فرضت الشرطة النيجيرية، اليوم الثلاثاء، إجراءات أمنية مشددة في شوارع أبوجا غداة أخطر هجوم تشهده العاصمة النيجيرية أسفر عن سقوط 72 قتيلا. ونسب الهجوم إلى جماعة بوكو حرام الإسلامية التي تركزت عملياتها في الأشهر الأخيرة في شمال شرق البلاد. ويثير هذا الاعتداء الأول في العاصمة النيجيرية منذ سنتين، قلقا بشأن امتداد حركة التمرد الإسلامية إلى بقية أنحاء البلاد. ووقع الانفجار في ساعة الازدحام صباح الإثنين في محطة الحافلات في نيانيا على بعد بضعة كيلومترات من وسط المدينة، وقد تناثرت اشلاء الضحايا واغراض شخصية في الموقع الذي امتلأ بالسيارات المحترقة. وأعلنت الشرطة أولا مقتل 71 شخصا وجرح 124 آخرين. لكن وزارة الصحة اعادت النظر في هذه الارقام وقالت أن عدد القتلى بلغ 72 شخصا والجرحى 164. وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة دان نوميه لوكالة "فرانس برس" أن وفدا سيتوجه الثلاثاء إلى مستشفيات ابوجا ويقدم حصيلة جديدة. وأوضح أنه تعذر التعرف على جثث بعض الضحايا واضافتهم إلى الحصيلة "لأن جثثهم ممزقة بالكامل"، لكن "معظم الجرحى حالاتهم مستقرة حاليا". وصرح الناطق باسم الشرطة لاراضي العاصمة الفدرالية التين دانيال ل"فرانس برس" أن قوات النظام "عززت الأمن" في أبوجا. وبعد ساعات على الاعتداء، وضع قائد الشرطة محمد أبو بكر قواته في العاصمة "في حالة تأهب قصوى" وأمر بتكثيف مراقبة "الأهداف الاضعف" بدون أن يذكر مناطق محددة. ويخضع وسط المدينة حيث تقع الوزارات والمباني الإدارية ومقار الشركات الاجنبية، لإجراءات مشددة اصلا منذ الاعتداء الذي استهدف مقر الأممالمتحدة في أغسطس 2011. وأعلن المنتدى الاقتصادي العالمي لأفريقيا الثلاثاء الابقاء على المؤتمر الذي سيعقد من السابع إلى التاسع من مايو في ابوجا على الرغم من الهجوم ووعد بحماية الشخصيات المشاركة "بفضل أهم إجراءات أمنية تفرض (في نيجيريا) منذ قمة دولية". وكانت حركة بوكو حرام شنت عدة هجمات عبر زرع عبوات ناسفة في ابوجا في الماضي. وفي العام 2011، نفذت الحركة إحدى أكبر عملياتها وهي تفجير انتحاري بسيارة مفخخة امام مبنى تابع للامم المتحدة في ابوجا ما اوقع 26 قتيلا على الأقل. وفي الأول من أكتوبر 2010 تعرضت ابوجا لهجوم مزدوج نسب إلى حركة مسلحة غير مرتبطة ببوكو حرام. فخلال الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال، انفجرت سيارتان مفخختان، ما أسفر عن سقوط 12 قتيلا وأكثر من 30 جريحا في مكان لا يبعد كثيرا عن موقع الاحتفال. وادى العنف المنسوب أو الذي تبنته بوكو حرام إلى مقتل أكثر من 1500 شخص حتى هذا الوقت من العام، إلا أن معظم أعمال العنف جرت في القرى في المناطق الشمالية الشرقية النائية. وفي مايو الماضي شن الجيش عملية هجومية واسعة للقضاء على التمرد الإسلامي، وقال أن بوكو حرام يعاني من التشرذم واصبح في موقف الدفاع. لكن اعتداء الإثنين الذي وقع على بعد كيلومترات فقط عن مبان تضم مقر الحكومة، ينفي ما يقوله الجيش. وقال أليكس فاينس، الذي يترأس إدارة أفريقيا في مركز شاتام هاوس أن "أي خبير جدي لم يصدق يوما" أن الجيش نجح في احتواء بوكو حرام في شمال شرق البلاد. وأضاف ل"فرانس برس" أن اعتداء أبوجا "ليس مفاجأة" بل "مجرد تذكير بان التهديد ما زال قائما وهذا يتناسب تماما مع ما نعرفه عن بوكو حرام". أما الخبير النيجيري في المسائل الأمنية باوا واسي فقال أن الاعتداء الأخير "قد يكون للبرهنة على أن المتمردين تمكنوا من تحديد الثغرات في النظام الذي وضعته نيجيريا لتطويق التمرد وانهم سيواصلون استغلالها".