في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. ربما تكون هذه المباراة هي النسخة المعدلة من قمم الثمانينات والتي كانت تركن أكثر للتعادل أو خطف هدف أختلفت الظروف والمعطيات وأعذر اللاعبين تماما وأقدر لهم مجهودهم في ظل صعوبة اللعب على ملعب الجونة وأري أن النتيجة كانت عادلة لحد كبير وتقاسم الفريقين السيطرة على شوطي المباراة ..كان طولان الافضل تكتيكيا في الشوط الاول .. وساعدت مهارات لاعبي الأهلي يوسف في الشوط الثاني. سيناريو اللقاء لعب طولان بتكتيك مغامر حيث إعتمد صراحة على إرتكاز دفاعي وحيد ولعب 4-1-4-1 بشكل متوازن وبدأ بعبدالشافي وسليمان وفتح الله وسمير في الدفاع أمامهم إرتكاز دفاعي صريح نور السيد ثم الرباعي عبد الملك وعمر جابر وإسلام عوض ومحمد إبراهيم خلف رأس الحربة أحمد جعفر. في المقابل لعب الاهلي 4-2-3-1بعد عودة تريكة حيث إعتمد على فتحي وجمعة وسعد سمير ومعوض في الدفاع ثم ثنائي إرتكاز شهاب وعاشور خلف الثلاثي السعيد وسليمان وتريكه ولعب عبدالظاهر كرأس حربة. جزيئات بسيطة هي من تغير في قرائتك للخطة وهي لا تعتمد على أسماء وأدوار اللاعبين بقدر ما تعتمد على أماكن تواجدهم في الملعب بشكل مستمر ومن هنا يمكن أن نعرف كيف لعب طولان. اللعب على أربعة خطوط حيث مثل نور السيد خطا وحيدا أمامه رباعي منتشر بعرض الملعب ولم نشعر بتواجد جابر وإسلام معه على نفس الخط كثيرا بل كانا يقوما بدعم المنطقة الأمامية وتركا مهمة الاجنحة الدفاعية والهجومية لإبراهيم وعيد. مغامرة طولان في أن يلعب بإرتكاز دفاعي صريح في ظل رجوع تريكة لللعب في منطقة إرتكاز الخصم حيث أنه بهذا سيجعل من نور السيد مراقبا له بشكل دائم ولكن طولان لم يخشي المغامرة وإعتمد في نفس الوقت أن يراقب جابر وعوض شهاب وعاشور ويقف إبراهيم وعيد أمام فتحي ومعوض. الفيديو القادم يوضح كيف لعب طولان 4-1-4-1 بمغامرة رقابة إرتكاز الفريق الوحيد( نور السيد ) لتريكة: في المقابل كان لاعبي وسط الأهلي في حالة غير معتادة من السوء وبالرغم من هذا فقد إستطاعوا تبادل الكرات مع تريكة في فترات قليلة وضرب تكتيك طولان من خلال إختراق بسيط يمكن أن تعود لمشاهدته في الفيديو السابق كان سهلا جدا أن يدخل السعيد للعمق بجوار تريكة وكان بهذا سيخلق مشكلة كبيرة لوسط الزمالك حيث سيضطر معه عبدالشافي للدخول في العمق وهو ما يعني إنفراد فتحي بمحمد إبراهيم ولكن العكس هو ما حدث محمد إبراهيم قدم دورا هجوميا رائعا مستغلا تقدم فتحي ومع شبكة الزمالك في الشوط الاول وعدم دقة التمريرات كان إبراهيم هو نجم الشوط الأول بلا منازع. لا أستطيع أن ألوم طولان على تغييراته فبالتأكيد كم المجهود الذي بذله لاعبي الزمالك في الشوط الأول كان سيجبره على التغيير ولكني كنت أري أن عمر جابر قادرا على البقاء فترة أطول بكثير كما أن تغيير محمد إبراهيم كان مبكرا جدا. في المقابل جاءت تغييرات يوسف بمثابة تنشيط لوسط الأهلي خاصة في الجزء الهجومي والغريب أن ربيعة وتريزيجيه قدما أداء ( أكثر طاقة ) من سليمان والسعيد بالرغم من مهارة الأخيرين الهجومية الأعلى. أستطيع أن أقول أنه بدخول أحمد حسن وشيكا ( غير المبرر ) فقد الزمالك أسلحته الهجومية وقدرته الدفاعية على الأطراف وفي العمق وبات سعيد ونور فريسة سهلة للاعبي وسط الأهلي وهو ما واضح في تناقل للكرة بدون مشاكل للاعبي الأهلي في الشوط الثاني. تغيير دومنيك هو التغيير الذي تحدثت عنه جماهير الأهلي كلها وبالطبع أنا معهم وكنت أتمني أن يدخل بجوار حمدي ويخرج تريكة في أخر 10 دقائق حيث كان الزمالك غائبا بدنيا تماما .ولكن حسابات يوسف في عدم الهزيمة كانت أكبر من الفوز. أخيرا ..شاهدت مباراة ليوباردز وأورلاندو وبالفعل يستطيع قطبي الكرة المصرية الوصول للمربع الذهبي بسهولة ولا أبالغ إذا قلت أني أتوقع أن النهائي سيكون مصريا إذا إستمر مستوي الفريقين في صعود ..فقط يحتاجان لمبارايات إعدادية قوية وقراءة جيدة لنقاط ضعف منافسيهما. للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك