دل بوسكي يبحث عن بدائل هجومية لاستعادة بريق المنتخب الأسباني

رغم امتلاكه أفضل لاعبي خط الوسط في العالم وسيطرته على مجريات اللعب واستحواذه بشكل هائل على الكرة دون مضايقة من منافسيه ، لم يعد المنتخب الأسباني لكرة القدم قادرا على مفاجأة ومباغتة منافسيه أو تشكيل خطورة كبيرة عليهم خاصة عندما يتكتل دفاع المنافس داخل منطقة الجزاء ليصيب أبطال العالم وأوروبا بالحيرة والارتباك.
وكان هذا تماما هو ما شهدته المباراة الماضية للفريق والتي تغلب فيها على ضيفه البيلاروسي 2/1 في الجولة قبل الأخيرة من مباريات المجموعة التاسعة بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
وأصبح الماتادور الأسباني على بعد نقطة واحدة من التأهل للنهائيات وينتظر أن يحققها الفريق في مباراة الغد أمام جورجيا في الجولة الأخيرة من التصفيات.
ولكنه ما زال يعاني من مشاكل عديدة كشفت عنها المباراة أمام نظيره البيلاروسي حيث فشل الفريق الذي يمتلك كما هائلا من النجوم بمخالف المراكز في تشكيل خطورة كبيرة على المرمى البيلاروسي خاصة في الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي.
ورغم الأداء الهجومي للفريق ، فشل المنتخب الأسباني في مفاجأة ضيوفه وكان تكتل الدفاع البيلاروسي سببا في استمرار التعادل السلبي لمدة ساعة كاملة قبل أن يفتتح صانع اللعب تشافي هيرنانديز التسجيل في الدقيقة 61 .
وقال المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني "ليس لدينا عمق (هجومي) ولكن المهم هو أننا نحقق الفوز كما نصل كثيرا للمرمى".
وبعد فوز الفريق بلقب كأس الأمم الأوروبية المالضية (يورو 2012) ببولندا وأوكرانيا ، بدأ الفريق في البحث عن سبل لاختراق خطوط دفاع المنافسين وخلق مساحات فيها ليستطيع من خلالها هز الشباك.
ورغم نجاح الفريق في اعتلاء صدارة مجموعته في التصفيات الحالية واقترابه بشكل هائل من حجز بطاقة التأهل المباشر من هذه المجموعة إلى النهائيات ، كان لالفريق نتائج غريبة على مدار مسيرته بالتصفيات ومنها فوزه الهزيل 1/صفر فقط على جورجيا والتعادل 1/1 مع نظيره الفنلندي.
وقال تشافي ، العقل الأساسي المنفذ في خطط لعب المنتخب الأسباني ، "منافسونا يدركون أننا سنعمل على امتلاك الكرة والاستحواذ عليها ولذلك يتراجعون للخلف ويحاولون التصدي لتقدمنا (إلى داخل منطقة الجزاء)" .
وأوضح تشافي نجم خط وسط برشلونة "الاعتماد على ثلاثة لاعبين فقط في خط الدفاع قد يكون الحل" في إشارة إلى أن هذا سيسمح بانطلاق أكبر للاعبي الجانبين وتشكيل ضغط أكبر على المنافس.
وعندما لعب أندريس إنييستا بدلا من ناتشو مونريال ، تولى إنييستا شغل الناحية اليسرى في هجوم المنتخب الأسباني ولعب بدرو رودريجيز نفس الدور في الناحية اليمنى ليتألق اللاعبان دفاعا وهجوما ويشكل الفريق ضغطا على ضيفه البيلاروسي.
وبينما لا تزال حيرة دل بوسكي قائمة في المفاضلة بين إيكر كاسياس وفيكتور فالديز في حراسة المرمى ، لا تزال المشكلة الأكبر التي تزعج المدرب القدير هي عدم اقتناعه بمستوى المهاجيمن الذين لجأ لتجربتهم على مدار السنوات الماضية.
وكان آخر هؤلاء المهاجمين هو ميتشو نجم سوانسي سيتي الإنجليزي والذي استدعاه دل بوسكي لصفوف الفريق في اللحظات الأخيرة بعد إصابة ديفيد فيا مهاجم أتلتيكو مدريد قبل أيام قليلة من المواجهة مع المنتخب البيلاروسي.
ولكن ميتشو فشل في التأقلم مع الفريق خلال المواجهة مع المنتخب البيلاورسي ليزيد بهذا من إصرار دل بوسكي على ضم المهاجم البرازيلي الأصل دييكو كوستا هداف أتلتيكو ومتصدر قائمة هدافي الدوري الأسباني هذا الموسم برصيد عشرة أهداف في ثماني مباريات.
وحاول دل بوسكي ضم كوستا إلى صفوف الفريق قبل مباراتي بيلاروس وجورجيا ولكن عدم منح الاتحاد البرازيلي الموافقة إلى اللاعب أرجأت حسم هذه القضية لحين استكمال الإجراءات.
وحتى الآن ، لا يزال ألفارو نيجريدو الذي سجل الهدف الثاني في مرمى المنتخب البيلاروسي هو البديل الأفضل المتاح أمام دل بوسكي.
وقال نيجريدو مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي "علينا التأهل للنهائيات أولا وبعدها سيكون لدينا الوقت لأعرف ما إذا كان المدرب سيصطحبني معه إلى النهائيات أم لا. سأعمل على أن أكون مع الفريق هناك".