لحم عربي رخيص !

نشرت مجلة "فوربس" الأمريكية المتخصصة في شئون المال والأعمال تقريرًا وردت فيه أرقام، لا يجوز أن تمر دون تأمل ودون تحسر ! قالت الأرقام المخيفة إن الولايات المتحدة أنفقت على برنامج مكافحة الفقر داخل الولايات الأمريكية 16 تريليون دولار، منذ 1964 حتى 2009.
لا يزال في أمريكا فقر وفقراء، يتزايدون، ويتكاثرون، تحت وطأة الانكماش الاقتصادي، وصراع البيت الأبيض والكونجرس، يلفت النظر رقم مرتبط بالرقم 16 تريليونًا.. فقد بلغ إجمالي ما أنفقته أمريكا على كل الحروب التي خاضتها في العالم منذ أن ابتلانا بها الله، 6 تريليونات دولار، منها 4 تريليونات مصروفات تمويل الاشتراك في الحرب العالمية الثانية ! يتبقى إذن 2 تريليون دولار، هي مصروفات الحروب والمغامرات الأمريكية المعلنة والسرية، القذرة وغير القذرة.
في الحقيقة لا توجد حرب شريفة خاضتها هذه القوة الغبية الغاشمة، هي كلها حروب بلطجة وعدوان وابتزاز، وتدخل في شئون الآخرين، حاربت ودمرت وخربت أفغانستان وضربت السودان وقسمت أراضيه شمالا وجنوبا، وتعمل بقوة وقذارة على سلخ دارفور، وهي قوضت العراق جملة وتفصيلا، سنة وشيعة، عربا وأكرادا، آشوريين وكلدانيين، بالكذب السافل السافر عن امتلاك بغداد صدام حسن أسلحة دمار شامل.
وهي في عصر "جونسون ونيكسون" خاضت حروبًا ضد الشيوعية في فيتنام وفي كوريا، وفي عهد الحالي عدو العرب الأول حسين أوباما، تواصل إدارته بلا هوادة تنفيذ مخطط الفوضى العارمة في الشرق الأوسط، من خلال خطين يتوازيان في الأداء ويتوافقان في حصاد النتائج، الخط الأول قبول العمل مع تيار الإسلام السياسي وتجنيده لخدمة الاستقرار في الغرب مقابل تمكينهم من بلوغ السلطة في العالم العربي كله، جمهورياته وملكياته، مع تطمينات إخوانية قاطعة بحفظ حياة وأمن إسرائيل، والخط الثاني، بث ونشر العملاء الرافضين فكرة الوطنية لصالح العولمة.
سنلاحظ أن التيار الإسلامي السياسي بدوره يرفض الوطن، وتسكنه فكرة الخلافة ! تم تدريب العملاء في مدارس الفوضي بصربيا، ما شاء الله نجحوا في إسقاط الأنظمة، وهدفوا إلى إسقاط الدول ذاتها، سقطت ليبيا، يحاولون باستماتة إسقاط سوريا، يحاولون في مصر.
خرجنا في 30 يونيو، وسحقنا المؤامرة التي يسمونها "ثورة 25 زفت وفوضى وخراب وتسول وإرهاب" ! 2 تريليون دولار هي كل ما تكلفته وتتكلفه أمريكا لقتل ملايين في العراق وفي باكستان، وفي مصر، وفي سوريا، وفي ليبيا، وفي البحرين، تحاول لولا يقظة القاهرة والرياض ودبي والكويت، هي أجور القنابل ورواتب العملاء والخونة والفضائيات المأجورة والحظاظات، وأموال الجوائز.
كم تكلفت أمريكا لتخريب العالم وهي تتستر تحت قناع الراهب الودود حامي البشرية الأول ؟ 2 تريليون لنشر الشر ! بينما بلغ إنفاقها على حربها ضد الفقر 16 تريليون دولار، لم تنتصر على الفقر، لم تنتصر في الخير، انتصرت في الشر، انتصرت في قتلنا وترويعنا وتقسيمنا، إنها فعلا إمبراطورية الشر المطلق ! لن يعيش الشر.. لن تعيش أمريكا !