ما بين شوق وحنين وجد الحب، تلك النعمة التي منحها الخالق للبشر كافة لينعموا بها، إذ لا يفرق الهوى بين غنى وفقير، فكل من أصابته سهام "كيوبيد" سلم لليل في عيون حبيبته وذابت هي أيضا في كلمة "أحبك" متى نطق فؤاده بها. الكثيرون تخيلوا أن قصص الحب الشهيرة لن تتكرر في العصر الحديث في ظل حالة الجمود العاطفى نتيجة لظروف الحياة الصعبة، إلا أن القصور الملكية التي تنعم بالرفاهية والثراء أخرجت في القرن الحادى والعشرين قصصا عاطفية مثيرة حطمت كل قيود البروتوكول. وقصص الحب كثيرة عبر العصور والحب الصادق الحقيقى يظل بين المتحابين حتى آخر العمر، وهذه النماذج الفريدة تثبت لنا ذلك. أبرز قصة حب في العائلة المالكة البريطانية هي قصة حب الأمير تشارلز لكاميلا باركر التي استمرت 35 عاما تقريبا لتتوج بزواج مدنى دون حضور الملكة عام 2005. تشارلز وكاميلا بدأت قصة الحب بين تشارلز وكاميلا عندما تقابلا لأول مرة في مباراة "بولو" عام 1970، وقد تعمقت علاقة صداقتهما، لكن تشارلز لم يعرض عليها الزواج إلى أن تزوجت من أندرو باركر بولز، الضابط بالجيش البريطانى عام 1973 وأنجبت منه طفلين، وعلى الرغم من زواجها، ظلت كاميلا من أكثر أصدقاء تشارلز المقربين، وقد أشارت الشائعات إلى أنه كان يثق بها لدرجة أنها ساعدته على اختيار شريكة حياته الليدى ديانا سبنسر. ففى مزرعة كاميلا وزوجها التقى تشارلز وديانا وطلب الأمير يدها، استجابة لنصيحة وترشيح الصديقة كاميلا، ثم تزوجها في يوليو عام 1981. ولأن الحب كالحرب من السهل إشعالها ولكن من الصعب إخمادها، فلم يستطع الأمير "تشارلز" أن يخمد حب كاميلا في قلبه، وظلا على علاقة عاطفية تكشفت عام 1992 وعرفت وقتها باسم فضيحة "كاميلا جيت" بإعلان المكالمات الهاتفية العاطفية الحارة بينهما، وأدى ذلك لتصاعد التوتر في زواج الأمير تشارلز والأميرة ديانا، وفى عام 1994 اعترف الأمير تشارلز بخيانة زوجته في مقابلة تليفزيونية، وتم الطلاق الملكى بينهما عام 1996. كانت كاميلا قد سبقتهما وانفصلت عن زوجها عام 1995، وبدأت فكرة ارتباط تشارلز وكاميلا كشريكين تظهر بشكل رسمى تدريجيا للعلن، إلا أن وفاة الأميرة ديانا إثر حادث سير بباريس عام 1997 عزل كاميلا من الحياة العامة بعد تجدد الانتقادات الصحفية لها، لكنها عادت تدريجيا كمرافقة لتشارلز والتقت بأبنية الأميرين وليام وهارى لأول مرة عام 1998 ثم اصطحبتهما في عطلة إلى الجزر اليونانية في أغسطس 1999، ويوما بعد يوم، اعتاد البريطانيون على مشاهدة تشارلز وكاميلا معا رغم اعتراضات الملكة إليزابيث، الأم. وبعد أخذ ورد وخلافات تسرب عنها الكثير للإعلام البريطانى، اضطرت الأم إلى الاعتراف بعلاقة الحب الطاغى بين ابنها العاشق وصديقته القديمة الجديدة، وكان أول اعتراف غير مباشر من جانب الملكة بهذه العلاقة هو عندما حضرت إليزابيث حفلا في شهر يونيو عام 2000 شاركت فيه كاميلا، وتوجت قصة الحب الأطول في تاريخ المملكة البريطانية في أبريل 2005 عندما استجاب الأمير تشارلز لسلطان قلبه وتزوج حبيبة العمر كاميلا باركر التي احتفظت بلقب زوجها السابق. وليام وكيت يبدو أن الأمير وليام -الابن الأكبر للأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا- ورث عن أبيه القلب المحب، وفى الشهر ذاته الذي توج فيه أبيه قصة حبه التي استمرت 35 عاما، شهد العالم بأكمله في أبريل من هذا العام، تتويج أحدث قصة حب ملكية في القرن الحادى والعشرين، والتي جمعت بين قلب الأمير وليام وكيت ميدلتون لأكثر من تسع سنوات. بدأت القصة عندما أسرت كيت قلب الأمير الشاب أثناء دراستهما معا في جامعة "سانت أنروز" بأسكتلندا عام 2001، وفى مارس 2002 جذبت كيت عين وليم عندما كانت تشارك في عرض أزياء خيرى، حيث قال لصديقه إنه يعتقد أنها جميلة، وفى سبتمبر من العام نفسه انتقل الاثنان إلى منزل للطلاب مع بعض الأصدقاء الآخرين، وبدأت الشائعات تقوى حول بداية ميلاد قصة حب بينهما، وفى عام 2004 لوحظت رومانسية العلاقة بينهما عند تصويرهما على منحدرات للتزلج في كلوسترز معا. تخرج الاثنان في نفس الحفل من جامعة "أندروز" في عام 2005 بحضور أسرتيهما، حيث حصل وليام على درجة الماجستير في