن تريكة في قلب الملعب. - قام الإتحاد الفرنسي بعمل ثمثال لزيدان وهو يقوم ( بنطح ) ماتيرازي .. فهل يقوم الأهلي بعمل تمثال لتريكة وهو يهدر أخر فرصة له .. النجوم لن تتأثر حتي لو أضاعت مائة فرصة وسيظل الجميع يذكر تريكة بما له وما عليه ولكن بالتأكيد تريكة كإنسان وكلاعب جدير بالإحترام . للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك