سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التفاصيل الكاملة لاغتيال حسن البنا.. الحكومة سحبت سلاحه المرخص ورفضت اعتقاله مع أعضاء الجماعة.. أطلق عليه الرصاص أمام جمعية الشبان المسلمين ..وطارد السيارة التى فر فيها القتلة
الزمان: ديسمبر 1948.. المكان: مكتب الإمام حسن البنا.. الحضور: الإمام حسن البنا وأحد الصحفيين.. التفاصيل: يسأل الصحفى: بماذا تبرر قرار الحكومة بحل الجماعة؟. يرد البنا فى هدوء: هناك عاملان: أحدهما خارجى والآخر داخلى.. أما العامل الخارجى فهو "الإنجليز والأمريكان واليهود"، ولقد فطن هؤلاء إلى أن الإخوان هيئة قوية منظمة يؤمن أفرادها برسالتهم إيمانا قويا، وأن من أُسس رسالتهم تحرير وادى النيل وبلاد العرب حتى يستعيدوا مجدهم السالف، وآمنوا بأننا الهيئة العامة التى تحول بينهم وبين تنفيذ رغباتهم ونزعاتهم وقد اختبروا شكيمتنا فوجدونا لا نلين. أما العامل الداخلى فهو اعتزام الحكام الرضوخ والاستسلام لهؤلاء القوم ويضايقهم أن نشاط الإخوان، خاصة فى السنوات الأخيرة، هو الذى حال بينهم وبين ما كانوا يعتزمون.. ثم شعر النقراشى باشا بأننا فطنا إلى أن موقفه من الإنجليز فى مجلس الأمن الذى أبدينا ارتياحنا فى بادئ الأمر ما كان إلا رواية أحسن إخراجها وتمثيلها، وأننا قد أصبحنا نضيق ذرعا بسياسته الجديدة التى اتبعها عقب عودته من مجلس الأمن، والتى أطلق عليها سياسة التجاهل وهى فى الواقع التنويم والتخدير، كما أنه يعلم جيدا موقفنا من سياسته الخاطئة التى اتبعها أثناء حرب فلسطين والتى أوصلتنا إلى أوخم العواقب..!! . تفاصيل الخطة.. اغتيال النقراشى باشا الزمان: 21 فبراير1949 "الحادية عشرة" صباحا المكان: مكتب الأميرالاى محمود عبدالمجيد الحضور: الأميرالاى محمود عبد المجيد، اليوزباشى محمد الجزار، الملازم أول عبده أرمانيوس، الملازم أول حسين كامل. اجتمع الضباط لمراجعة الخطة الموضوعة، وتم توزيع دور كل ضابط بدقة محكمة!!. الزمان: 28 ديسمبر 1948 "العاشرة صباحا".. المكان: الدور الثانى بوزارة الداخلية أمام الأسانسير.. وصل النقراشى باشا إلى الوزارة كعادته فى العاشرة صباحا، وصعد فى الأسانسير، وفى الدور الثانى، بعد أن أدار النقراشى باشا ظهره متجها إلى مكتبه نادى عليه أحد الأشخاص وقبل أن يلتفت كان قد أطلق على ظهره ثلاث رصاصات أودت بحياته ووقف هذا الشخص بكل هدوء فى مكانه حتى تم القبض عليه، واتضح أنه طالب فى كلية الطب البيطرى اسمه عبدالمجيد أحمد حسن، واتضح أيضا أنه ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين!! . الرؤيا الأخيرة.. الزمان: 21 فبراير 1949.. المكان: بيت حسن البنا.. الحضور: البنا، الابنة الكبرى للإمام.. الإمام حسن البنا يستيقظ ويجلس على فراشه يحاول استيعاب ما رآه فى منامه، ثم همس لنفسه «لله الأمر من قبل ومن بعد.. لا إله إلا الله.. محمد رسول الله»، ثم ذهب فتوضأ وصلى صلاة الصبح، ثم نادى على ابنته الكبرى وقال لها: الإمام: لقد رأيت فى منامى بالأمس سيدنا "على بن أبى طالب"، وفهمت من الرؤيا أن الأجل قد اقترب، وربما يتم قتلى اليوم أو غدا.. فكونى على قدر المسئولية وأنا أعلم أنك كذلك. فاضت دمعة من عين الابنة وهى تسمع هذا الكلام، فقام الإمام وقبلها فى جبينها وفاضت دمعته هو أيضا. رفع دعوى ضد الحكومة. استدراج الإمام الزمان: 6 فبراير1949 .. المكان: مكتب فتحى رضوان المحامى.. الحضور: الإمام حسن البنا، الأستاذ فتحى رضوان، الأستاذ محمد شمس الدين الشناوى.. قرر حسن البنا رفع دعوى قضائية على الحكومة المصرية، يطالب فيها بإلغاء قرار حل الجماعة، وقام المحامى الكبير والسياسى المخضرم فتحى رضوان بهذه المهمة، وأثناء اجتماع الإمام برضوان حضر السكرتير الخاص للبنا محمد شمس الدين الشناوى.. الشناوى: فضيلتك.. عندى معلومات مهمة لازم تعرفها وإن كانت يعنى.. قاطعه البنا فورا: قول ما عندك ياشمس!! .. الشناوى: فضيلتك عارف من ساعة اغتيال النقراشى باشا والبلد كلها بتغلى، والشباب السعدى بيطالب بالثأر للنقراشى، ووصلتنى معلومات إن الشباب السعدى وعلى رأسهم فتحى عمرو كامل الدمياطى اجتمعوا فى النادى السعدى بشارع سليمان باشا وأقسموا على اغتيال فضيلتك ثأرا للنقراشى!!.. أطرق البنا يفكر والأسى يعلو وجهه.. ومضى يقول: ماذا أصنع وقد اعتقلوا الإخوان وتركونى وحدى، لقد طلبت منهم اعتقالى فرفضوا، وقلت لهم إن كانت "الإخوان المسلمين" عصابة إجرامية فأنا رئيسها.. إنكم بذلك تقتلوننى.. وسحبوا مسدسى المرخص.. واعتقلوا أخى عبدالباسط الضابط الذى كان يصاحبنى فى تنقلاتى.. وسرقوا سيارتى من أمام المنزل..ومنعونى من السفر إلى الخارج.. وطلبت زيارة الإخوان فى معتقلهم فى هايكستب، فرفضوا أيضا.. ماذا تريدنى أن أصنع؟!. الزمان: 12فبراير1949 ظهرا.. المكان: على باب منزل الإمام.. الحضور: محمد الليثى رسول محمد الناغى للإمام البنا.. كانت كل الاتصالات بالإمام مقطوعة، فأمر محمد الناغى محمد الليثى الموظف بجمعية الشبان المسلمين أن يذهب بنفسه لبيت الإمام حسن البنا ليخبره بضرورة الحضور إلى مقر جمعية الشبان المسلمين فى تمام الساعة الخامسة لسماع أخبار سارة. استمع الإمام لمحمد الليثى ورد عليه: إن كل طلباتى من الحكومة تحبسنى لأن الإخوان كلهم محبوسون، وأنا أتحبس مثلهم!!، لكن وعده الإمام بالحضور فى الميعاد!. لغز السيارة السوداء.. الزمان: 12 فبراير 1949 .. الساعة 5،4مساءً .. المكان: فى الشارع أمام منزل البنا .. الحضور: الإمام حسن البنا، عبدالكريم منصور؛ زوج أخت الإمام .. نزل البنا مع زوج شقيقته عبدالكريم منصور واستقلا "تاكسى" من أمام البيت، ولاحظ الإمام أن هناك سيارة سوداء تتبعه ولكن لم يأبه لذلك. بداية المؤامراة.. الزمان: 12فبراير 1949 العاشرة صباحا.. المكان: مكتب رئيس الوزراء "عبد الهادى باشا".. الحضور: إبراهيم عبد الهادى، محمد الناغى.. التفاصيل: يدخل محمد الناغى قريب رئيس الوزراء وسكرتير جمعية الشبان المسلمين بناء على طلب رئيس الوزراء.. إبراهيم باشا: "أنا عايزك تكلم البنا وتقوله ييجى بالليل الجمعية وقوله إنى وافقت على مقابلته بشرط يسلم السلاح والإذاعة اللى عنده!!".. الناغى: بس بالليل أنا ما باشوفش زى ما سيادتك عارف!!.. إبراهيم باشا: ياسيدى يوم مش هيفرق وبعدين ممكن تقابله الساعة «5» يبقى لسه المكان فيه نور.. الناغى: أمرك ياباشا!! الزمان: الساعة الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949 "حسن البنا" يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين، ويرافقه رئيس الجمعية لوداعه، ودق جرس الهاتف داخل الجمعية فعاد رئيسها ليجيب الهاتف فسمع إطلاق الرصاص فخرج ليرى البنا، وقد أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التى ركبها القاتل، وأخذ رقمها وهو رقم "9979" والتى عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرالاى محمود عبد المجيد، المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية، كما هو ثابت فى مفكرة النيابة العمومية عام 1952م.