الجغرافيا وحصلت كيت على درجة الماجستير في تاريخ الفن. وسائل الإعلام المختلفة اهتمت بالتقارب بين كل من وليام وكيت وحضورها العديد من المناسبات الملكية بدعوة شخصية من الأمير، مثل حفل تخرجه كضابط جيش في ساندهيرست عام 2006. ولكن الرياح أتت بما لا يشتهى الحبيبان، حيث انفصلا في 2007 لفترة وجيزة، وصرح عدد من أصدقائهما المقربين أن سبب الانفصال هو شعور كيت بأن وليام لم يعد يبدى اهتماما بها، فقد كان الأمير يستمتع بحياته بصحبة فتيات أخريات، ولكن الفراق لم يدم طويلا لأن سلطان الحب أقوى، وعاد الحبيبان للظهور معا، وقام وليام بدعوة كيت في العديد من المناسبات الملكية بشكل متكرر، مما دعا وسائل الإعلام إلى التنبوء بتحول هذه العلاقة إلى التزام رسمى، وهو ما تم بالفعل في أكتوبر 2010، واختار وليام موقعا ساحرا ورومانسيا على منحدرات جبال "روتندو" الكينية ليطلب من ميدليتون أن تتزوجه، وأهداها خاتم الخطبة الذي يعود إلى والدته الأميرة الراحلة ديانا، قائلا: "هذا خاتم زواج والدتى، ولذلك فإنها بالطبع خاص جدا بالنسبة لى، وكيت الآن غالية جدا بالنسبة لى ولا يوجد أفضل من ربط الإثنين معا". بعد ذلك تم الإعلان عن تحضيرات زفاف القرن الحادى والعشرين، لتتوج قصة حب بدأت في الجامعة وانتهت في قصر باكنجهام، بحفل زفاف أسطورى يعد الأغلى في التاريخ حيث تكلف 80 مليون جنيه إسترلينى. الملكة والمدرب من بريطانيا للسويد، وما زال الحب يجرى في القصور الملكية، ولكن هذه المرة القصة مختلفة فهى ليست بين أمير وفتاة من العامة، ولكن بين الأميرة السويدية فيكتوريا -الملكة القادمة للبلاد- التي وقعت في حب مدربها الخاص للياقة البدنية، السويدى "دانيال ويستلينج"، والذي ساعدها على التخلص من الاضطراب الغذائى الذي كانت تعانى منه أثناء دراستها في الجامعة، حيث تقابلا عام 2002 بعد عودة الأميرة للبلاد واحتياجها لمدرب لياقة بدنية يساعدها على التخلص من الاضطراب الغذائى الذي كانت تعانى منه نتيجة تعرضها للضغط الإعلامي، وبعد 6 سنوات من تعارفهما وإخفائهما الإعجاب المتبادل بينهما تم الإعلان عن قصة الحب التي جمعتهما، حيث انتقل دانيال للعيش في الجناح الخاص بالزوار في القصر الملكى بالسويد، مما جعل جميع المراقبين يتوقعون وجود علاقة جدية بين الأميرة وحبيبها، وبدأت الأميرة فيكتوريا تتعرض للعديد من الانتقادت الشديدة إلا أن والدتها الملكة سيلفيا التي أعلنت في مقابلة تليفزيونية دعمها لوجود دانيال في حياة ابنتها. وفى فبراير 2009 تم إعلان خطوبة الأميرة فيكتوريا والمدرب دانيال الذي قدم إليها خاتما من الألماس، وبعد عام تقريبا، وتحديدا في 16 يونيو 2010 عقد الزفاف الملكى الذي توج قصة حب أشبه بالخيال بين الأميرة فيكتوريا والأمير دانيال الذي حظى بهذا اللقب بعد اقترانه بالأميرة. هنرى والأمير الوسيم وفى الدنمارك يسطر الحب قصة أخرى، بطلها هذه المرة الأمير الوسيم فريدريك، الابن الأكبر للملكة مارجريت والأمير هنرى دو لابورد، هذا الشاب الذي يعشق سباق السيارات لم يستطع أن يقاوم مشاعره التي جذبته تجاه الفتاة الأسترالية مارى ذات الأصول الأسكتلندية ابنة أستاذ الرياضيات جون دونالدسون. كانت أول مقابلة بينهما عام 2000 خلال دورة الألعاب الأوليمبية في سيدنى، ولم تكن تعرف مارى أنه أمير الدنمارك، ولم يرغب هو في الإفصاح عن ذلك الأمر، لذا قدم نفسه إليها في فندق سيدنى على أنه "فريد"، وظل الاثنان يتحدثان إلى أن جاء إليها أحد أصدقائه منبها إياها أنها تتحدث مع أمير الدنمارك الأمير فرديريك، إلا أن كيوبيد الحب كان قد أصاب قلبيهما، فتقول الأميرة مارى إن فريدريك استحوذ على اهتمامها وكان بينهما الكثير ليتحدثا عنه، خاصة أن الأمير يتمتع بروح الدعابة والحضور الذهنى الذي يأسر مستمعيه. كان الأمير قد وقع أيضا تحت سحر قوة المشاعر، وتوالت الزيارات المتبادلة بين سيدنى وكوبنهاجن لمدة 3 سنوات إلى أن تم إعلان الخطبة الملكية في أبريل 2003 وبعدها بعام في مايو 2004 تزوج الأمير الوسيم من أميرة قلبه مارى، لتتنازل على إثر هذا الزواج الملكى عن الجنسية الأسترالية وتتوج قصة الحب بالنهاية السعيدة، وتثمر عن أربعة أطفال ولدين وبنتين.