خطأ المسابقات يتسبب في البداية الضعيفة للدوري

جاءت بداية دوري "زين" للمحترفين مخيبة للآمال، إذ لم تقدم معظم فرق الدوري نفسها بشكل إيجابي على الجانب الفني، إذ يبدو أن تأخر غالبية الأندية في حسم تعاقداتها وتأخر بداية بعض المعسكرات ساهم بشكل مباشر في تكوين هذه الصورة لدى معظم المتابعين.
لم يحقق أي من فرق الدوري العلامة الكاملة في الجولتين الأوليين سوى حامل اللقب الشباب إن استثنينا الأهلي والتعاون اللذين لم يلعبا مباراتهما بسبب وفاة لاعب التعاون ناصر البيشي رحمه الله، فالشباب الذي كسب مواجهتيه أمام فريقين يصنفان من ضمن فرق الوسط أو المؤخرة في الدوري، فالفوز على نجران والفيصلي بالأربعة والثلاثة على التوالي لم يعطِ مؤشراً على أن الفريق في كامل عافيته، خصوصاً وأن التوقف في العشر الأواخر من رمضان وعيد الفطر سيلحقان الضرر بالفريق كما بقية الفرق.
في بطولات الدوري القوية، تستعد الفرق بشكل ممتاز على الصعيدين الفني واللياقي، إلا أن ذلك لم يبدُ ملحوظاً في جولتي البداية، إذ يكفي القول إن 7 فرق تمثل نصف فرق الدوري لم تحقق الفوز، وهذا يكشف ضعف الاستعداد للأندية بسبب ضيق الوقت والقرار الخاطئ الذي اتخذته لجنة المسابقات بمباركة الأندية التي وافقت على لعب جولتين في رمضان ومن ثم التوقف لأسبوعين.
لا يبدو قرار لجنة المسابقات منطقياً والأسوأ منه موافقة إدارات فرق الدوري التي كان من المفترض أن تحدد بداية الدوري بعد عيد الفطر، فالتوقف بعد الجولتين سيجعل تصاعد مستوى الفرق يسير ببطء وفوائد المعسكرات ستكون أقل، خصوصاً وأن الفرق ستعود للعب المباريات التجريبية التي لايمكن مقارنتها مع الرسمية من حيث اختلاف الإعداد وتجهيز الفريق أو حتى استعداد اللاعبين وتعاملهم مع هذه المواجهات.
حصيلة أهداف الجولتين الأولى والثانية كشفتا أيضاً عن عدم جاهزية الفرق بشكل كاف، فعدد الأهداف التي سجلت في الجولتين بلغ 46 هدفاً بمعدل 3,54 لكل مباراة، والأسوأ من هذا ماقدمه موقع "إحصائيات الدوري السعودي" إذ تشير إحدى الإحصائيات إلى أن معظم هذه الأهداف سجلت في الربع ساعة الثالثة والربع ساعة الأخيرة، وهو ما يؤكد ضعف الجانب اللياقي لدى لاعبي الفرق الذين تأثروا باختلاف البرنامج اليومي في رمضان.
المؤمل من لجنة المسابقات والأندية تلافي هذا الخطأ في المواسم المقبلة، إذ سيكون من الصعب تكرار مثل هذا الخطأ وتشويه الدوري بهذه الصورة، عدا عن أن بدء الدوري بعد عيد الفطر سيقلل من عدد التوقفات التي اشتكت منها الأندية كثيراً.