من فضائل الموسم الحالي من دوري زين اعتبار مواجهة الأهلي والاتفاق إحدى قمم البطولة وذلك بعد أن فرض الفريقان نفسهما بتقديم الكرة الجميلة مقترنة بتميّز على مستوى النتائج. استاد الأمير محمد بن فهد يشهد حربًا ضروسًا مساء الإثنين بين أصحاب الأرض النواخذة وضيوفهم القادمين من جدة، الخاسر فيها سيصبح بلا أمل في الدوري بنسبة كبيرة، والذي يخرج منتصرًا سيعاود كتابة سطورا جديدة في سجل الدوري المشتعل هذا الموسم. الاتفاق ما بين هزيمة مفاجئة أمام الفتح في الجولة الماضية واكتساح مخيف للعملاق الكويت على ملعبه بخماسية، يدخل لقاء الإثنين بزفرة أخيرة قد تنتهي معها أنفاسه خاصة وأن الفارق بينه والشباب المتصدر 11 نقطة، والفوز فقط سيعيد قلب فارس الدهناء للحياة منتظرًا معجزة ليس من الطبيعي حدوثها في هذا الزمان. وهذا ما أكد عليه الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش المدير الفني للاتفاق حيث أشار إلى أنه فريقه سيلعب مباراة قوية وشرسة مع خصم قوي يمتلك أقوى خط هجوم في المسابقة مشددًا على أن الفريق في حاجة ماسة للنقاط الثلاث حتى تتجدد آمالهم في المنافسة على الصدارة مرة أخرى. على الجهة الأخرى يدخل الأهلي المباراة بعين على القمة التي يبتعد عنها بأربع نقاط، والأخرى خلفه تنظر بحذر وترقب شديدين للهلال، الذي يخلفه بفارق ثلاث نقاط قبل ملاقاة الرائد ضمن نفس الجولة. الأهلي يريد مصالحة جمهوره بعد الهزيمة من لخويا القطري 1-0 في مستهل مشوار الفريق الآسيوي وسط مخاوف تتعلق ببعض المشاكل التي ضربت خطّيه الأمامي والخلفي. فالبرازيلي فيكتور سيموس هداف الفريق تعطلت ماكينته منذ شهرين كاملين فشل خلالهما في التسجيل ليتحمل العمدة الحوسني مسؤولية قنص الأهداف إذ أحرز هدفًا على الأقل خلال المباريات السبع الأخيرة رافعًا رصيده التهديفي إلى 13 هدفًا، خلف زلزال الشباب الذي استغل حالة سيموس وانفرد بصدارة الهدافين. ولا يخلو الأمر من سوء طالع بالنسبة لراقص السامبا، يشهد عليه القائم الأيسر لمرمى بابا ماليك حارس لخويا الذي عاند صاروخية يسارية من سيموس ربما لو دخلت لسجلت فقرة جديدة من سلسلة عروض ريو دي جانيرو الاستعراضية التي خمد نشاطها كثيرًا خلال المرحلة الماضية. بينما يفقد خط الدفاع الأهلاوي عنصرا أساسيا يتمثل في جفين البيشي الذي أصيب بتهتك في عضلة الفخذ أمام لخويا ويُنتظر أن يعوّضه عقيل بلغيث بجوار الدولي كامل الموسى. وأظهر لاعبو الأهلي وإدارته عزيمة كبيرة من خلال تصريحاتهم في الأيام الماضية، بعد الهزيمة أمام لخويا، سواء كامل الموسى أو عبد الرحيم جيزاوي وبصفه خاصة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن خالد رئيس النادي الذي أبدى ثقته في الفريق الحالي للأهلي ومدربه التشيكي ياروليم. ولم يفت الأمر على برانكو أيضًا الذي نوّه إلى أن خسارة الراقي في دوري الأبطال ربّما تشكل عاملا إيجابيًا بالنسبة له لأنها ستولّد لدى لاعبيه رغبة في التعويض وهو ما "سيصعب من مهمتنا". وسيسعى الأهلي لتحقيق فوزه الأول على إتي الشرقية هذا الموسم بعدما تعادلا في لقاء الدور الأول بلا أهداف، قبل أن يغدر به النواخذة ويطيحون به من كأس ولي العهد بهدف قاتل.