تأتي زيارة المشير عبد الفتاح السيسي مع وزير الخارجية المصري لروسيا اليوم كدلالة قوية علي ثبات الخطي والإرادة المصرية المتطلعة إلي استقلال الإرادة والحرية وبخاصة بعد ثورة 25 يناير والثلاثين من يونيو وصولا إلي التخلص من التبعية وفق مصالح مصر الإستراتيجية وبسط سيادتها علي ثرواتها وتحدي كل الصعوبات والمؤامرات التي تحاك ضد مصر من أعداء الداخل والخارج الساعية لإعاقة مصر عن مسيرتها التي حددها الشعب ولن يرجع عنها عندما وثق في قياداته المخلصة الحالية في تحقيق بنود خريطة المستقبل. إن تلك الزيارة الخارجية تعتبر الأولي لوزير الدفاع بعد ثورة الثلاثين من يونيو وتأتي كردا وفق جدول زمني للزيارة الرفيعة التي قام بها كلا من وزيرا الخارجية والدفاع الروسي إلي مصر في نوفمبر الماضي لاستكمال المسيرة الجادة والبناءة للمصالح المشتركة بين كلا من القاهرة وموسكو ومن أجل تنفيذ وتفعيل ما اتفق عليه سابقا حول مصالح متعددة يأتي علي رأسها إعطاء تلك العلاقة والصداقة التاريخية بين البلدين أفضل ما يستحق لها لتميزها، كما أن الزيارة تأتي بعد استكمال مصر مشاورتها مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وبخاصة الزيارة الأخيرة التي قام بها الفريق صدقي صبحي رئيس أركان القوات المسلحة إلي دولة الإمارات. إن تلك الزيارة القوية للمشير السيسي تحمل في ثناياها الكثير من الدلالات ومنها أن الزيارة تحقق في مضمونها القوي ما يرنو إليه الشعب المصري ويحلم به وهو إعطاء الأولوية لتقوية وتسليح الجيش المصري للتصدي لأعداء الوطن في الداخل وأعداء الخارج بعد أن تأكد الشعب من خطورة المؤامرات التي تحاك ضد مصر وتجعل أمنها القومي في خطر، ولهذا فإن تلك الزيارة تعطي الطمأنينة في نفوس المصريين وتجعلهم يجددون الثقة في جيشهم العظيم وقياداته الواعية والقارئة لأحداث التاريخ والعارفة للعدو والصديق بدول العالم، تأتي الزيارة كرد قوي علي تأكيد عمق الصداقة الروسية التي تجددت مع مساندة روسيا بقيادة الرئيس بوتين للثورة المصرية والتي أيدت خلع الإخوان عن الحكم ومواصلته عبر مواقفه وزيارة قياداته دعم مصر في تلك المرحلة الصعبة التي يشعر فيها بما يحيكه الغرب والأمريكان لمصر وهو نفس ما يتعرض له الآن، جاءت تلك الزيارة لتضرب في العمق ولتثبت للعالم تحرر إرادة مصر وسعيها للخروج من نفق الصراعات الدولية لكي تسير في طريقها حرة ومتفردة بين الكبار وفقا لمصالحها وفقا لإرادة شعبها وفي الوقت نفسه انفتاحها علي كل دول العالم. فلنقل ولنا الفخر بأنها زيارة من العيار الثقيل جاءت من قائد قوي مخلص لبلاده يسعي إلي تحديث جيشه بكل ما ينقصه ويدعمه ويطوره دون أن يخشي أحد بل من أجل إحداث الاتزان الاستراتيجي بالجيش المصري وسيادة القرار المصري وإحداث الأمن الإقليمي لمصر في محيطها بالحفاظ علي أمن دول الخليج واستقرارها والحفاظ علي الحدود الجنوبية والشمالية والغربية لمصر مراعيا تطلعات القوي الإقليمية المحيطة كإيران وتركيا وإسرائيل، كما تأتي الزيارة لاستكمال ما تم الاتفاق عليه سابقا في شتي المجالات التي يمثلها وزير الخارجية كما تأتي الزيارة من جهة أخري لتفعيل التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب وتسليح القوات المسلحة من كل ما يلزمها بعد أن هددتنا أمريكا بقطعها للمساعدات العسكرية للضغط علينا في تلك المرحلة ويمثلها وزير الدفاع المصري بنفسه للاطمئنان علي القوات المسلحة وقبل أن يعلن ترشحه للرئاسة، ومن دلالات وأهمية تلك الزيارة أنها تأتي لرد اعتبار الكرامة والسيادة المصرية وبخاصة بعد اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وتدخلهم في الشئون الداخلية المصرية وكأنهم أوصياء علي الشعب، كما تأتي أيضا بعد عقد اجتماع أمريكي بالأمس حول قضية الإرهاب في سيناء وتخلي الإدارة الأمريكية عن مصر في تلك المحنة وهو الأمر الذي رفع من أسهم زيارة المشير السيسي لروسيا عاليا، كما تأتي تلك الزيارة مواكبة لبطولة الألعاب الأولمبية الشتوية في روسيا والتي تخلي عن حضور افتتاحها قيادات الدول الكبار بدون مبرر وليصبح المشير السيسي نجمها الساطع. إن الزيارة تحمل الكثير والكثير من الدلالات ويأتي علي رأسها تحديث الجيش المصري وضمان حليف استراتيجي لمصر بقدر روسيا وهذا من أجل طمأنة المصريين علي وطنهم ومستقبلهم من جهة وطمأنة الأشقاء العرب علي تماسكهم ووحدة بلادهم من جهة أخري، لأن الجيش المصري سيظل وكما أراد الله له حاميا للبلدان العربية والإسلامية بوجود خير أجناد الأرض كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم.