تحليل ع الطاير .. هي نوعية تقارير ينشرها Yallakora.com عقب كل مباراة جماهيرية سواء كانت محلية او عالمية سنستعرض فيها ابرز احداث المباراة من وجهة نظر المحرر في سطور قليلة بالإضافة الي اختيار نجم المباراة وسبب ذلك في اخر التقرير. وموعدنا اليوم مع مباراة الذهاب في الدور نصف نهائي لدوري ابطال افريقيا والتي فرط فيها النادي الاهلي في فوز في متناول اليد بعدما اكتفى بالتعادل الايجابي مع مضيفه صن شاين بطل نيجيريا بنتيجة 3-3. البدري فرط في استغلال سيناريو الشوط الاول - رغم الغيابات العديدة التي عاني منها الاهلي قبل اللقاء واهمها غياب سيد معوض الظهير الايسر، واصل حسام البدري اعتماده على طريقة 4-2-3-1 بوجود جمعة ونجيب كقلبي دفاع وشديد قناوي في اليسار بدلا من معوض وفتحي في اليمين، في حين تولى غالي وعاشور مسؤولية لاعبي خط الوسط وامامهما الثلاثي عبدالله السعيد ووليد سليمان وجدو خلف المهاجم الاوحد والعائد من الغيب الطويل السيد حمدي. - وقبل ان اخوض في سيناريو المباراة، كنت اعتقد انه كان لزاما على البدري اجراء تغيير في خطته لهذه المباراة بالعودة الى 3-5-2 خاصة في ظل غياب معوض والذي في – وجهة نظري الشخصية – اهم لاعب حاليا في دفاع الاهلي عندما يعتمد على 4 في الدفاع، فهو الوحيد القادر على التغطية العرضية لداخل الملعب اضافة الي التغطية الطولية على الخط، وغيابه عن مباراة صن شاين كان لينقص الدفاع الكثير مما يتطلب تأمين زائد. - نقطة اخرى كانت لتجبر البدري على تغيير خطته للاعتماد على 3 في الدفاع هي المستوى البدني لوائل جمعة في الفترة الاخيرة والذي تراجع بفضل عامل السن وان بقت الخبرة هي النقطة المميزة في صخرة الدفاع الاهلاوي، ولذلك كان الدفع بسعد سمير بجانب جمعة ونجيب امرا من شأنه ان يعطي صلابة دفاعية للفريق اكثر خصوصا اذا تطرقت ايضا للحديث عن الثغرة الدفاعية الواضحة في خط الوسط بفضل عدم ثبات مستوى حسام غالي بالدرجة الاولى وحسام عاشور بالدرجة الثانية، ولكن تبقي اختيارات البدري حرية شخصية له وبالطبع يتحمل تباعتها سواء من النواحي الايجابية او السلبية. - لم يكن اشد المتفائلين في جماهير الاهلي يتوقع ان يتقدم الفريق بهدفين نظيفين بعد مرور 30 دقيقة فقط من بداية المباراة، فسيناريو مثل ذلك لم يكن ولا حتي في الاحلام ولكنه اصبح حقيقة وشعر به الجميع بعد ان لمسنا تواضع مستوى خط وسط وخط دفاع وحارس مرمي الفريق النيجيري. - فقلة الجماهير وعدم وجود أي ضغوط نفسية في اللقاء على الاهلي جعل الامور ترتكن الى الشق الكروي فقط بعيدا عن أي امور نفسية اخرى، وهو امر من المفترض ان يصب في جانب الجهاز الفني الذي يبدأ في العمل بكل ارتياحية وهدوء. - ولكن رغم ذلك، بدأ الاهلي في الانهيار فنيا في اللقاء بعد هدفه الثاني، فلم تمر دقائق قليلة حتي تلقى الفرق هدفا ساذجا للغاية بعدما ابى غالي ان يضغط على تامين لاعب صن شاين وهو متجه نحو منطقة ال18، ثم تباطأ جمعة في غلق مساحة الرؤية للتسديد ليجد لاعب صن شاين الفرصة امامه كافية للتسديد وبشكل مقوص ايضا. - الهدف اعطي الفريق المضيف دفعة معنوية هائلة بعدما شعر بأن احراز هدف في الاهلي العملاق ليس بالشيء الصعب كما كان متخيل، وزادت هذه الدفعة المعنوية بعد مسلسل الفرص الضائعة في الدقائق الاخيرة للشوط. - بنهاية الشوط الاول والدخول الي غرف اللاعبين، تبدو الامور رائعة للأهلي، فالفريق متقدم