اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بلاعبة التنس المصرية الصاعدة ساندرا سمير التي شاركت في بطولة أمريكا المفتوحة للتنس وسط عمالقة اللعبة. وتعد ساندرا أحد المواهب المصرية الفذة في لعبة التنس حيث فازت ببطولة أفريقيا تحت 18 عاماً وتفوقت على كل لاعبات أفريقيا لتنتقل لمستوى أعلى في بطولة أمريكا المفتوحة. ونشرت الصحيفة الأمريكية تقريراً عن اللاعبة المصرية البالغة 15 عاماً وتحدثت خلاله عن المواهب التي تأتي من دول البحر المتوسط في ظروف مختلفة عن التي تحيط بنجوم لعبة التنس العالميين والمعروفين الذين يعيشون في مدن كبرى مثل كاليفورنيا وفلوريدا وغيرها من المدن الكبرى. وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن ساندرا عاشت في مناخ جيد حيث تعيش في منزل بالقرب من أهرامات الجيزة الساحرة، حتى أن غرفة منزلها تطل على الأهرامات. وعن معيشتها بجوار أهرامات الجيزة علقت ساندرا قائلة: "بالنسبة لمعظم الناس فرؤية الأهرامات شيء خاص جداً يتمنى الجميع رؤيته، وبالنسبة لي هو شيء اعتدت أن أراه كل صباح". وذكرت الصحيفة في تقريرها أن مصر تشتهر بعدة أشياء منها حب شعبها لكرة القدم، ونجومها العالميين في لعبة الإسكواش، لكن لعبة التنس لا تأخذ حقها على ضفاف النيل وفي بلاد الأهرامات. وواصلت الصحيفة الأمريكية في تقريرها عن ساندرا الحديث عن قدراتها الكبيرة في لعبة التنس حيث أشارت إلى أن اللاعبة المصرية تسعى لزيادة اهتمام المصريين بالتنس من خلال تألقها وإنجازاتها،فقد نجحت ساندرا في الفوز ببطولة أفريقيا للناشئين تحت 18 عاماً. وبعد فوز ساندرا بالمجموعة الأولى على ناكيتا باينز اضطرت اللاعبة المصرية للانتظار 6 ساعات بسبب هطول الأمطار لتخسر في الجولة الثانية 3-0 ولكنها استعادت قوتها وفازت 7-6 و 6-4 و 6-3. وعن هذا الانتصار قال والد اللاعبة المصرية سامح: "لديها قلب قوي، هكذا هي دائماً". كما نشرت الصحيفة معلومات عن أسرة ساندرا حيث ذكرت أن والدها سامح هو ضابط شرطة متقاعد ويمتلك حالياً مدرسة لتعليم الغوص، ووالدتها إيمان عبد الباسط هي عازفة في أوركسترا القاهرة السيمفوني، والتقى والد ووالدة اللاعبة في إشارة مرور وتزوجا بعد ذلك بأشهر قليلة لينجبان النجمة المصرية في عالم التنس. وبدأت مسيرة ساندرا مع التنس عندما كان عمرها 5 سنوات حيث كانت تلعب مع والدها الذي يجيد هذه اللعبة بعد أن تعلمها في فرنسا عندما كان يعيش هناك مع أسرته. ولعبت ساندرا مع أختها البالغة 19 عاماً التي سبقتها لملاعب التنس ولكن من باب الهواية وليس الاحتراف، لكن ساندرا وقعت في حبس التنس والملاعب الرملية لتحترف اللعبة. وأشرف والدها الذي يعرف لعبة التنس جيداً على ساندرا عندما كانت في سن ال 13 عاماً حيث تدرس في مدرسة سانت جوزيف بالقاهرة لتجيد اللغة الإنجليزية والفرنسية وتنجح في اجتياز كل منافسيها في شمال أفريقيا. كما تحدث التقرير أن الاضطرابات السياسية التي تشهدها مصر أربكت حسابات ساندرا واضطرت لتغيير جدول مواعيد تدريباتها، كما جلست في منزلها 4 أعوام دون أن تجد فرصة للنزول بسبب الأحداث. وعن هذا قالت ساندرا: "في المنطقة التي أسكن بها بجوار الأهرامات لا توجد مشاكل، ولكن المشكلة في الطريق إلى الأندية التي أتدرب فيها في وسط القاهرة". وشاركت ساندرا في عدة بطولات دولية في تونس وجنوب أفريقيا وكينيا وتفوقت على كل منافسيها ليصبح واضحاً للجميع أنها ستنتقل لمستوى منافسة أعلى وأكبر. وأضافت ساندرا المصنفة 52 عالمياً على مستوى الناشئين: "كنت أحب دائماً أن أكون بطلة لمصر وأفريقيا، ولكن الأن وصلت إلى ذلك ولدي أهداف أخرى أسعى لتحقيقها. وفي شهر ديسمبر الماضي انتقلت أسرة ساندرا إلى إرفين في كاليفورنيا لتنضم اللاعبة لأكاديمية التنس في المدينةالأمريكية وتدرب على أعلى مستوى. وسبق ساندرا إلى أمريكا أخوها التوأم كريم الذي انتقل إلى فلوريدا ليبدأ رحلة مصرية أخرى مع التنس ويحلم بأن يسير على درب البطل المصري السابق إسماعيل الشافعي الذي فاز على النجم السويدي بيورن بورج في الدور الثالث لبطولة ويمبلدون عام 1974. وقال كريم شقيق ساندرا: "نتمنى أن تطور لعبة التنس في مصر، لدينا تحديات كثيرة، ونحن نهتم جداً بالتنس ونأمل أن نساعد اللاعبين المصريين في هذه اللعبة". وخسرت ساندرا مباراتها الأخيرة في بطولة أمريكا المفتوحة للتنس أمام بليندا بينستيش بنتيجة 6-2 و 6-2 يوم الثلاثاء الماضي قبل أن تفوز في مباراة أخرى للزوجي. وأشارت ساندرا إلى أنها ستعود إلى كاليفورنيا مجدداً وتأمل أن تطور في البطولات القادمة أكثر من ذلك، وأنهت اللاعبة المصرية حديثها قائلة: "أحب أن أكون لاعبة تنس تمثل مصر، أحب مصر لأنها بلدي وأحب أن أعيش هناك دائماً".
