بدا واضحا أن المشير عبدالفتاح السيسي يثق بقوة أنه لا بديل أمام مصر وأشقائها العرب سوي التعاون والتحالف والعمل معا لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضدها وتستهدف النيل من استقلالها ووحدة بلادها. السيسي يثق بقوة كذلك، أن الدول العربية الخليجية لن تترك مصر وحدها تواجه الإرهاب منفردة، لأن هذا الإرهاب لا يستهدف مصر بشره وحدها وإنما يستهدف هذه الدول العربية كلها. ومن هنا وضع السيسي الدعم العربي الخليجي واحدا من العناصر الثلاثة التي سوف يعتمد عليها في تمويل تنفيذ برنامجه الاقتصادي الذي ينوي تحقيقه عندما سيتولي مسئولية رئاسة الجمهورية.. إنه يقدر المساعدات المالية التي حصلت عليها مصر من أشقائها العرب تحديدا السعودية والإمارات والكويت، ولكنه يراهن أيضا على استمرار هذه المساعدات مستقبلا حتى تتخلص مصر من أزمتها الاقتصادية أو مما أسماه حالة العوز والفقر التي تعيش فيها الآن نتيجة تراكم آثار السياسات التي أنتجتها من قبل. وأظن - وليس كل الظن إثما - أن عبدالفتاح السيسي ربما لا يكون قد اتخذ قراره بالترشح لانتخابات الرئاسة في مصر إلا بعد أن اطمأن بشكل مباشر لاستمرار المساندة العربية الخليجية لمصر إذا ما تولي رئاسة مصر.. فإن شخصيته تشير إلى أنه لا يتخذ قراراته إلا بعد حساب وإعداد، والدليل أن قراره بالانحياز لإرادة الشعب في 30 يونيو سبقه قناعة بأن نظام الإخوان قد انتهى قبلها بعد أشهر.