من الصعب جدا مصادرة النجاحات التي حققتها الادارة الشبابية الحالية برئاسة خالد البلطان خصوصا على مستوى التنظيم الاداري والمشاركة في وضع نظام احترافي صارم وتشكيل صوت اعلامي يدافع عنها ويبرز "الليث" ولاينتقده، فضلا عن البطولات المحلية التي حققها الفريق الكروي، ولكن من غير المنطق ان تحوّل هذه الإدارة النادي وكأن ليس له رجال يقتربون منه وقت الازمات ويحافظون على الكيان ويرسخون مفهوم تعاقب الاجيال وتسلسلهم كحلقة متصلة ببعضها من دون ان يهتز، اذا رحل أي منهم يكون الآخر شبه جاهز لتسلم الراية، أكدت انها تنوي الرحيل قبل انتصاف الموسم بحجة ظروفها واتاحة الفرصة لادارة جديدة وحتي الآن فهي متمسكة بعدم الاستقالة قبل ان تسلم الرئاسة الى شخص تريده وتثق به، في مرات عدة وفي مختلف الاندية عادة مايقدم الرئيس استقالته وينزوي في منزله او اي وجهة يختارها، ويكون ذلك بعد الاتفاق مع رجال النادي حتى يأتوا برئيس يتولى المهمة ويخلص النادي من اي فراغ اداري محتمل ربما يضر به ويخل بتوازنه، عكس الادارة الحالية التي لم تدع النادي بصفة نهائية ورسمية، ولم تترك رجاله يختارون مايريدون من الاشخاص الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات (هل تريد ادارة ظل تملي عليها وتديرها وفق رغباتها؟)، المتعارف عليه ان اي شخص يمل من وظيفته او منصبه لأي سبب من الاسباب لايعرضها هبات على الناس وتكون ملكا له ولأي شخص كان (هي ملك للكيان)، انما يغادر ويترك القرار لمن يريد ان يأتي بعده، اما في الشباب فالوضع غير والصورة غير واضحة، وكأن هناك من لايريد للشباب ان يديره انصاره الذين اعتادوا عليه وتعود عليهم في السراء والضراء بقيادة الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان الذي يعد الداعم الأول ماديا ومعنويا. مايحدث هل يرضي رجال النادي بقيادة الرمز والرئيس الفخري الشبابي الكبير وبقية رؤسائه الذهبيين الذين عرّفوه بالبطولات، وعرفّوا الانجازات به منذ 27 عاما، هل هذا يعني ابعاد "الليث الكبير" عن انصاره الذين يغارون عليه ويتمنون له كل خير والاستمرار بطلا كما عهدوه؟، في المرة الأولى هناك من قال ان الكرسي عُرض على رئيس النصر السابق الأمير فيصل بن عبدالرحمن الذي هاجمه الرئيس الشبابي الحالي يوما من الايام وقلل من قيمة إدارته عندما كان رئيسا للنصر، ثم طرح اسم الشرفي النصراوي عبدالرحمن الحلافي وقيل انه اعتذر، قبل ان يتداول الاعلام اسم الشرفي النصراوي عبدالله العمراني، والسؤال اين الأمراء خالد بن سعد وعبدالرحمن بن تركي بن عبدالعزيز وفهد بن خالد بن سلطان؟.. اين محمد جمعة وسليمان المالك ومحمد النويصر وطلال ال الشيخ، والأخيران حتما لن يرأسا النادي، انما على الاقل يساهمان في القرب منه واختيار الرئيس المؤهل، اين من صنع تاريخ وسمعة الشباب، وهل اختاروا الفرجة فقط من دون ان يكون لهم كلمة في ايجاد رئيس بديل ان كانت الادارة الحالية تنوي الرحيل وليس لديها قدرة على الصرف؟، ام ان الادارة الحالية لاتريد ان ترحل الا ان يكون هناك ادارة في الظل تسيطر عليها وتعود لها في الكثير من الأمور؟ ما نلاحظه الآن من اخبار يتم تداولها تصوّر لنا وكأن النادي مجرد من رجاله الذين صنعوا تاريخه وقادوه الى النجاحات الى ان اصبح بطلا خليجيا وعربيا وآسيويا، والظن ان المنصب المهم يحتاج الى من يُحرج عليه ويهديه لمن يشاء حتى لو لم يكن القادم شبابياً، ماذا لو تقدم الرئيس الحالي الذي مع ادارته خدم الشباب (ولايمكن انكار ذلك) واكمل المسيرة في البطولات المحلية باستقالته الى مكتب رعاية الشباب بالرياض وسلم النادي الى انصاره وترك الجمل بما حمل.. هل في ذلك عيب؟ ابدا سيكون الوضع طبيعياً وسيقولون شكرا وسيعود الشباب الى احضان رجاله الاوفياء، لن يدعوه يعاني من الفراغ، سيأتون من كل حدب وصوب لأنه من الصعب عليهم ان يتخلوا عنه، والكثير منهم ربما فضل الابتعاد ليس تخليا انما لشعوره ان الادارة الحالية تريد ان تديره بمفردها على الرغم من انه لايميزها عن الادارات السابقة الا انها تولت النادي في زمن طفرة العقود الرياضية والانتقالات والصخب الاعلامي غير الطبيعي، عكس الادارات السابقة التي ادارته بالتكاتف والعمل كأسرة واحدة مع كل منتمٍ للنادي، اما على صعيد الانجازات فالادارة الحالية ليست باحسن حال من اي ادارة شبابية سابقة اذا ما وضعنا بالاعتبار ان النادي لم يحقق في عهدها اي انجاز خارجي، ويحسب فقط لها النجاح التنظيمي في الاحتراف والادارة والبروز الاعلامي اكثر من اي وقت مضى.