أبى النصر إلا أن يلحق بشقيقه، وجاره الهلال في المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد الأمين «حفظه الله» بعد أن تجاوز مستضيفه الرائد في القصيم بهدفين نظيفين كانا كفيلين بتأكيد ترشح النصر للمواجهة الختامية. وكانا كفيلين أيضاً بإثبات تطور النصر فنياً، وتعافيه من الوعكة الصحية التي أعطبت الكثير من قواه على مدى سنوات طويلة ظل خلالها بعيداً عن المنافسة، وتحقيق الألقاب في مشهد لم يعتده عشاق النصر كثيراً ولا متابعي الكرة بمختلف ميولهم باعتبار النصر أحد الركائز الرئيسة لكرة القدم في بلادنا منذ الأزل. النصر تأهل للمباراة الختامية لملاقاة الهلال الذي سبقه في الترشح على حساب الفيصلي بالمجمعة في مواجهة كانت صعبة للغاية أفلت منها الهلال بشق الأنفس رغم الأفضلية الواضحة للفيصلي الذي أهدر الكثير من الفرص المتاحة له أمام المرمى. ومثل هذه المستوى المتذبذب للهلال يأتي امتداداً لما قدمه في المباريات الدورية السابقة والتي كان خلالها تائهاً في الجانب الفني يفتقد الكثير من مقومات التألق سواءً كان ذلك على المستوى الجهاز الفني أو للإفتقاد العناصري لبعض خانات اللعب التي بان ضعفها بشكل واضح ولم يستطع الجهاز الفني السابق علاجها بطريقة أو بأخرى فتسببت في إفقاد الفريق لهويته الفنية التي اعتادتها جماهيره الكبيرة، والتي من خلالها أبهر المتابعين بجماليات كرة القدم على صعيد الأداء المتميز، وعلى صعيد النتائج الباهرة التي جلبت له الكثير من المنجزات المحلية، والخارجية فوضعته زعيماً للقارة بأسرها. مواجهات الهلال بالنصر في مسابقة كأس سمو ولي العهد في السنوات الأخيرة شهدت سيطرة هلالية مطلقة لم يسجل خلالها النصر أي حالة انتصار في وقت كان النصر معتلاً فنياً غير متكامل عناصرياً أما وقد تعافى الفريق من تلك الحالة الهزيلة فإن مواجهة الختام تأتي بصورة مغايرة تماماً لكل ما سبق فالقوى هنا متوازنة، والمعطيات في الجانبين متكافئة، والغلبة من المتوقع أن تكون لمن يستطيع أن يعمل على تهيئة الجوانب النفسية للاعبين بشكل أكثر كمالاً. الآمال تتنامى في الجانب «الأصفر» لدى القائمين على النصر، والمحبين له باعتبار فريقهم بات الأكثر تطوراً مع قدوم مدربه كارينو والذي أحدث نقلة نوعية في الأداء الفني حين استطاع مزج العديد من عناصر الخبرة بحيوية الشباب التي أظهرت نفسها بشكل جميل فكان الأداء الفني متناغماً للغاية ممتعاً داخل المستطيل الأخضر ولا يمكن مع هذا التكامل الرائع أن تتوقع خسارته لأي من المباريات مهما كان مستواه الفني كما حدث في لقاءه الأخير بالرائد، والتي لم يكن بالصورة المطلوبة. ومهما كانت نتيجة اللقاء كما حدث في لقاء التعاون حين استطاع تحويل خسارته بهدفين لفوز بثلاثة، وهو الأمر الذي يجعل جماهير النصر العاشقة أكثر اطمئناناً على حال فريقها قبل موقعة الحسم مع الغريم التقليدي. بين تطور النصر الواضح، وتذبذب الهلال الظاهر معادلة تبدو صعبة للغاية ليس من السهولة حل الكثير من تركيباتها، وربما نحتاج معها لوقت قد يطول، وقد يبلغ أشواطاً إضافية أو تزيد لمعرفة من يحمل اللقب. باختصار فرض المنطق نفسه، وترشح الهلال، والنصر لمباراة القمة على كأس غالية اعتاد عليها الهلال كثيراً وارتبطت به طويلاً، و يتطلع النصر لانتزاعها من شقيقه مهما كانت الصعوبات في «دربي» يعيد لنا ذكريات الزمن الجميل.