يبقى المنتخب النيجيري دوما في صدارة قائمة المرشحين للفوز بأي لقب قاري وكذلك لتقديم العروض الراقية، حتى ولو كان الفريق الملقب ب"النسور السوبر" يسعى في كأس الأمم 2010 في أنجولا إلى مجرد تأكيد عودته إلى الساحتين القارية والعالمية. رحلة السقوط النيجيري بدأت كالعادة باستمرار الحرس القديم الذي كان لابد من تغييره بعد نهائي بطولة الأمم الأفريقية عام 2000 في غانا ونيجيريا، ليس لأن الفريق خسر اللقب على أرضه أمام الكاميرون بركلات الترجيح أو لأنه خرج قبلها بعامين بصورة مهينة من مونديال فرنسا 1998 بالخسارة على يد الدنمارك 1-4 في دور الستة عشر، بل لارتفاع أعمار اللاعبين. وجاء احتلال الفريق المركز الثالث في ثلاث بطولات قارية متتالية أعوام 2002 في مالي و2004 في تونس و2006 في مصر مجرد جمل اعتراضية في مشواره الذي تأكد تراجعه بالخروج من الدور الأول في مونديال 2002 في كوريا واليابان ثم الإخفاق في التأهل إلى مونديال 2006 في ألمانيا. وظهرت أولى مؤشرات عملية التجديد في بطولة الأمم الأفريقية الماضية في غانا قبل عامين ، ورغم أن الفريق خسر أمام أصحاب الأرض في دور الثمانية ليفشل للمرة الأولى منذ أربع بطولات في بلوغ المربع الذهبي ، إلا أن القدر كافأه سريعا ومنحه تذكرة درامية للعب في مونديال جنوب أفريقيا 2010 على حساب نسور قرطاج. وبعد العودة إلى المحفل العالمي في مجموعة قد يطمع معها الفريق في بلوغ الدور الثاني ، تضم إلى جواره منتخبات الأرجنتين وكوريا الجنوبية واليونان، يسعى النسور السوبر إلى التكشير عن أنيابهم مبكرا في أنجولا بنيل لقبهم الثالث وهو المشوار الذي ستكون خطوته الأولى أمام المنتخب المصري حامل اللقب في آخر نسختين. ويسعى المنتخب النيجيري إلى حسم مواجهة الفراعنة قبل ملاقاة بنين وموزمبيق على أمل إنهاء الدور الأول في صدارة المجموعة الثالثة، في الوقت الذي يفكر فيه بعدم الاصطدام مبكرا بالأسد الكاميروني المرشح الأقوى لتصدر المجموعة الرابعة. ويعلم المدرب الوطني شايبو أمادو بالاتصالات التي يجريها الاتحاد النيجيري لكرة القدم مع عدد من الأسماء العالمية مثل الهولندي جوس هيدينك والفرنسيين كلود لوروا وبرونو ميتسو من أجل قيادة الفريق في كأس العالم ، إلا أنه يدرك كذلك أن اللقب الأفريقي سيضمن له الاحتفاظ بمنصبه. ويعتمد المدير الفني على ثلاثة حراس يلعبون في إسرائيل ، أبرزهم فينسنت إينياما، إلى جانب توليفة في باقي خطوط الفريق ، أبرز عناصرها في خط الدفاع المخضرم جوزيف يوبو لاعب إيفرتون الإنجليزي ، وإسماعيل تاي تايوو الذي يتمتع بالخبرة الدولية رغم سنه الصغيرة وصاحب التسديدات المتميزة مع مارسيليا الفرنسي. وفي خط الوسط تتوجه الأنظار إلى القائد العجوز نوانكو كانو (33 عاما) نجم بورتسموث وأفضل البدلاء في الدوري الإنجليزي ، والواعد جون أوبي ميكائيل نجم تشيلسي وكالو أوتشي الذي يلعب مع المنتخب في مركز الجناح رغم أنه يشارك كرأس حربة صريح في صفوف الميريا الإسباني. وربما يعد خط هجوم الفريق هو الأبرز في الوقت الحالي حيث يضم فيكتور أوبينا لاعب مالاجا الإسباني والموهوب بيتر أوسازي أودموينجي لاعب لوكوموتيف موسكو الروسي والعملاق مايكل إينرامو لاعب الترجي التونسي ، فضلا عن أوبافيمي مارتينز لاعب فولفسبورج الألماني. وأحرزت نيجيريا لقب البطولة مرتين عامي 1980 و1994 ، علما بأنها رأت اللقب يضيع في المباراة النهائية أربع مرات ، بينها ثلاث أمام الكاميرون.