في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. ما أقواها من بداية لدروي أبطال أوربا بين بطلي أقوي مسابقتين بطل الدوري الأسباني ونظيره الإنجليزي وعلى ملعب عريق إسمه سانتياجو بيرنابيو وما أجمل أن تجد سيلا من الأفكار التكتيكية بين إثنين مثل مورينيو ومانشيني وبقي للدون البرتغالي أن يضع كلمة النهاية بنفسه لينقذ الريال من الدخول في نفق مظلم ويعطي لفريقه أغلي ثلاثة نقاط هذا الموسم .. لسبب بسيط أن هذا الفوز جعله يعود إلي ( تراك ) الإنتصارات مرة أخري. سيناريو اللقاء فاجأ مورينيو الجميع بعدة تغييرات على التشكيل والخطة ويبدو أن رسالة مارسيللو له بتغيير أسلوب اللعب كانت خاطئة من حيث إختيار عناصر لا تعطي الريال الفوز وإنما السيطرة فقط على وسط الميدان. إعتمد المو على 4-3-3 دون فلسفة ففي الدفاع لعب مارسيللو وبيبي وفران وأربيللوا أمامهم الثلاثي ألونسو وخضيرة وإيسين كإرتكاز دفاعي ثم رونالدو ودي ماريا وهيجوايين في الهجوم ونلاحظ مفاجأتين ( إيسيين وفران ) وتغيير أسلوب اللعب في الريال. أما روبرتو مانشيني فقد إعتمد على 4-5-1 وهي فرصة ذهبية سنشرحها لك عزيزي القارىء لكي نوضح الفارق بينها وبين 4-2-3-1 وأعتمد المدرب الإيطالي على كليشي وكومباني وستانيتش ومايكون في الدفاع ثم الخماسي باري وجارسيا وتوريه ونصري وسيلفا في الوسط ولعب تيفيز كرأس حربة متقدم. كما قلنا من قبل أسلوب لعب بثلاثي إرتكاز دفاعي بحت يتيح لك فرصة إقتناص الكرات بسرعة في حالة فقدانها وهو ما تميز به خط الوسط للميرنجي خاصة في العشرين دقيقة الأولي ومع عدم وجود صانع لعب بالمعني المفهوم إعتمد الريال على الكرات الطويلة للجناحين وخوض سباقات سرعة طويلة وقصيرة مع ظهيري الجنب لبطل الدوري الإنجليزي. كان مهما جدا أن يتعاون الأجنحة دي ماريا ورونالدو مع مارسيللو وأربيللوا والتعاون هنا بدخولهم للعمق أثناء الهجوم لفتح زوايا التسديد أو للتمرير بسرعة أثناء إنطلاق ظهيري الريال وهو ما سيوفر دعما هجوميا في الجزء الأمامي الذي لا يتواجد فيه إلا لاعبين فقط مع حامل الكرة. بينما أتقن دي ماريا تنفيذ هذا الجزء ببراعة ولعب دور صانع اللعب من مركز الجناح ولم يصبح جناحا صريحا فضل رونالدو التسديد في كل مرة تتاح له الكرة وكان الأقل تعاونا مع مارسيللو في المقابل لعب أربيللوا أحد أفضل مبارياته من الناحية الهجومية مع الريال. فيديو يوضح دور دي ماريا دي ماريا by ayman100100 4-5-1 ام 4-2-3-1 كثيرين يخطئون في الخلط بينهم ولكنها ببساطة تعتمد على أسلوب ( رص ) اللاعبين ففي الأولي يتخذ اللاعبون شكل نصف قوس قمته تكون قريبه من رأس الحربة وهو الدور الذي قام به يايا توريه والمهم فيه أن يحدث ( إمتطاط ) جماعي أثناء الهجوم بينما في الخطة الثانية يلعب الفريق على خط عرض أفقيين ... هذا هو الأسلوب العام في شكل الخطتين. بينما كنت أحاول سببا لوجود يايا توريه في قمة ( القوس ) فاجأني الإيفواري بمستوي مبهر لم يقدمه حتي أيام برشلونة فلاعب الإرتكاز الدفاعي والذي كان قريبا من قلبي دفاع الفريق الكتالوني ظهر كأنه (بولت ) أثناء التحول من الدفاع للهجوم .. الأهم من كل هذا أنه لا يقوم سوي بما يستطيع فعله في حالة تضييق الخناق عليه بدلا من ( القيام بألغاز ) تعرض فريقه لقطع الهجمة ويتحول إلي الدفاع بدلا من الهجوم. فيديو يوضح دور توريه توريه by ayman100100 بالرغم من التقدم والتعادل والخمس دقائق المجنونة فإن كرة القدم أثبتت أن لأصحاب المهارات الخاصة الكلمة العليا فمع خروج خضيرة وإيسيين ودخول مودريتش وأوزيل لم تتغير فقط الخطة ولكن تغير معها مكان الكرة. دخول أوزيل ومودريتش أضاف للريال صانعين للألعاب يجيدان التصرف بالكرة قرب منطقة الجزاء والتمرير السليم تحت ضغط في مسافات ضيقة وهو ما كان يفتقده الميرنجي بتواجد خضيرة وإيسيين وهو ما جعل السيتي يتراجع إلي حدود منطقة الجزاء وبالتالي ظهرت مساحات كافية للاعبين مثل مارسيللو ورونالدو للتسديد. كان من المفترض أن يلجأ لاعبي السيتزن إلي الضغط المبكر على ألونسو الذي أصبح وحيدا ولكن قدرات تيفيز الذي لعب خلف دزيكو كانت مختلفة عن توريه الذي تراجع ليلعب مع ثنائي إرتكاز خط الوسط الفوز أنقذ الريال كما قلنا من الدخول في نفق مظلم ولكن الهزيمة كانت ظالمة للسيتزن الذي إستطاع لاعبوه تقديم عرضا قويا أمام الميرنجي وأعتقد أن رجوع بالوتيللي وأجويرو سيعطي شكلا أكثر إكتمالا لفريق مدينة مانشستر. للتواصل مع الكاتب عبر الفيسبوك اضغط هنا