في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. العنوان ربما يبدو غريبا بعض الشىء ولكن لإن الكلاسيكو دائما ما يضفي أجواء وأفكارا جديدة ليس فقط لإي أرض البرنابيو أو الكامب نو ولكن يلقي بسحره دائما على كل محللين كرة القدم لذا وددت أن اشيد بصفة خاصة بالرجل الذي أنهي مهمته على اكمل وجه .. جوزيه مورينيو. قبل عامين ونصف تقريبا كانت الأجواء في اسبانيا تدل على لون واحد فقط إسمه البلوجرانا وعلى الرغم من كتيبة النجوم التي إكتظ بها الميرنجي إلا أن لاماسيا كانت دائما في المقدمة مع بيب جوارديولا حتي إستطاع فلورنتينو بيريز إستقدام ما كان ينقص الريال .. الوحيد أو الإستثنائي القادر على إيقاف سحرة برشلونة وتعديل الكفة من جديد. أتخيل الإتفاق الذي حدث بين مورينيو وفلورنتينو قبل عامين ونصف في مكتب الأخير الانيق بمدريد وهو يدق بيده على مكتبه موجها كلمة واحدة لمورينيو ..لك كل ما تريد شرط أن تنهي أسطورة برشلونة.. والإستثنائي يضحك بإبتسامته المعهودة ويغلق إحدي عينيه موافقا بيريز. كلاسيكوهات كثيرة ونتائج غير مقبولة وأداء غير مرضي لعشاق الميرنجي في البداية اما برشلونة ولكن في كل مرة يلعب فيها مورينيو أمام برشلونة كان اكثر تمرسا وحنكة حتي صار يلعب في الكلاسيكو كما لو كان يلعب الجولف في الولاياتالمتحدة أثناء إجازته السنوية .. حتي جاء ليل 26 فبراير 2013 لينهي أسطورة برشلونة ويخرج من أرض المعلب مهاتفا فلونتينو بيريز القابع في أعلي مدرجات الكامب نو بجوار ساندو روسيل ورئيس الميرنجي يستمع لمقولة Misión De Hecho.. إنتهت المهمة. سيناريو اللقاء ليس مهما إسم المدرب ولكن شخصيته وقدراته هي من تحكم فمورينيو بدأ كما بدأ رورا كمترجم ثم محللا للأداء ولكن هناك فارق بين شخص يحمل فكرا كبيرا وبين أخر يمتلك قدرات محدودة لذلك كان امام مورينيو فرصة ذهبية لمحاكاة مباراته أمام مانشستر الأسبوع القادم في الأولدترافورد بنفس الظروف حيث يحتاج لتسجيل هدف خارج قواعده. بدأ مورينيو بنفس تشكيلته على الورق 4-2-3-1 بوجود أربيللوا وراموس وفاران وكوينتروا ثم ثنائي إرتكاز ألونسو وخضيرة ثم الثلاثي أوزيل ودي ماريا ورونالدو خلف رأس الحربة هيجواين. في المقابل لم يستفد رورا أو فيلانوفا من ظروف المباراة وهذا ما نقوم بشرحه بعد توضيح تكتيك الفريق ( والذي تعرفه انت عزيزي القارىء ) 4-3-3 بالرباعي ألبا وبيكي وبويول وألفيس ثم بوسكيتس وفابريجاس وشافي ثم إنيستا وميسي وبيدرو في الأمام. لو أراد رورا عمل بروفة لمباراة الميلان كان يجب عليه إشراك ديفيد فيا من البداية فالأحمق فقط هو من يكرر الخطأ مرتين ولو أراد ان يصل للنهائي وهو متقدم في لقاء الذهاب لما قدم كل هذه الاخطاء في أداء فريقه وكأن برشلونة يلعب وحيدا في الملعب. لم يعد صعبا على مورينيو والفرق الكبيرة ( جهدا ) مواجهة برشلونة في ظل عدم معالجة الأخير لثغراته على مدار سنتين في عدم وجود قلب دفاع بديل وسريع والإكتفاء في كل مرة بحشد منطقة الوسط في ظل الإقتناع بمستوي خريجي لاماسيا. قام مورينيو بتغير تكتيك اللعب من خلال الدفاع المتقدم جدا ومع تقدم أوزيل للعب بجوار هيجواين للضغط علي بويول وبيكي .. وعندما يتسلم الميرنجي الكرة يتراجع اوزيل للخلف أو إلي أحد الأطراف تاركا الفرصة لرونالدو لإختراق العمق بسرعة صاروخ الماديرا ساعده في هذا سهولة حركة هيجواين الذي إشترك بدلا من بنزيمة خطيئة لقاء الذهاب .. " الأحمق فقط هو من يكرر خطأه مرتين". ما الجديد فيما سبق ؟ .. الجميع حاول إختراق برشلونة عن طريق المرتدات من قبل ولكنهم كانوا يفشلون ولكن لماذا كانوا لا ينجحون سابقا فيما بات الطريق الان لمرمي برشلونة أسهل ما يمكن. أشياء كثيرة بالإضافة إلي غياب أبيدال وفشل أدريانو وألبا في تعويض غيابه دفاعيا وإهتزاز مستوي بيكي وبويول ( ليس فقط في مباريات الكلاسيكو ) كان السبب الأهم هو فقدان برشلونة لميزته الدفاعية الكبري ألا وهي الضغط المبكر. قديما كان لاعبي برشلونة يضغطون منذ فقدان الكرة بشكل منظم وفعال والجميع يضغط في نفس الوقت ولكن ما يحدث الان ضغط ( بالعيون فقط ) إما أن يضغط بعض اللاعبين مثل ألبا وفابريجاس وألفيس وبوسكيتس فيما لا يقوم إنيستا وميسي وشافي بنفس المجهود السابق. في كل ما سبق لم يكن صعبا على مورينيو تدريب لاعبيه جيدا على كيفية إستغلال ثغرات برشلونة فالكتالونيين كانوا يقومون بمحاولة معالجة الخطأ بخطأ أكبر فكما قلنا في الهجوم المرتد على البلو جرانا لا يوجد ضغط مبكر لإسترجاع الكرة ومحاولة إراحة الدفاع من مشاكله وحتي في حالة تعطيل المرتدات وتحويله إلي هجوم منظم كان يتراجع ( بوسكيتس ) بشكل كبير لمعاونة بيكي وبويول لتعويض فارق السرعات وبذلك يصبح برشلونة بلا إرتكاز. إشتراك شافي كان كارثيا لإن مايسترو لاماسيا لم يقم بأي دور دفاعي لمساندة بوسكيتس وفي ظل تقدم فابريجاس للأمام ومحاولة لعب دور رأس الحربة الوهمي مع تراجع ميسي للخلف كان وسط الملعب بلا لاعبين. الفيديو التالي يوضح الجزء التكتيكي الخاص بالفارق بين أداء برشلونة الدفاعي وأداء الريال وكيفية إستغلال الإستثنائي لثغرات برشلونة: حتي الأجانب يأخدون بالأسماء فخروج فابريجاس ودخول فيا لم يكن غير مفيد فنيا للفريق فبالرغم من ضرورة تواجد فيا كرأس حربة صريح ولكن كان يجب خروج شافي وتحويل ميسي إلي جناح أيسر للضغط على أربيللوا وخلفه إنيستا. دخول تيو بديلا لبيدرو كان أكثر فظاعة لإن رأيي المتواضع ان تيو تواجد خطأ في برشلونة وأسلوب لعبه لا يتناسب مع طريقة اللعب ولمسته الاخيرة في اغلب الأوقات فردية أما دخول تياجو إلكانترا بديلا لشافي كان الكارثة الكبري فكان لا بد من تواجد سونج القوي دفاعيا واللعب ب 4-2-1-3 لغلق شوارع كتالونيا. في المقابل كانت تغييرات مورينيو نفسيه بشكل غير معقول ففي البداية لعب كاييخون بديلا لهيجواين ( لاحظ أنه لم يشرك بنزيمة ) ثم أشرك إيسيان وبيبي كمدافعين في الوسط بديلين لأوزيل وألونسو تخيل مدي التأثير النفسي على لاعبي برشلونة في ظل تواجد ديناصورات مثل بيبي وإيسيان في خط الوسط في الوقت الذي فشلوا فيه في التعامل مع ألونسو وخضيرة. جيد أن تتعامل إنسانيا مع مدربك في محنته ولكن بدون ان يكون ذلك على مصلحة فريقك فال What's up لا يصلح لقيادة فريق بحجم برشلونة .. وفي الجانب الأخر كان فلورنتينو بيريز يرد على مورينيو برسالة على هاتف الأخير تقول Especial-Uno Es Mourinho. للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك