في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ. والرحلة الأجمل التي ينتظرها أي مشجع لكرة القدم مهما كانت دولته أو إنتماؤه هي رحلة كلاسيكو العالم وليس أسبانيا فقط برشلونة والريال وسريعا ننتقل لمحطة الكلاسيكو الكبير.
سيناريو اللقاء الجميع كان على أحر من الجمر ليروا كيف سيكون أسلوب فيلانوفا في إدارة مباريات البارسا وما هو الجديد الذي سيقدمه ولم يغير من طريقة اللعب على قدر ما غير فيلانوفا في أسلوب لعب الفريق شيئا ما ولعب الفريق الكتالوني بنفس الطريقة الأقرب إلي 4-1-2-3 بوجود ألفيس وبيكي وماسكيرانو وأدريانو في الدفاع ثم بوسكيتس كإرتكاز دفاعي يعاونه تشافي وإنيستا ثم الثلاثي الأمامي أليكسس وبيدرو على الأجنحة يتوسطهما إلي الخلف ميسي. في المقابل كانت ثقة المو في أوجها واعتمد على طريقة لعب معقدة تتيح له التنويع بين 4-3-2-1 و4-2-3-1 بوجود كوينتروا وألبيول وراموس وأربيلوا في الدفاع ثم ثنائي الإرتكاز شابي ألونسو وخضيرة ومع وجود شفرة تغيير الطريقة كاليخون كثالث أثناء الدفاع ورابع أثناء الهجوم ثم كان أوزيل ورونالدو خلف بنزيمة. لم يكن غريبا على المرينجي أن يقوم بتكثيف خطوطه لمنع برشلونة من تمرير الكرات القصيرة بأريحية خاصة وأن هذا الأسلوب نجح أخيرا في أخر مباريات الفريقين بل وجعل الريال يفوز على أرض الكتالونيين وحسم الليجا لصالحه ..والسؤال هنا كيف كان تعامل فيلانوفا مع هذه المشكلة؟. جديد فيلانوفا .. ربما تكون أصعب الحلول هي أسهلها وهو ما طبقه تيتو أمس وسيظهر جليا على مدار الموسم تغيير أسلوب لعب الفريق فعندما نري التشكيل سنجد أن أجنحة الفريق (بيدرو وأليكسس ) لاعبين من أصحاب السرعة العالية تستطيع الإختراق خلف ظهيري الجنب. هذا عن وضعية اللاعبين ولكن ماذا عن أسلوب اللعب ذاته .. لأول مرة نجد برشلونة يقوم بعمل تمريرات طولية عميقة خلف ظهيري الجنب إستغلالا لسرعات بيدرو وأليكسس ومع إعتماد فريق الخصم على تقارب خطوطوه في النصف الأوسط من الملعب فإن تمريرة وحيدة عميقة تصنع إنفرادا. خمسة تسديدات أو أكثر في شوط احد .. يا إلهي .. هذه هي الكلمات التي إتطلقت من حناجر مشجعي البرسا فقلما نجد الفريق يعتمد على أسلوب التسديد من بعيد وخمسة تسديدات في شوط واحد هو رقم كبير لمن تابع مباريات الفريق الموسم الماضي. جيرارد بيكيه رأس الحربة الكلاسيكي .. عفوا لم تكن نكتة ولكنها حقيقة يعتمد عليها فيلانوفا في أوقات معينة من المباراة والأوقات هنا ليست متأخرة كالمعتاد كما كان يحدث سابقا ولكن في بدايات المباراة ولكن كيف يمكن لبيكيه أن يكون رأس حربة ؟. عندما يندفع بيكيه ويمرر كرة ناحية اليمين أو اليسار فإنه ينطلق داخل منطقة الجزاء إنتظارا للكرات العرضية وبالتالي يتم تشتيت ذهن الخصم ويتراجع لمراقبة بيكي المنطلق داخل حدود المنطقة. السؤال هنا لماذا كل هذا ؟ .. بالتأكيد لكلمات أشرنا إليها في السطر الماضي ( تشتيت ذهن المنافس ) فقبل أن يكسر برشلونة خطط منافسه بالدفاع المتقدم أو تقارب المساحات بالمهارات فهو يكسرها بالقتل الذهني .. بإجهاد خصومه بتنويع أسلوب اللعب الغير معتاد من برشلونة حتي يتراجع المنافس شيئا فشيئا ويمتلك البرسا أسلوبه المعتاد. وجود إنيستا كثالث وسط في برشلونة أفضل منه كجناح خاصة في مواجهات مثل الكلاسيكو لإن الريال سيكون مجبرا على مواجهة صانعي ألعاب ( ميسي وإنيستا وشافي في هذه المنطقة ) وكلهم لديهم القدرة على تمرير الكرة بدقه لأجنحة الفريق خلف المدافعين. محسنات اللعب .. هل لاحظ أحدكم أمس طريقة لعب بوسكيتس ؟.. لم أصدق عيناي في البداية لكنه بوسكيتس يتحرك بشكل إيجابي يقوم بالتمرير العميق دون مشاكل وهي أحد الإضافات التي جعلت من برشلونة ملكا على أرض الملعب. لاحظ تنويع أسلوب البرسا في مواجهة الريال مع كل هذا فإن نتيجة الريال تعتبر ممتازة خاصة لو وضعنا في الإعتبار التصريح الغريب من الإستثنائي بأنه لا يهتم بهذه البطولة مع علمنا بنهمه لأي بطولة خاصة لو كانت أمام البرسا وربما حاول تخفيف الضغط عن كاهل لاعبيه ويحسب للميرنجي أنه اعتاد كيفية مواجهة برشلونة بات حافظا لطريقة اللعب القديمة حتي لو لعب بثنائي إرتكاز بمساعدة جناح مثل كاليخون. تحليلي للملكي لم يكن مثيرا لإنه بصراحة لم يقدم لنا مثلما قدم الموسم الماضي ويبدو أن تصريح المو انتقل للاعبيه بعدم أهمية اللقاء لذلك لم نجد الفريق يستحق نصف الدرجة من حيث الأداء ولكنه يعتبر ممتاز من حيث النتيجة. دقيقتان كانتا غيرت مجري تاريخ الفريقين على الأقل في المستقبل القريب .. هدف بيدرو بعد هدف رونالدو لو تأخر وإنتهت النتيجة بفوز الميرنجي . فإن العقدة كانت ستنتقل للبرسا وستصعب أمور كثيرة على فيلانوفا .. وقبل هدف دي ماريا كان برشلونة على وشك إحراز هدفا رابعا وقتها كانت النتيجة ستصبح 4-1 لتعود العقدة إلي الريال ولكن القدر كان رحيما بعشاق الميرنجي لتقترب النتيجة 3-2 ليرتقب العالم الكلاسيكو القادم على أرض البيرنابيو. للتواصل مع الكتاب على الفيس بوك اضغط هنا