تقرير.. الجوهري.. "الفريد" المصري في القارة السمراء

بالعودة للوراء عشر سنوات سيظهر أسم محمود الجوهري كأبرز أسماء المدربين على الساحة الكروية المصرية بإنجازاته التي لم يصل إليها أحد على الصعيد القاري مطلقاً.
وإذا كان البرتغالي جوزيه مورينيو قد لقب نفسه بالفريد لنجاحه في الفوز ببطولات الدوري في الدول الثلاث الكبار في القارة الأوروبية وهم إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا فأن الجوهري فريد من نوع آخر في القارة السمراء.
ويكفي الجوهري أنه المدرب الوحيد الذي نجح في التتويج بكل بطولات القارة السمراء سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات وهو أيضاً المدرب الذي حقق الألقاب القارية مع الأهلي والزمالك ومنتخب مصر وهو الوحيد في العصر الحديث الذي قادنا بنجاح في تصفيات كأس العالم.
الأهلي بطلاً لإفريقيا لأول مرة
تولى محمود الجوهري تدريب النادي الأهلي في عام 1982 بعد بداية لمسيرته التدريبية مع فريق إتحاد جدة بنهاية السبعينيات وأوائل الثمانينيات ونجح في أول موسم له في قيادة القلعة الحمراء لإنجاز غير مسبوق للفريق وهو الأول للأندية المصرية بعد فوز الإسماعيلي ببطولة إفريقيا 1970 وهو إحراز لقب بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري - دوري أبطال إفريقيا حالياً - ووقتها كان الأهلي يضج بالنجوم أمثال: محمود الخطيب ومختار مختار وطاهر أبو زيد والثنائي إكرامي وثابت البطل وتبقى ليلة 12 ديسمبر 1982 في مدينة كوماسي خالدة في ذاكرة عشاق الكرة الأهلاوية.
الأهلي بطلاً لأبطال الكئوس لأول مرة
في 1984 حقق النادي الأهلي بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكئوس لأول مرة في تاريخه ليس هذا فحسب فالجوهري واصل قيادة الأهلي للنهائيات القارية للعام الثالث على التوالي وذلك في 30 ديسمبر 84 بالفوز بركلات الترجيح 4-2 بعد تبادل الفوز مع كانون ياوندي الكاميروني 1-0 لكل فريق.
علماً بأن أهلي طرابلس الليبي رفض لعب المباراة النهائية في هذا العام رافضاً مواجهة أندية مصرية بسبب الخلافات السياسية ليحل محله بطل الكاميرون.
المصريون أبطال سوبر إفريقيا لأول مرة
في 16 يناير 1994 التقى الأهلي والزمالك في جوهانسبرج وسط حضور جماهيري قدر ب12 ألف متفرج وهي أجواء غريبة على القمة المصرية والتي تعودت الجماهير على مشاهدتها في ملعب استاد القاهرة.
وقبل النهاية بأربع دقائق سجل أيمن منصور هدف المباراة الوحيد ليصبح الزمالك بطل السوبر لأول مرة في تاريخ الأندية المصرية.
ولعب الجوهري في مواجهة آلان هاريس بطل الدوري علماً بأن المدرب المتأهل لمونديال 1990 كان قد جاء عقب خسارة الزمالك من الأهلي 3-0 بالدوري.
ولعب الزمالك المباراة بتشكيل مكون من حسين السيد وحسين عبد اللطيف وسامي الشيشيني وهشام يكن وطلعت منصور وأشرف يوسف وإسماعيل يوسف وعفت نصار وخالد الغندور وأيمن منصور وإيمانويل أمونيكي ودخل عصام مرعي بديلاً.
مصر في المونديال في العصر الحديث لأول مرة
يعتبر التأهل لكأس العالم حلماً عبثياً لجماهير الكرة المصرية من مواليد الثمانينيات وبدأ هذا بالكلمة المعتادة التأهل لأول مرة منذ مونديال 90، علماً بأن التأهل قبل 90 كان صعباً بنفس الأمر فيما بعد 90 وذلك لحقيقة أننا فشلنا في التأهل في كلتا الحالتين.
وتصدرت مصر المجموعة الثانية في التصفيات وقتها بثلاثة انتصارات وتعادلين وخسارة وكالعادة المصرية لم يحقق الفراعنة انتصارات خارجية.
وأخيراً كانت المواجهة التاريخية مع الجزائر فتعادل المنتخب 0-0 في العاصمة الجزائرية في 8 أكتوبر ثم تحقق الحلم عصر الجمعة 17 نوفمبر 1989 بهدف حسام حسن الشهير بملعب استاد القاهرة.
مصر بطلة إفريقيا 1998
تعتبر بطولة كأس الأمم الإفريقية 1998 من أصعب البطولات التي حققتها الكرة المصرية ولا ينس أحد التصريح الشهير لمحمود الجوهري قبل انطلاق البطولة بتوقعاته بحصول الفراعنة على المركز الثالث عشر.
ولا يعرف أحد ما هو السحر الذي وضعه الجوهري في فريقه ليجعله ينتقل من فريق غير مرشح لفريق يعتلي العرش الإفريقي لأول مرة منذ 1986.
وبدأت مصر البطولة بالفوز بثنائية حسام حسن على موزمبيق ثم سحقت زامبيا 4-0 لترد دين الخسارة 3-1 في بطولة 1996 في عهد الهولندي رود كرول والخروج وقتها من دور الستة عشر وأخيراً كانت الخسارة الشهيرة 1-0 أمام المغرب بأفضل هدف في البطولة من توقيع مصطفى حجي.
أما الدور الثاني فبدأ بالفوز بركلات الترجيح على كوت ديفوار وهو الفوز الذي فتح الطريق نحو منصة التتويج وأعاد مصر لنصف النهائي بعد غياب 12 عاماً ثم قادت ثنائية حسام حسن الفراعنة لإخراج صاحبة الأرض بوركينا فاسو وأخيراً كان الفوز في النهائي على حامل اللقب جنوب إفريقيا بثنائية نظيفة.