نصر الخليج

لم يعد يفصل النصر عن بلوغ النهائي الخليجي سوى مباراة هي بالنسبة لجماهيره (حدث) كما هي بالنسبة لنا ولكل من يترقب عودة هذا الفارس إلى مكانه المعهود تعد بطولة.
النصر محلياً تألق وخليجياً أبدع ولو لم يكن العمل منظماً لما آلت النتائج على ميدان المنافسة إلى هذا الرقم الجميل الذي أجزم بأنه سيكون المقدمة المفيدة في مسيرة العودة ومسيرة مستقبل أرى فيه شيئاً بارزا من ملامح (البطولات).
بالأمس وأمام الوصل حضر النصر وأبدع والأهم أن الشعور الجماعي بأهمية المنازلة كان شعار الفريق لهذا لم تحضر المفاجأة بقدر ما حضرت المنطقية وفاز فارس نجد بالمستوى وفاز بالنتيجة وأصبح من خلال الحالتين على مقربة من حلم طال انتظاره.
جميل أن يعود النصر إلى دائرة المنافسة وجميل أن تسعد جماهيره بالفرح أما الأجمل الذي أسعدنا كرياضيين فهو ماثل في هذه الأسماء الشابة التي بدأت معه تأخذ الحيز الهام من الاهتمام والدعم والتشجيع.
أحمد عباس.. إبراهيم غالب.. خالد راضي وقائمة قد تطول هي البصمة الواضحة في مسيرة هذه الإدارة الواعية التي قدمت كل ما هو ضروري في منهج الإدارة إلى أن كسبت احترام المحايدين قبل احترام النصراويين.
نعم النصر لم يكسب بطولة الدوري ولم ينافس على كأس ولي العهد ولم يصل إلى نهائي كأس فيصل لكنه على الرغم من كل هذا الغياب المحلي بات في الطريق الصحيح وإذا لم يصل اليوم حتماً سيصل غداً طالما أن آليات العمل الإداري والفني قائمة على أرضية صلبة.
حقيقة لا ينكرها إلا حاقد وواقع لا يرفضه إلا ناقم نكتبها ويكتبها الإعلام ولا يهمنا بعد عملية التدوين والنقل إلا البقاء في دائرة دعم هذا الفريق الذي يمثل الكرة السعودية إقليمياً لعل وعسى أن يكون الدعم الإعلامي أبلغ أثراً وتأثيراً في تحديد هوية اللقب وهوية البطولة التي نتطلع إليها ونتأمل من خلالها بأن تكون سعودية وعن طريق النصر الذي غاب طويلاً ويجب أن يلغي مرحلة الغياب بمرحلة أخرى يكون عنوانها الإنجاز.
برافو النصر الوطن وأهلاً بعودته وهنيئاً لجماهيره تلك الجماهير التي تأخذ من الدور ما قد يفوق في حجمه وأهميته كل دور يلعبه المدرب أو تلعبه الإدارة فالنصراويون على المدرجات هم حكاية خاصة لها معنى ولها عبر ولها درس يجب أن يخلد في ذاكرة كل من يبحث عن معرفة "كيف يكون الحب وكيف يكون الانتماء".
فاز الأهلي على الجزيرة وكسر حاجز (الهزيمة) بمكسب هو للتاريخ لكن السؤال الذي يجب أن يستوعبه اللاعبون أن هذا الفوز عادي إلى عادي جداً ولا يعتبر (بطولة) كون البطولة الحقيقية هي احتضان اللقب والفوز بالذهب وليس في فوز عابر كهذا.
ما أتمناه من الإدارة الأهلاوية هو عدم المبالغة حتى لا تكون المبالغة خصماً آخر لهذا الفريق الذي يمثل الوجه الأجمل على ميادين كرة القدم حتى في (انكساره) وسلامتكم.
(نقلا عن صحيفة الرياضية)