في النتيجة 2-1، وامامه شوط كامل اخر يستطيع فيه الحفاظ على النتيجة او توسيعها اذا سنح الامر، ولما لا وانت تواجه فريقا يعتبر من اسهل الفرق التي يمكن ان تقابلها في نصف نهائي بطولة كبيرة مثل دوري ابطال افريقيا. - كان على البدري استغلال ال15 دقيقة الاستراحة بشكل افضل خصوصا من جهة التغيرات، فمستوى خط الوسط في الفريق الاهلاوي لم يكن مبشرا على الاطلاق في الشوط الاول رغم التقدم، ولذلك كان لزاما ان يتم تأمينه بلاعب ثالث حتي ولو بعد مرور 15 دقيقة من الشوط الثاني. - واريد هنا التحدث باستفاضة قليلا عن حسام غالي، فاللاعب يقدم اداء جيدا في الشق الهجومي خصوصا وانه يتمتع بلمسات لاعب موهوب، ولكن يبقي دور لاعب خط الوسط دفاعي بشكل اكبر منه هجومي اللهم الا اذا كانت تكليفات الجهاز الفني تقتضي بالاعتماد على لاعب واحد فقط في الوسط في الناحية الدفاعية. مشكلة غالي الاساسية انه اسلوب لعبه مهاري واستعراضي اكثر منه جدي، وهذا ما يكلفه خسارة الكرة في العديد من المواجهات الثنائية. كما ان التغطية العكسية في الدفاع اذا كان مكلفا بها لا تزيد بأي حال من الاحوال عن 30% مما يجعل أي منافس للأهلي يستحوذ علي منطقة نصف الملعب في اغلب اوقات المباراة. - وربما كان ضعف اداء غالي الدفاعي يتم تعويضه بقدرات حسام عاشور الدفاعية الكبيرة، ولكن ماذا سيفعل الاهلي اذا هبط اداء عاشور ايضا؟ وهذا ما حدث بالفعل امام صن شاين، فأداء عاشور غير الجيد بشكل عام في اللقاء اضاع خط الوسط تماما في الفريق الاحمر ولذلك وجدنا لاعبي صن شاين ينطلقون بكل حرية في الشوط الثاني. - نضيف الى ذلك نقص المخزون البدني لخط الدفاع وبالأخص وائل جمعة، ويمكن الاستدلال على ذلك بهجمة لصن شاين انطلق بها احد لاعبيه من الجبهة اليمني للاهلي وكان جمعة ملاصقا له ولكن فارق السرعة بين اللاعبين كان واضحا للغاية مما اهل للاعب الفريق النيجيري ان يكسب المواجهة الثنائية مع مدافع الاهلي. - في ظل كل هذه المعطيات، لم يكن غريبا ان يتمكن صن شاين من هز شباك الاهلي مرتين في الشوط الثاني خاصة في ظل هذا العدد من المحاولات التي وصل بها الى مرمي شريف اكرامي الذي لولا ابداعه في بعض الكرات لخرج الاهلي خاسرا ايضا. - تغيرات البدري في الشوط الثاني كانت تقليدية للغاية، فنزول دومينيك بدلا من المجتهد السيد حمدي لم يضف أي شيء للفريق، كما ان تغيير سعد سمير كان مردودا عليه في اول فقرة تحدثنا خلالها في وجوب تغيير خطة اللعب منذ البداية بالأساس طالما غاب سيد معوض وعدم قدرة شديد قناوي على تطبيق الشق الدفاعي في طريقة 4 بالشكل المطلوب. السيد حمدي نجم المباراة يستحق السيد حمدي ان يكون نجم المباراة نظرا لما قدمه خلال الدقائق ال60 التي شارك فيها، فاللاعب الذي كان بعيدا للغاية ليس فقط عن تشكيل الاهلي الاساسي ولكن عن دكة بدلائه ايضا، اثبت انه مهاجم يمكن الاعتماد عليه بعدما كان افضل بديل للغائبين اوسو كونان وعماد متعب، بل لكي اكون منصفا فاني ارى السيد حمدي قدم اداء افضل من ذلك الذي قدمه كونان او متعب خلال مباريات دور المجموعات. لاعب بتروجيت السابق تمكن من التحرك في جميع اجزاء الملعب حيث اخترق دفاع صن شاين من اليمين واليسار والعمق، وكلل مجهود الكبير بهدف ولا اروع من نوعية اهداف التفكير وليس اهداف القوة. للتواصل مع الكاتب عبر الفيسبوك .. برجاء الضغط هنا للتواصل مع الكاتب عبر تويتر .. برجاء الضغط هنا